بنفسج

نساء في قسم العلوم السياسية: تجربة شخصية

الأربعاء 20 سبتمبر

هناك العديد من التساؤلات التي قد تراود الجميع، ما هي العلوم السياسية؟ في بداية هذه الموضوع أود أن أعرف العلوم السياسية كما هو متعارف عليه. العلوم السياسية هي إحدى فروع العلوم الاجتماعية التي تدرس نظرية السياسة وتطبيقاتها ووصف وتحليل النظم السياسية وسلوكها السياسي وأثرها على المجتمع، هذه الدراسات تكون غالبًا ذات طابع أكاديمي التوجه، نظريًا وبحثيًا.

كما تبين بالتعريف السابق، فإنها من العلوم الاجتماعية؛ فالعلوم السياسية في طبيعة الحال علاقتها متفرعة مع جميع العلوم الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية والثقافية. بعدما تعرفنا على العلوم السياسية ومقتطفات منها هناك العديد من المواضيع التي أودّ أن أطرحها في هذا الموضوع:

أولًا: نظرة المجتمع للمرأة الدارسة للعلوم السياسية: في هذا الموضوع سأتحدث عن تجربة شخصية مررت بها، أنا وجميع اللواتي يدرسن العلوم السياسية، فعند تخرجك من الثانوية العامة يكون لديك شغف لدراسة حلمك وتحقيق طموحاتك فيختار الأهل الجامعة المناسبة لك وعندها ستختار أنت التخصص الذي لطالما تحلم به، فبعد نجاحي بالثانوية العامة لعام 2015 التحقت بجامعة الخليل تخصص العلوم السياسية، وكانت هناك العديد من المصاعب التي واجهتها من أهمها اعتراض الأهل على التخصص كونه فقط للرجال (حسب معتقداتهم).

أكملت السنة الأولى والثانية بسلام، بما فيها من مصاعب كما كنت أواجه مشاكل في كل محاضرة-درس- عندما كانوا الأستاذة يقولون أنت لا تناسبين للسياسة كوني ملتزمة باللباس الشرعي، وكنت بطبيعتي هادئة ومن المفروض أن يكون الدارس للعلوم السياسية عنده شخصية قوية تمكنه من الحديث مع الجميع، ولكن كوني من قريه محافظة، وكنت أنا الفتاة الوحيدة القروية وباقي أفراد الشعبة من المدينة، كان هناك نظرة انحطاط للقرى ولطالما كان بعض الأستاذة يقول (أنا لا افهم ما تتكلمين)، وعلى الرغم من كل هذه الأمور إلى أنني كنت افتخر بنفسي بأني أحقق حلمي.

كما كان الكثير من أهل القرية التي كنت أسكن فيها عندما كانوا يسألونني عن التخصص فأجيبهم العلوم السياسية، يقولون دمرتي مستقبلك، أين ستتوظفين؟ وهكذا كانت نظرة الأهل والمجتمع المحلي للدراسة للعلوم السياسية وهذا كما تحدثت تجربتي الشخصية.


اقرأ أيضًا: عاطفة المرأة: البند الذي أسقطه القانون


ثانيًا: عدم توفر فرص عمل في مجال العلوم السياسية، ومخاوف بعض أصحاب المؤسسات من التخصص. البطالة تواجه الشعب الفلسطيني بطريقة مخيفة، فهناك أكثر من 80% من خريجي الجامعات يواجهون البطالة وبعضهم يتوجهون إلى العمل بغير تخصصهم، وهناك العديد منهم خاصة الشباب يتوجهون للعمل بالداخل المحتل.

عند تخرجي من الجامعة توجهت لأكثر من جهة فلسطينية للبحث عن وظيفة مثلي مثل باقي الخرجين، كانوا يقولون هناك فائض بعدد الموظفين عندنا. بعدها توجهت إلى القطاع الخاص ، معلمة رياض الأطفال. وفي بداية الأمر عندما كنت أقابل أحد المربيات بالروضة وأقول لها أنا خريجة علوم سياسة ترتبك وتستهجن الأمن وتقول انتظري سأجري مكالمة مع صاحب الشأن، وبعد أيام تقول لي ممنوع لدراسي العلوم السياسية أن يكون متواجد بالروضة خوفًا على الأطفال من هذا التخصص.


اقرأ أيضًا: التفكير الإيجابي... ماذا ترتدي على عينيك؟


أيضًا توجهت إلى المؤسسات الحكومية التي من متطلبات الوظيفة لديها أن تكون متخصصًا في العلوم السياسية، ولكن شاهدت قمة الانحطاط وعدم الشفافية، وذلك من خلال طلبي للمقابلة حتى يثبتوا أحد الموظفين لديهم. في نهاية الأمر يجب على الشخص أن يقاوم حتى يحصل إلى ما يريد، ويجب على الطلاب الذين يدرسون تخصصًا معينًا أن يقيموا سوق العمل، هل هو بحاجة له أم لا، كي لا تتراكم أعداد البطالة والخريجين في مجتمعنا.