بنفسج

أنت كما تُظهرك اختياراتك

الثلاثاء 07 مارس

واحدة من أمور النضج التي لم أنتبه إليها إلّا قريبًا هي فكرة أن "اختياراتك هي أنت"، والأمر ليس فقط بالمعنى البعيد الذي قد تفهمه، وهو أن اختياراتك تُخبرنا بالكثير عنك، وإنما بالمعنى الحرفي أيضًا، وهو أن اختياراتك تُشكّل شخصيتك بشكل مُباشر للغاية.  والأمر أكبر من فكرة الاختيارات الكُبرى في الحياة، فلا أعنى اختيارك للجامعة، الأصدقاء، رفيق الحياة وغيره، فهذه غالبًا ما نتأنى جميعًا في تنقيحها واختبارها حتى تأتي مرحلة الاختيار. 

واحدة من أمور النضج التي لم أنتبه إليها إلّا قريبًا هي فكرة أن "اختياراتك هي أنت"، والأمر ليس فقط بالمعنى البعيد الذي قد تفهمه، وهو أن اختياراتك تُخبرنا بالكثير عنك، وإنما بالمعنى الحرفي أيضًا، وهو أن اختياراتك تُشكّل شخصيتك بشكل مُباشر للغاية.  والأمر أكبر من فكرة الاختيارات الكُبرى في الحياة، فلا أعنى اختيارك للجامعة، الأصدقاء، رفيق الحياة وغيره، فهذه غالبًا ما نتأنى جميعًا في تنقيحها واختبارها حتى تأتي مرحلة الاختيار. 

أما ما أعنيه فهي الأمور الصغيرة للغاية، المدخلات اليومية التي نعتقد أنها ليست اختيارًا في كثير من الأحيان، بل نعتقد أنها أمور اعتيادية، تفاصيل لم ولن تترك أثرًا. ولكن الحقيقة أن هذه الاختيارات الدقيقة هي ما تُشكّل من نحن، هي ما تُكّون أفكارنا، هي ما تتحكم في مشاعرنا وبالتالي في أفعالنا! 

أن تختار ما تُشاهد، من تُقابل، ما تقرأ، ما تحب، ما تكره، ما تقول أو حتى الطريق الذي تسلكه يوميًا، هو في النهاية ما يكوّن الشخص الذي أنت عليه. رُبما لن تشعر بذلك الأثر الخفي إلّا إذا قررت أن تُغيّر شيئًا ما لا تعتقد بتأثيره. 

أن تختار قضاياك في هذه الحياة، أن تختار الصمت أحيانًا، أن تختار أن تتركهم وما يعتقدون عنك أو تختار أن تثور على الجميع، جميعها اختيارات ترسم صورتك الحقيقية، وملامحك الدقيقة التي لا يراها الكثير، ولا يهم من يرى! 

في مواجهة زمن "التريند"، زمن القضايا المُتزاحمة، المُتشابكة، زمن الفتن والأحداث، زمن الإغراءات وصراعات الجذب من هُنا وهناك، زمن لفت الأنظار واستقطاب الأعين والأيدي والقلوب، نحتاج إلى أن نختار، أن نُنقح، أن نستوعب أن تلك الأمور التي تراها لن تؤثر هي بالضبط ما تحتاج لأن تتخلى عنها كي تستقيم.