بنفسج

سين/جيم: ماذا تعرف عن انتفاضة الأقصى؟

الخميس 28 سبتمبر

يصادف اليوم الـ28 من شهر أيلول/سبتمبر، الذكرى الـ23 لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى" عام 2000، إذ تعد من أبرز الأحداث التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ عام 1967.

كيف اندلعت الانتفاضة؟

اندلعت شرارة "انتفاضة الأقصى"، عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون المسجد الأقصى المبارك، وتجوله في ساحاته بشكل استفزازي، بحماية نحو 2000 من الجنود والقوات الإسرائيلية الخاصة، ما أثار غضب الفلسطينيين، وأدى لاندلاع مواجهات عنيفة بين المصلين وجنود الاحتلال في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.

أصيب في اليوم الأول لأحداث الانتفاضة 20 فلسطينيًا داخل باحات الأقصى، بجراح مختلفة، في ما أصيب 25 جنديًا وشرطيًا إسرائيليًا بعد رشقهم بالحجارة وعلب النفايات والأحذية من الشبان الغاضبين بالأقصى، وفي ثاني أيام الانتفاضة، اشتدت المواجهات في المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة، ما أسفر عن استشهاد ستة شبان و300 جريح.


اقرأ أيضًا: ليرجمن " إسرائيل": هكذا كُنّ يتقاسمن الحجر


كيف اتسعت دائرة الانتفاضة وإلى أين امتدت؟

توسعت المواجهات داخل باحات المسجد الأقصى وخارجها، وامتدت شيئًا فشيئًا إلى خارج حدودها في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل، وأصبحت كل الحدود مع الاحتلال نقاط ثورة ومواجهة.

من هو الشهيد محمد الدرة وكيف استشهد؟

ومن أبرز أحداث الانتفاضة التي علقت في ذهن العالم أجمع، هو إعدام الطفل محمد جمال الدرة في قطاع غزة، في 30 أيلول/سبتمبر 2000، وكان يختبئ بحضن والده ويحتمي به خوفًا من رصاص الاحتلال، في ما وجهت قوات الاحتلال النار عليه بشكل مباشر، وسط صراخ والده واستنجاده لوقف الرصاص، وإنقاذ ابنه بعد أن أصيب بعدة رصاصات، ليشكل الطفل محمد الدرة الذي اغتيل أمام كاميرات التلفاز، أحد أبرز رموز الانتفاضة.


اقرأ أيضًا: المرأة الفلسطينية في رواية "أم سعد": أنا هون يمه!


ما هي تداعيات استشهاد "الدرة"؟

كان إعدام جيش الاحتلال للطفل الدرة، بمنزلة صب الزيت على النار المشتعلة أصلًا في كل المدن الفلسطينية، ما أجج مشاعر الفلسطينيين، ودفعهم للخروج بمسيرات ومظاهرات غاضبة لاسيما على نقاط التماس مع الاحتلال، وعم الإضراب الشامل والحداد العام، واتسعت رقعة المواجهات ما أسفر عن استشهاد 13 مواطنًا وإصابة 623.

هل نجح الاحتلال بوأد الانتفاضة؟

استخدم الاحتلال جميع أنواع الأسلحة لوقف الانتفاضة وردع الفلسطينيين، فاستخدم الطائرات المروحية العسكرية في إطلاق النار، وقصف أهداف محددة، كما استخدم الطائرات النفاثة في شن هجمات طالت مباني سكنية.

كم عدد الجرحى والشهداء الذين ارتقوا خلالها؟

ووفقًا لإحصائيات فلسطينية رسمية، أسفرت انتفاضة الأقصى عن استشهاد 4412 فلسطينيًا وإصابة 48322 آخرين، بينما قتل 1069 إسرائيليًا وجرح 4500 آخرون.

ما الدور الذي لعبته المرأة في أحداث الانتفاضة؟

أعطت المرآة الفلسطينية خلال الانتفاضة أمثلة ونماذج عديدة في التصدي والكفاح والمقاومة، حيث شهدت الانتفاضة الثانية مشاركة للمرأة في العمليات الفدائية منها: الشهيدة وفاء إدريس أولى الفدائيات في انتفاضة الأقصى، بعد قيامها بعملية استشهادية في عام 2000، وآيات الأخرس التي نفذت عملية استشهادية في متجر بالقدس الغربية 2002.


اقرأ أيضًا: من ذاكرة الثورة: لينا نبض الضفة


كم عدد شهيدات وأسيرات الانتفاضة؟

وقد بلغ عدد النساء اللاتي استشهدن خلال انتفاضة الأقصى 460 امرأة، وعدد حالات الاعتقال 900 امرأة تقريبًا. كما لعبت أيضا دورًا بارزًا في الحياة الاجتماعية والسياسية والتنظيمية والنقابة، كما ساعدت على تحرير العديد من شباب الانتفاضة وحمايتهم والدفاع عنهم، وتأمين خروجهم وتوفير أماكن آمنة لهم، فيما شاركت أيضا في المسيرات والتظاهرات والفعاليات الشعبية الرافضة لسياسة الاحتلال بحق الفلسطينيين.

كيف انتهت الانتفاضة؟

توقفت انتفاضة الأقصى في 8 شباط/فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قمة "شرم الشيخ" المصرية، فيما يواصل الفلسطينيون نضالهم ضد الاحتلال حتى تحرير أراضيهم كافة.

إن انتفاضة الأقصى وما تلاها وسبقها من أحداث، أكدت أن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لا يزال بوصلة الفلسطينيين، والمحرك الأكبر في أي مواجهة مع الاحتلال.