بنفسج

أعياد فلسطينية: تكبير وأضاحي ولمة عائلة

الأحد 25 يونيو

تبدأ أجواء عيد الأضحى وتحضيراته باكرًا كالعادة لدى الفلسطينيين، فقبل أن تشرع العائلات بتجهيز أبنائها للعيد والتسوق لشراء الملابس الجديدة، يستلم الأب مهمته في البحث عن أضحية مناسبة للعائلة، فيجوب، في رحلة طويلة قد تمتد لأيام، أسواق المواشي والحلال برفقة صغاره، يختار ما يناسبه من الأسعار والأحجام لتوزيعها على الأقارب والمعارف والفقراء. أما الأم فتجوب أسواق الملابس مرارًا وتكرارًا، تختار الملابس بعناية، كي يبدو أطفالها مميزين بردائهم، محتفلين بالعيد بأبهى طلة.

عيد الأضحى: عادات ثابتة

 
في أول أيام العيد، تجتمع العائلة صباحًا فتتوجه لأداء صلاة العيد في المساجد والساحات العامة، لتعلو أصوات التكبيرات، ويصدح الجميع بها، تبدأ بذلك رسميًا طقوس أول أيام عيد الأضحى. ينتهي الجميع من أداء صلاة العيد، وتتشابك الأيادي بالسلام احتفالًا بحلوله، وترتفع الدعوات بأن يمن الله على أمتنا بالأمان والسلام، وأن يحتفل الجميع العام القادم بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك وهو محرر من دنس الاحتلال.

 ولا ينتهي دور الأم هنا على ذلك، فهي تتجهز قبل أيام من العيد، وينقلب البيت رأسًا على عقب، فترتيب وتنظيف والمنزل وتحضيره لاستقبال المهنئين، من أقاربها ومعارفها، هو أحد أهم العادات التي تمارسها الأمهات في الأعياد، ناهيك عن إعداد وتجهيز حلويات وكعك العيد لتقديمها لهم. وللمجتمع الفلسطيني عادات وطقوس خاصة في العيد، لاسيما في عيد الأضحى المبارك، منها زيارة الأقارب والأرحام وتوزيع الأضاحي على الفقراء والمحتاجين، إلى جانب زيارة ذوي الأسرى والشهداء.
 
وفي أول أيام العيد، تجتمع العائلة صباحًا فتتوجه لأداء صلاة العيد في المساجد والساحات العامة، لتعلو أصوات التكبيرات، ويصدح الجميع بها، تبدأ بذلك رسميًا طقوس أول أيام عيد الأضحى. ينتهي الجميع من أداء صلاة العيد، وتتشابك الأيادي بالسلام احتفالًا بحلوله، وترتفع الدعوات بأن يمن الله على أمتنا بالأمان والسلام، وأن يحتفل الجميع العام القادم بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك وهو محرر من دنس الاحتلال.

وقبيل ساعات الظهيرة، تبدأ مغامرة جديدة مع الأضاحي، لتعبئتها في أكياس وتوزيعها، والتحضير لمائدة الإفطار بعد ساعات طويلة من التعب. لمائدة الإفطار طقوس خاصة في عيد الأضحى، فما إن ينتهي الرجال من ذبح الأضاحي، تتجهز النساء لإعداد أطباق الإفطار من لحومها وأحشائها، ويجتمع الكبار والصغار في بيت العائلة لتناول وجبتهم المفضلة.

 
وفور انتهاء صلاة وخطبة العيد، ينطلق الآباء برفقة أبناءهم لذبح الأضاحي في شوارع وأزقة البلدات والمدن، وفي ساحات المنازل، فلذبح الأضاحي أجواء مميزة، يجتمع حولها الكثيرون لمشاهدة الذبح ومغامراته المضحكة أحيانًا والمخيفة أحيان أخرى، فيكبّر الصغار ويصفقون فور ذبحها، لتنتهي جولة وتبدأ أخرى في مكان آخر.


اقرأ أيضًا: في مديح "لحوم الأضاحي": أكلات شعبية بطابع ديني


وقبيل ساعات الظهيرة، تبدأ مغامرة جديدة مع الأضاحي، لسلخها وتقطيعها وتعبئتها في أكياس وتوزيعها على الأقارب والمحبين والفقراء، والتحضير لمائدة الإفطار بعد ساعات طويلة من التعب. ولمائدة الإفطار طقوس خاصة في عيد الأضحى، فما إن ينتهي الرجال من ذبح الأضاحي، تتجهز النساء لإعداد أطباق الإفطار من لحومها وأحشائها، ويجتمع الكبار والصغار في بيت العائلة لتناول وجبتهم المفضلة.

أول يوم عيد: سهرات الشواء

العيد والشواء.jpg
في أول ليلة من أيام عيد الأضحى تفوح رائحة الشواء من المنازل والحدائق

يصطف الصغار بعد تناول الإفطار وارتداء ملابسهم الجديدة، لتقبيل يد الجد والجدة، وملئ جيوبهم بالعيديات، وينطلقون بعدها سريعًا لشراء الألعاب والحلوى، والتنزه والتجول في شوارع بلداتهم. يجوب الرجال بيوت الأقارب، في ما تنتظر النساء في بيوتهن الضيوف والأحباب بشوق، ليعرضن ما استطعن إعداده من أطباق الكعك والحلويات.
 
أما مساء أول أيام العيد، فلا يخلو من جلسات السمر والسهر والشواء، فلا يمكن أن يمر اليوم الأول من عيد الأضحى، إلا وتشتم روائح الشواء في أرجاء المنطقة، سواء من البيوت أو في بعض المحال الصغيرة التي تمثل أيام العيد لها، مصدر رزقي موسمي. وللعيد في بيت السيدة أم يزن طقوس وعادات لا تتغير، لا سيما في عيد الأضحى، فلا زالت ومنذ 15 عامًا تصنع الكعك والمعمول استعدادا له، وتزين بيتها وترتبه استقبالًا للضيوف.

تقول أم يزن: "لدى عائلتي عادات ثابتة في عيد الأضحى، اعتاد أولادي وزوجي عليها، بعضها جلبتها من عائلتي والبعض الآخر من عائلة زوجي، أبدأ قبل العيد بأسبوع تقريبًا بتجهيز أبنائي للعيد واختيار الملابس المناسبة لهم، فيما يتوجه زوجي قبلها بأيام برفقة أقاربه لاختيار الأضحية".


اقرأ أيضًا: الحج وعيد الأضحى.. العودة لأصل الحكاية


  ولاختيار الأضحية أجواء وعادات خاصة لدى عائلة أم يزن، إذ يشارك الكبار والصغار بالتجول في سواق الحلال، ليصبح ذلك أشبه برحلة عائلية مليئة بالأحداث التي سرعان ما يتلوها الصغار فور وصولهم للمنزل. ويكمُن جمال وبهجة الأعياد لدى أم يزن في اجتماع الأهل والأقارب والعائلات في صلاة العيد، وعند ذبح الأضاحي، وعلى وجبة الإفطار في أول أيامه، إلى جانب الزيارات العائلية والسهرات الليلة وحفلات الشواء، ناهيك عن مشاركة النساء في إعداد الكعك.
 
وتختم أم يزن كلامها بالقول: "إن العيد فرصة للخروج من ضغوطات الحياة ولقاء الأحبة والاجتماع بهم بعد شوق، وكسر الروتين اليومي الممل الذي نعيشه دائمًا، إلى جانب أن إظهار الفرح والبهجة، شعيرة من شعائر الإسلام نتقرب بها إلى الله".