بنفسج

معنى أن تضع قلبك في زجاجة

الثلاثاء 16 مايو

من أجمل وأرق قصص الأطفال التي قرأتها العام الماضي قصة «القلب والزجاجة» تحكي القصة عن طفلة صغيرة حالمة تعيش في عالمها الخاص مع جدها، في البحار وبين النجوم، وعالمها الداخلي واسع خصب، زاخر بكل ما هو مدهش وجميل. ثم يرحل عنها جدها وتقرر أن تضع قلبها في زجاجة وتعلّقه فوق صدرها وتعيش حياتها بلا أي عوالم داخلها، وبلا قلب يشعر بكل ما هو خارجها. قصة كُتبت بالأساس للأطفال، لكن الكبار وحدهم من يعرفون هذا الشعور، شعور وضع القلب داخل زجاجة وإحكام غلقها وعيش الحياة وفقًا لذلك. يعرفون أن هذا الخيار يبدو دائمًا هو الآمن والأيسر لعيش الحياة؛ لأن في المقابل كل خيار آخر يعني ترك الإنسان هشًا مشاعًا أمام الألم.

من أجمل وأرق قصص الأطفال التي قرأتها العام الماضي قصة «القلب والزجاجة» تحكي القصة عن طفلة صغيرة حالمة تعيش في عالمها الخاص مع جدها، في البحار وبين النجوم، وعالمها الداخلي واسع خصب، زاخر بكل ما هو مدهش وجميل. ثم يرحل عنها جدها وتقرر أن تضع قلبها في زجاجة وتعلّقه فوق صدرها وتعيش حياتها بلا أي عوالم داخلها، وبلا قلب يشعر بكل ما هو خارجها.

قصة كُتبت بالأساس للأطفال، لكن الكبار وحدهم من يعرفون هذا الشعور، شعور وضع القلب داخل زجاجة وإحكام غلقها وعيش الحياة وفقًا لذلك. يعرفون أن هذا الخيار يبدو دائمًا هو الآمن والأيسر لعيش الحياة؛ لأن في المقابل كل خيار آخر يعني ترك الإنسان هشًا مشاعًا أمام الألم. كل اختيار باتباع القلب وتصديقه يعني أن يكون عرضة للآلام، كل اختيار بالوجود بين الناس ومعهم يعني الوقوع في الخطأ، والمواجهة بنسخ منّا لا نريد الاعتراف بها والتضحية عمدًا بصورتنا المثالية عن نفسنا، يعني أن نقع قسرًا في موضع اختيار ما لا نريد اختياره، واحتمال ما لا نطيق احتماله، يعني القبول بالخسارة واحتمالية الفقد.

لكنه يعني في المقابل أيضًا أن نشعر، وأن يحيا القلب حتى آخر رمق، يعني أن نجد ولو قلبًا نقيًا وفيًا واحدًا يعرفنا ونعرفه، أو روحًا واحدة نتآلف معها، يعني الدهشة من اكتشاف صور أخرى لم نكن عرفها عن أنفسنا، والقدرة على رؤية الجمال في دواخلنا وخارجها. يعني المخاطرة، والمحاولة دائمًا والاكتفاء بها أحيانًا، وإن كانت بلا وصول. العزلة ووضع القلب داخل زجاجة هو الحل الآمن دائمًا، لكنه ليس حياة.