بنفسج

زغاريد الشهادة من مزاج الجنة!

الخميس 09 مارس

بينما كانت النساء يبكين بصوت تقشعّر له الأبدان، والرجال صامتون بحرقة، سارت جدتي في حرارة الروح تزغرد بصوت شجيٍ نحو "طارق خندقجي". خاليَّ الش.هيد، تحتضنه، لأول مرة أرى هذا المشهد أمامي بصدمة بالغة، صدمة فقدان خالي البطل توازيه زغرودة! كيف يحدث هذا والزغرودة أخترعت للأعراس؟! مرت الأيام، وتبين لي أن كل ما على الأرض الفلسطينية له تفسير آخر ومذاق مختلف؛ رائحة التراب، وصوت الطيور، والعرس الفلسطيني، وفطور العائلة، وحرية الأسير، وصدى صوت الزغرودة لأم الش.هيد حين يصدح في سماء الوطن.  

بينما كانت النساء يبكين بصوت تقشعّر له الأبدان، والرجال صامتون بحرقة، سارت جدتي في حرارة الروح تزغرد بصوت شجيٍ نحو "طارق خندقجي". خاليَّ الش.هيد، تحتضنه، لأول مرة أرى هذا المشهد أمامي بصدمة بالغة، صدمة فقدان خالي البطل توازيه زغرودة! كيف يحدث هذا والزغرودة أخترعت للأعراس؟!

مرت الأيام، وتبين لي أن كل ما على الأرض الفلسطينية له تفسير آخر ومذاق مختلف؛ رائحة التراب، وصوت الطيور، والعرس الفلسطيني، وفطور العائلة، وحرية الأسير، وصدى صوت الزغرودة لأم الش.هيد حين يصدح في سماء الوطن. ليتخلل صوت زعرودة أم الش هيد "ابراهيم النابلسي"شهي.دنا الأخير ورفاقه قلوب الناس قبل آذانهم.

فماذا يدعو الأم الفلسطينية لزغرودتها هذه رغم فقدانها فلذة من كبدها؟ إنه الإيمان، الإيمان الراسخ بقلوبهن بأن كل فلسطيني هو فداء للوطن، وأولادهن جزء عظيم بهذا الوطن، والإيمان بأن المحتل إلى زوال.

وحسب التاريخ أن بداية "الزغاريد" كانت عندما أعدم الانتداب البريطاني الشهدا.ء الثلاثة: محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي، من يومها قرر الفلسطينون أن لا تتحول جنازات الشهداء إلى صراخ وعويل؛ بل على كل أم شه.يد واختٍ وزوجة أن تطلق زغرودتها معلنةً أن الحرية على الأبواب.

وتقول الأغنية الوطنية: "رجع الخي يا يما زغرتيله هالشهيد دماته دين علينا".


اقرأ أيضًا: أحلام اغتيلت بكاتم صوت: أتعود لوطنك برفقة تابوت؟


لتؤكد أم الشهيد النابلسي أن بعد رحيل إبراهيم كل شباب فلسطين هم إبراهيم، وكل طفل يولد هو إبراهيمٌ جديد، يرهب المحتل ويطمس وجوده، لتعلوا الزغاريد سماء البلاد.

وتتحول الجنازات لأعراس وطنية تجمع الناس من كل الأطياف والتيارات والأحزاب تحت راية الوطن، توزع الحلوى وتقبل التهاني بتحول شه.داءنا لعرسان جُدد تحت عرش الرحمن، تخلدهم الذاكرة ولا ينساهم التاريخ. تجلس الأم تكلم نفسها بحرقة الأمهات مع ابتسامة لطيفة: "راح الغالي، لكنه بطل!".