بنفسج

قصتي.. لينا الخطيب

الأربعاء 17 مايو

ثلاث سنوات كاملة وأنا أفكر هل أخوض التجربة؟ هل أشتري كاميرا وأدخل عالم التصوير؟ هل أجازف؟ هل يستحق الأمر المغامرة؟ هل سيتحسن وضعي المادي بعدها؟ لمعت الفكرة في ذهني حين ذهبت لإجراء جلسة تصوير لابني البالغ من العمر 3 سنوات حينها، عند أحد المصورين، رأيته كيف يستخدم الكاميرا، كيف يلتقط الصور بوضعيات مختلفة، لم أكن الوحيدة المتواجدة في المكان، بل تبعني العديد من العائلات مع أطفالهم. 

ثلاث سنوات كاملة وأنا أفكر هل أخوض التجربة؟ هل أشتري كاميرا وأدخل عالم التصوير؟ هل أجازف؟ هل يستحق الأمر المغامرة؟ هل سيتحسن وضعي المادي بعدها؟ لمعت الفكرة في ذهني حين ذهبت لإجراء جلسة تصوير لابني البالغ من العمر 3 سنوات حينها، عند أحد المصورين، رأيته كيف يستخدم الكاميرا، كيف يلتقط الصور بوضعيات مختلفة، لم أكن الوحيدة المتواجدة في المكان، بل تبعني العديد من العائلات مع أطفالهم. 

ففكرت هل هذا المشروع مجدي ماديًا؟ أجريت في ذهني حسبة بسيطة، وذهلت حقيقة من ضخامة المبلغ. فكرت بعدها بأن أخوض المغامرة في هذا المجال؛ لتحسين وضعي المادي قبل كل شيء. عرضتُ الفكرة على كثير من الناس لكن ردات فعلهم كانت محبطة: " المصورين معبين البلد وأنتِ معك ماجستير استني يمكن تحصلي وظيفة منيحة في مجالك".

قررت ألا أستمع لأحد، وعقدت العزم، واقترضت مبلغ ثلاث آلاف شيكل من أحد أقربائي، اشتريت كاميرا وعدسة مستعملة، لأني لم أستطع وقتها شراء الجديدة بسبب ثمنها المرتفع! بداية المغامرة كانت الأصعب، ولا أحب تذكر البدايات والأيام الصعبة في حياتي بشكل عام، كان تسلق سلم النجاح في مجال التصوير من أصعب اللحظات في حياتي.

حينما شرعت بالتصوير كنت أعمل كموظفة بديلة مؤقتة بالإحصاء، لم أستطع الموازنة أبدًا بين عملي الخاص، وعملي كموظفة حكومية، وقررت بعدها عدم التقديم لأي وظيفة حكومية، ومنذ ثلاث سنوات لم أتقدم بالفعل، وكرست وقتي فقط لعملي الخاص. أعمل على مستوى أهل قريتي في جنين، ونلت إعجابهم ولاقيت إقبالا كبيرا وجميلا من الناس، حتى أصبحت بعد سنوات "لينا الخطيب قناصة الصور في جنين".

الحمدلله، فالبرغم من المنافسة الشديدة، استطعت أن أحتل مكانًا مميزا في هذا المجال ، ودخلي المادي تحسن كثيرً، وحققت ما أريد بعد اجتهاد وعناء. أحب جميع صوري بلا استثناء ألتقطها بحب وشغف. أصور كل شيء ومغرمة بتصوير أي عروس.

وبالرغم من النجاح الذي وصلت له إلا أنني أطور من نفسي باستمرار، وأحرص قبل إتقان العمل على حسن التعامل مع من ألتقي، ألتحق بالدورات لتطوير نفسي، التحقت قبل عام بدورة تصوير في مصر، وأعطي دورات للفتيات أيضًا. مشروعي في التصوير لم يفتح مصدر دخل لي فقط، بل وفر فرصة عمل ودخل جيد للعديد من الفتيات اللواتي يعملن معي.

وأخيرًا أود القول، "أنا كنت كتير أخاف من الفشل لحد ما نجحت وصرت أحس أنه الفشل تجربة تسبق النجاح". أدعوكم إلى المغامرة وخوض التجارب وعدم الخوف من الفشل، فالنجاح الحقيقي هو اللحظة التي تفكر فيها في تغيير نفسك.