بنفسج

فليقل خيرًا... أو ليصمت

الخميس 25 مايو

واضح أنك ازددت وزنًا.. ما هذه الحبة التي على وجنتك؟ لماذا لم ترتد شيئًا جديدًا منذ فترة؟ أطفالك ليسوا مؤدبين! أظن أنك تشتري من المحلات الرخيصة الثمن على ما يبدو! وغيرها من الملاحظات التي لم يُطلب من قائليها إعطاء رأيهم، خاصة عندما تقال أمام مجموعة من الأشخاص، هذا يدل على أنه يريد إحراجك، إيذاؤك بكلامه، أو تسليط الضوء على شيء ليس من شأن القائل، أو حتى أنه ليس من شأن أي أحد آخر غيرك، إنه شيء يخصك أنت، أنت فقط سواء أعجبه الأمر أم لم يعجبه، فليحتفظ برأيه لنفسه.

في الواقع قد تكون هذه البثرة التي على وجهك لا تضايقك، وتعلم لماذا هي موجودة على وجنتك ومتى ستختفي. وقد تكون مسرورًا جدًا بلباسك الذي لم يعجبه وفخورًا جدًا بأطفالك الذين تربيهم كيفما تريد، أما عندما يتحدث عن كل أمر أعلاه، أنا أؤكد لك بأنك ستذهب إلى بيتك وتنظر إلى مرآتك قائلًا: لماذا هذه البثرة، وتبدأ باللعب بها لتذهب محدثا التهابا لا إصلاحًا، هذا اللباس لم يعد يناسبك، إنه رديء! أما عن الأطفال، فأنت أصبحت تصرخ عليهم وتوبخهم بسبب وبلا سبب بعد حديثه عنهم.

لحظة! فأنا لا ألومك على إعادة نظرك للأمور أول مرة، أو الإلتفات للرأي الذي لم يُطلب، ألومك على المرة الثانية، هي مرة واحدة فقط اسمح لنفسك أن تنجر خلف الآراء البالية فقط مرة، وبعدها فلتغلق أذناك جيدًا كي لا يسمعا ما يؤذيك ولا يرضيك. أنت حر تعمل ما تريد طالما لم تتعد على حدود غيرك، فأنت في بر الأمان لا تسمح لأحد بتغيير وجهة نظرك إلا إذا كان على حق. ولكن للأسف الذين يتكلمون عن حق أقلاء، ويتكلمون لشيء ينفعهم فقط بغض النظر عنك وعن رأيك.


اقرأ أيضًا: وهل يبقى الأثر: التعافي من جروح الماضي


لا أبالغ إن قلت إن الإنسان تؤثر فيه الكلمة كثيرًا، قد تحييه كلمة طيبة وتثمر في نفسه أفكار جميلة، وقد تحبطه كلمة أخرى وتثنيه عن أشياء قد عزم عليها أو اتخذ لها قرارًا، أو على الأقل كان مرتاحًا لها ولا يزعجه وجودها، لذلك فلتكن حريصًا على كلامك وضع نفسك محل ذلك الشخص الذي تنوي تصويب سهم كلام مزعج له، كيف وأنت مكانه؟ هل أصبت بالإحراج؟ هل تألمت؟ كذلك هو.

"ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، سيد البشرية عليه الصلاة والسلام قال له رب العالمين بأنه يجب أن يكون سهلًا ليّنا يسيرًا، وإلا فإنهم سيبتعدون عنه وعن مجلسه، ما بالك نحن اللذين لسنا أنبياء كيف نريد لغيرنا أن يستمع لنا ونحن نقذفه بكلام غير لائق؟

حقيقة، أهنئك على فشلك؛ أنت لست إلا عابرًا تائهًا لا يدري ما يقول، رميت حصى وارتدت على صاحبها، لا تكن سعيدًا، فلا يهتم بتلك الآراء إلا ذو شخصية ضعيفة ينجر وراء الكلمات السامة، أما قوي الشخصية، فإنها تدخل من أذنه اليمنى مرورًا إلى اليسرى ثم إلى قمامة الكلمات، أي أنها لا تظل في عقله ولا دقيقة أبدًا.

لحظة! أعد ترتيب أفكارك وفكر بنفسك وارتق بها، ما الذي يجعلك تحرج شخصًا ما؟ ما الذي يجعلك تنتقد حديثه أو ملابسه أو حتى شكله؟ الغيرة، الكره، إثبات أن لديه نقاط ضعف كغيره؟ أم ماذا؟ لا شك أن لديك سببًا أو عدة أسباب، ولكن مهما كان الدافع، فإنه شيء لا يعبر إلا عن تفاهات ونظرة سيئة لأشياء لا تضر صاحبها ولا تعنيه، إنك فقط تقتحم سمة منه أو موجودة فيه لتعصف فيه أفكار محطمة وليقلل من شأن نفسه.

حقيقة، أهنئك على فشلك؛ أنت لست إلا عابرًا تائهًا لا يدري ما يقول، رميت حصى وارتدت على صاحبها، لا تكن سعيدًا، فلا يهتم بتلك الآراء إلا ذو شخصية ضعيفة ينجر وراء الكلمات السامة، أما قوي الشخصية، فإنها تدخل من أذنه اليمنى مرورًا إلى اليسرى ثم إلى قمامة الكلمات، أي أنها لا تظل في عقله ولا دقيقة أبدًا.