بنفسج

النكبة في عيون الشباب: العودة حق كالشمس

الأحد 15 مايو

في الخامسِ عشرَ من شهر أيار/ مايو من كلِّ عامٍ؛ يتجدَّدُ جُرحٌ لم يشْفَ بعدُ في قلوبِ وعقولِ الفلسطينيين، ليُولدَ جيلٌ شاب يسعى لاستردادِ حقوقِ شعبِه المسلوبة. أبدَعَ في خلقِ طرُقٍ ووسائلَ عديدةٍ؛ ليُعبِّرَ عن هذا اليومِ، ويرسلَ رسالتَه إلى العالمِ، ويُعلنَها بقوةٍ وبإصرارٍ رافعًا شعارَ "عائدون" لا مفرَّ، سوفُ نحرِّرُ أراضينا، ونرفعُ أعلامَ النصرِ على كلّ بقعةٍ من مدُنِنا وقرانا. لن ننسَى حقَّنا في العودةِ، فهو حقٌّ ظاهرٌ ظُهورَ الشمسِ.

| في الذاكرة لا تُنسى

الاطفال1.jpg
من فعاليات النكبة التي يشارك بها الأطفال الفلسطينيين بالمدارس

فداء قلجة 20 (عامًا)، طالبة جامعية تخصص صحافة وإعلام. تعدُّ أنّ هذا الحقَّ ذكراه ليست مخصَّصةً في يومٍ واحد" 15 أيار/مايو"، بل هو حاضرٌ في ذاكرتنا على مدارِ العامِ، ونخطِّطُ له، تقولُ: "في ذِكرى النكبةِ سأهتمُّ بفئةٍ مُهمةٍ وهي شريحةُ الأطفالِ، حيثُ سأذهبُ إلى مركزِ القطّانِ للطفلِ الذي يتمُّ إحياءُ هذه الذكرى بطريقةٍ رائعةٍ؛ فهو يُوعى الأطفالِ بمفهومِ العودة، وماذا حدثَ لشعبِهم في هذا اليوم. وتُرسِّخُ فيهم المفاهيمَ الوطنيةَ والتمسُّكَ بأراضيهم، كما أنها ستشاركُ بتجمُّعاتٍ واعتصاماتٍ ووقفاتٍ شبابيةٍ.

وتوضِّحُ أنّ النزولَ إلى الشارعِ، وتكوينَ حشودٍ شبابيةٍ كبيرةٍ، يقهرُ الاحتلالَ، ويُبنَى على تمسُّكِ هذا الجيلِ الشابِّ بوطنهِ، ومهما فعلَ الاحتلالُ كي يُنسيَهم قضيتَهم؛ فهي حاضرةٌ في أذهانِهم، إضافةِ إلى أنها ستقومُ برفعِ العلمِ الفلسطينيّ في كلِّ مكان؛ في البيتِ والجامعةِ والأماكنِ العامّةِ والشوارعِ.

بينما تقولُ لما الحلو، طالبة جامعية، في ذِكرى النكبةِ سأقومُ بكتابةِ قصائدَ شعريةٍ تتحدثُ عن التفاؤلِ والأملِ بالعودةِ. وأخرى تتحدثُ عن جمالِ وسحرِ البلاد، وسأحرِصُ على نشرِ تلك القصائدِ في كلِّ وسائلِ الإعلامِ المقروءةِ والمسموعةِ والإلكترونية، إضافة إلى تسجيلِ تقريرٍ مع شهودِ النكبةِ، ونشرها على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ، فالكلمةُ أقوَى من ألفِ سلاحٍ.

جهّزتْ "أمنية أبو الخير" (24 عامًا) نفسَها لتوصيلِ رسالتِها منذُ فترة طويلةٍ، فأعدت تقاريرَ وقصص تتحدثُ عن النكبةِ لنشرِها، تقول: "قمتُ بإعدادِ عدّةَ تقاريرَ، وصُوَر، ومنشورات، وسأنشرُها عبرَ الفيس بوك وتوتير، خاصةً بالنكبةِ، لتُذَكِّرَ العالمَ بهذا الحدثِ الأليم، ولقد اخترتُ وسائلَ الإعلامِ الحديث "الفيس وتويتر" لِما لها من فعاليةٍ في الوصولِ إلى عددٍ كبيرٍ من الناسِ.

في حين تعتبر "نوران قاسم" (22 عامًا) أنّ هذا اليومَ هو مقدَّسٌ بالنسبةِ للفلسطينيين، فتسعَى إلى توصيلِ رسالتِها للعالمِ العربيّ والدوليّ، من خلالِ الأنشطةِ والفعالياتِ التي تنسِقُها هي ومجموعة من الزملاءِ، تتحدثُ عن أهميةِ هذه القضيةِ، وضرورةِ توصيلِها لكلِّ المحافلِ، والوصولِ لأكبرِ عددٍ جماهيريٍّ ضخمٍ، لتحشُدَ المؤيِّدينَ والمناصرينَ للقضيةِ الفلسطينية. وتقول: "سوف نجتهدُ للتنسيقِ مع وزارة التربيةِ والتعليمِ لجعلِ يومٍ مخصَّصٍ لعملِ زياراتٍ ميدانيةٍ للطلابِ، وتعريفِهم بالقضيةِ، حتى لا تذهبَ ذِكراها مع تعاقبِ الأجيال".


اقرأ أيضًا: هادية السعافين: تؤرخ للتغريبة والنضال في "الفالوجة" المهجرة


فيما جهّزتْ "أمنية أبو الخير" (24 عامًا) نفسَها لتوصيلِ رسالتِها منذُ فترة طويلةٍ، فأعدت تقاريرَ وقصص تتحدثُ عن النكبةِ لنشرِها، تقول: "قمتُ بإعدادِ عدّةَ تقاريرَ، وصُوَر، ومنشورات، وسأنشرُها عبرَ الفيس بوك وتوتير، خاصةً بالنكبةِ، لتُذَكِّرَ العالمَ بهذا الحدثِ الأليم، ولقد اخترتُ وسائلَ الإعلامِ الحديث "الفيس وتويتر" لِما لها من فعاليةٍ في الوصولِ إلى عددٍ كبيرٍ من الناسِ، في مناطقَ مختلفةٍ في العالم، وقد أثبتتْ نجاحَها في تسليطِ الضوءِ على أحداثٍ مختلفةٍ، وقلبِ موازينِ الأحداثِ. وتتمنى من جميعِ روّادِ وسائلِ الإعلام نشْرَ المنشوراتِ باللغةِ الانجليزية؛ لتصِّل رسائلُهم خارجَ نطاقِ الوطنِ العربي، إلى أناسٍ هم بحقٍّ لا يعلمونَ شيئًا عن الجرائمِ الصهيونيةِ وحقيقةِ القضيةِ الفلسطينية.

| فعاليات للنكبة

يخطِّطُ "عاصم النبيه" (23 عامًا)، هو ومجموعةٌ شبابيةٌ، إلى مبادراتٍ تركِّزُ على الخارج، تهدفُ إلى زرعِ فلسطينَ في قلبِ كلِّ عربيٍّ مسلم، وتسعَى لربطِ الشبابِ الناشطينَ على المواقعِ الاجتماعيةِ بقضيةِ فلسطين، من ضمنِها فلسطينُ في كلِّ بيتٍ. ويوضّحُ أنه نظّم عددًا من الفعالياتِ على أرضِ الواقعِ، كالمسيراتِ ورفع الأعلامِ، وعملِ بوسترات خاصةٍ بهذا اليومِ، تجعلُه خالدًا في ذاكرةِ الجميعِ. وسيشاركُ في هذه الفعالياتِ، ويعملُ على نشرِها باستخدامِ الوسائلِ المتاحةِ، بما فيها وسائلُ التواصلِ الاجتماعي التي تستطيعُ أنْ توصِّلَ القضيةَ للعالميةِ

أمّا الشابُّ "محمد سليم" (25 عامًا) اختلفتْ طرُقُ تعبيرِه عن الآخَرين فيقول: "في كلِّ عامٍ أقومُ أنا وإخوتي بإحياءِ هذه الذِّكرى من خلال طهيِ الأكلاتِ الخاصةِ بكلِّ منطقةٍ، وارتداءِ الزيِّ الخاصِّ بكلِّ بلدةٍ، والمشاركةِ في التجمعاتِ الشبابيةِ الرئيسةِ التي تكونُ في مدينةِ غزة. ويضيف: "هذا العامُ اتفقتُ مع زملائي في العملِ لإعدادِ بوسترات تتحدّثُ عن النكبةِ وتوزيعِها خلالَ مسيراتِ الشبابِ في يوم النكبةِ. إضافة إلى التحضيرِ لفعاليةٍ أدبيةٍ خاصةٍ بالنكبةِ، تكونُ عبارةً عن شعرٍ وقصصٍ حدثتْ عام 1948 أثناءَ الهجرةِ؛ كقصةِ السيدةِ التي تركتْ طفلَها هناك رغمًا عنها.

ويخطِّطُ "عاصم النبيه" (23 عامًا)، هو ومجموعةٌ شبابيةٌ، إلى مبادراتٍ تركِّزُ على الخارج، تهدفُ إلى زرعِ فلسطينَ في قلبِ كلِّ عربيٍّ مسلم، وتسعَى لربطِ الشبابِ الناشطينَ على المواقعِ الاجتماعيةِ بقضيةِ فلسطين، من ضمنِها فلسطينُ في كلِّ بيتٍ. ويوضّحُ أنه نظّم عددًا من الفعالياتِ على أرضِ الواقعِ، كالمسيراتِ ورفع الأعلامِ، وعملِ بوسترات خاصةٍ بهذا اليومِ، تجعلُه خالدًا في ذاكرةِ الجميعِ؛ الأطفالِ قبل الكبار. وسيشاركُ في هذه الفعالياتِ، ويعملُ على نشرِها باستخدامِ الوسائلِ المتاحةِ، بما فيها وسائلُ التواصلِ الاجتماعي التي تستطيعُ أنْ توصِّلَ القضيةَ للعالميةِ.

لنكبة1.jpg
فتيات بالثوب الفلسطيني والكوفية في يوم النكبة 

ويرى "جهاد أبو شنب" أنّ تفعيلَ قضيةِ النكبةِ ليست مقصورةً على يومِ "15/ أيار"؛ فنحن في كلِّ يومٍ نتذكّرُ النكبةَ؛ لأنّ ممارساتِها مازالت علينا، ومازال الجُرحُ فينا، موضِّحًا أنه سيقومُ هو ومجموعةٌ من أصدقائه بعدَّةِ فعلياتٍ، منها النشيدِ الوطنيّ الفلسطينيّ في ميادينِ قطاعِ غزة. ويتابعُ إلى أنهم سيقومون أيضًا بزياراتِ عائلاتِ الشهداءِ القُدامى، إضافةِ إلى إعدادِ ورشاتِ عملٍ لتوعيةِ جيلِ الشبابِ بما حدثَ لجدودِنا وتاريخِ بلادِنا، ومازلنا نفكِّرُ ونُبدِعُ بالأفكارِ؛ لنُثبتَ للعالمِ أننا أحياءٌ نطالبُ بأرضِنا، ولن ننسى ما مارسَه الاحتلالُ علينا.

الشاب "بلال دبور" (23 عامًا) يقول: نشاطي على الصفحاتِ الإلكترونيةِ، وبالتحديدِ عبرَ المدوِّناتِ وتويتر. وأحاولُ دائمًا تخصيصَ قسمٍ من أنشطتي لإيصالِ رسالتي إلى المتابِعينَ الأجانبِ بواسطةِ اللغةِ الانجليزية، أحاولُ دائمًا مخاطبةَ هذه الشريحةِ في ذكرى النكبةِ، عبرَ تسليطِ الضوءِ على الجانبِ غيرِ الأخلاقيّ في أفعالِ الاحتلالِ وعصاباتِه مدَعَّمًا بالصورِ ما أمكنَ.. ويشيرُ إلى أنّ هناك الكثيرَ من النشطاءِ الأجانبِ المعنيِّينَ بالقضيةِ الفلسطينية، وتطوُّراتِ الأوضاعِ في الأراضي المحتلةِ، ولديهم شغفٌ بالقضيةِ كقضيةٍ إنسانيةٍ بامتياز. ويتابعُ: نجتهدُ في عرضِ الحقائقِ التاريخيةِ التي تثبِتُ أنَّ فلسطينَ بأكملِها أرضٌ عربيةٌ، وأنّ الهجراتِ اليهوديةَ عمَلٌ استعماريٌّ بَحتٌ، لا يختلفُ عن غيرِه من أعمالِ الاستعمارِ في القرنِ الماضي.