بعض الأغطية، الكراسي، ومجموعة من الأفرشة المطوية من المنتصف على شكل هرم بجانب الآخر، كفيلة للبدء بلعبة "بيت بيوت"، يعيش الأطفال خلالها تجربة منفصلة عن الواقع ومرتبطة به في ذات الوقت. بأدوات بسيطة يصنع الأطفال في مخيلتهم حيًا بأكمله، وقوانين ونظام حياة أكثر سهولة تبدأ بـ " كوكو اصحو يا ناس"، لخرج الأطفال من بيوتهم المصنوعة من الصوف والقماش، وهذا ما يسمى "اللعب التخيلي".
الخيال واللعب التخيلي
الخيال هو عملية معرفية تستخدم لتوليد أفكار جديدة من القديمة، ليس فقط في خدمة الإبداع، ولكن أيضًا في أفكارنا العادية حول بدائل الواقع الحالي.
إن الخيال ليس مهارة متخصصة تمتلكها فقط أنواع معينة من الأشخاص "المبدعين"، فهو يوصف بأنه عملية معرفية عامة نستخدمها جميعًا لإنشاء عمليات محاكاة تتجاوز المدخلات الحسية المتاحة على الفور.
الخيال هو عملية معرفية تستخدم لتوليد أفكار جديدة من القديمة، ليس فقط في خدمة الإبداع، ولكن أيضًا في أفكارنا العادية حول بدائل الواقع الحالي، إن الخيال ليس مهارة متخصصة تمتلكها فقط أنواع معينة من الأشخاص "المبدعين"، فهو يوصف بأنه عملية معرفية عامة نستخدمها جميعًا لإنشاء عمليات محاكاة تتجاوز المدخلات الحسية المتاحة على الفور.
ويمكن رؤية الأصول التطورية لقدراتنا التخيلية في اللعب التخيلي للأطفال الصغار، فيمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات، التوصل إلى استنتاجات مناسبة حول بدائل الأحداث الماضية، وهو شكل من أشكال التفكير المضاد للواقع. إن الطبيعة النشطة والمولدة للخيال تعني أن الطفل المتعلم ليس عاجزًا عن التمثيلات الأساسية الفطرية للفاعلين والأفعال، ولا متلقيًا سلبيًا للمعلومات الثقافية، بل إن فعل التخيل جزء لا يتجزأ من عملية التعلم الاجتماعي نفسها.
اقرأ أيضًا: لماذا تعد الخمس سنوات الأولى من حياة الطفل مهمة؟
أما مصطلح اللعب التخيلي على وجه الخصوص، فيشير إلى لعب الأطفال بدون قواعد أو هيكل محدد، ويسمى أيضًا اللعب الدرامي، أو التظاهر. وتسمح طريقة اللعب هذه للأطفال بممارسة مهاراتهم الاجتماعية، من خلال عكس الطريقة التي يتفاعل بها الآخرون، مما يؤدي إلى فهم أفضل للأعراف الاجتماعية. ونظرًا لأن اللعب التخيلي مفتوح وغير منظم، فإن هذا النوع من اللعب يقتصر فقط على الخيال، إذ يتمتع الأطفال بالسيطرة الكاملة على الشخصيات التي يمثلونها وما الذي سيفعلونه.
أهمية الخيال واللعب التخيلي للأطفال
يستخدم الأطفال العديد من أشكال حل المشكلات أثناء اللعب الخيالي، سواء كان اختيار مواد لفكرة جديدة، أو إنشاء شيء ما من مواد منزلية شائعة، فإن اللعب الخيالي يجعل الأطفال يفكرون في المشكلات.
تتطور هذه المهارات أيضًا أثناء المشكلات التي قد تنشأ أثناء وقت اللعب، مثل إذا أراد اثنان من زملاء اللعب بنفس الشخصية، ويعد حل المشكلات أداة حيوية سيستمر الأطفال في استخدامها طوال حياتهم، وأثناء اللعب الخيالي، تتاح للأطفال فرصة تطوير هذه المهارة في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة.
بغض النظر عن كيفية استخدام الأطفال للعب الخيالي، فإنه يساعدهم على التعبير عن أنفسهم ويسهل نموهم الصحي، كما يعد جزءًا حيويًا من نمو الطفل لأنه يساعده على بناء مهارات اتخاذ القرار الحاسمة والمهارات المعرفية والاجتماعية، ويعمل على تطوير المهارات الحياتية الهامة، مثل:
| الإبداع: بدون أي قيود، يمكن للأطفال تحدي وتوسيع مخيلتهم إلى أقصى حد ممكن. يؤدي إنشاء قصص وشخصيات وأفكار جديدة إلى تحفيز الحواس الإبداعية وتطورها مع التقدم بالسن.
| الاستقلالية: بدلاً من اتباع القواعد المحددة، تتاح للأطفال الفرصة لإنشاء ألعابهم الخاصة أثناء اللعب الخيالي وهذا يمنحهم شعورًا بالاستقلالية في الملعب ويعزز ثقتهم نفسهم.
| حل المشكلات: يستخدم الأطفال العديد من أشكال حل المشكلات أثناء اللعب الخيالي، سواء كان اختيار مواد لفكرة جديدة، أو إنشاء شيء ما من مواد منزلية شائعة، فإن اللعب الخيالي يجعل الأطفال يفكرون في المشكلات.
تتطور هذه المهارات أيضًا أثناء المشكلات التي قد تنشأ أثناء وقت اللعب، مثل إذا أراد اثنان من زملاء اللعب بنفس الشخصية، ويعد حل المشكلات أداة حيوية سيستمر الأطفال في استخدامها طوال حياتهم، وأثناء اللعب الخيالي، تتاح للأطفال فرصة تطوير هذه المهارة في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة.
| التنمية الاجتماعية والعاطفية: تتضمن أشكال اللعب الخيالي لعب الأدوار والشخصيات ومن خلال ذلك يختبرون الحياة اليومية للآخرين والصراعات المحتملة، وبهذا يستطيعون بناء وفهم مشاعر الآخرين.
اقرأ أيضًا: الاعتراف بالمشاعر.. نحو طفل ذكي "عاطفياً"
| احترام الذات: التخيل يساعد أيضًا في تعزيز احترام الذات، فعندما يختار الأطفال شخصياتهم المثالية، فإنهم يطورون الثقة للقيام بأي شيء يريدونه، حتى بعد انتهاء وقت اللعب، ويتذكرون أن لديهم القدرة على القيام بكل ما يضعونه في أذهانهم. كما يمنح اللعب التخيلي الأطفال الفرصة لاختبار الهويات والتفاعلات الاجتماعية الجديدة بطريقة آمنة، ويساعد في اكتساب المهارات الاجتماعية المهمة، مثل التحكم في الانفعالات، والقدرة على تكوين صداقات.
| التنمية البدنية: تشجع العديد من أنواع اللعب الإبداعي الأطفال على النشاط وممارسة التمارين الرياضية، خصوصًا أنهم يلعبون بأدوات غير موجودة، مثل تخيلهم أنهم يركبون حصان وبهذا سيبذلون جهدًا إضافيًا لتحقيق ما يتبادر لمخيلتهم.
| تطوير اللغة ومهارات الاتصال: عبر انتحال الشخصيات وتمثيل أدوار معينة، فيعلمهم هذا النشاط كيف تختلف اللغة حسب الشخص والموقف.
كيف ننمي خيال الطفل؟
| اطرح عليه أسئلة مفتوحة: قم بتنمية المحادثة من خلال الإدلاء بعبارات مفتوحة تدعو طفلك إلى أخذ زمام المبادرة.
| نمي قدراته الإبداعية: حاول أن تقدم للأطفال أجزاءً غير ثابتة، مثل المواد القابلة لإعادة التدوير أو الأجهزة، وشاهد ما يمكنهم ابتكاره من مخيلتهم.
| شجّع اللعب "البسيط - المعقد": يستخدم الأطفال مفردات أكثر تنوعًا وقواعد نحوية أكثر تعقيدًا عند اللعب بالمكعبات مقارنةً باستخدام الأدوات الإلكترونية، وذلك لأنه عندما يلتقط طفل صغير قطعة من المكعبات ويستخدمها كهاتف محمول، فإنه يحقق قفزة معرفية عملاقة؛ ولهذا السبب من المهم جدًا إعطاء الأطفال ألعابًا بسيطة ولكنها معقدة يمكن استخدامها بطرق متعددة.
اقرأ أيضًا: بين أحضان العائلة: طرق لقضاء أوقات مشتركة
| تعزيز اللعب في مجموعات عمرية مختلفة: يكون اللعب التظاهري غنيًا بشكل خاص عندما يكون لدى الأطفال الصغار مرشدين أكبر سنًا للمساعدة في وضع تخيلاتهم موضع التنفيذ.
| قاوم "الملل": يشعر العديد من الأطفال بالملل سريعًا عندما يعتادون أمرًا ما، قاوم ذلك عبر تحريك الأطفال بسرعة من مهمة إلى أخرى عند ظهور أول علامة على الملل، وبدلًا من ذلك ساعدهم على إعادة المشاركة، وحاول استخدام لغة مشجعة: "أتساءل ماذا سيحدث إذا بنينا قصرًا من طابقين باستخدام الوسادات؟".
