بنفسج

من مرمرة حتى أسطول الصمود: البحر المتجه إلى غزة

الخميس 11 سبتمبر

أسطول الصمود لكسر الحصار
أسطول الصمود لكسر الحصار

منذ عام 2010، حاولت سفن وقوافل أسطول الحرية إلى غزة كسر الحصار المفروض على القطاع. انطلق أول أسطول مكوَّن من ست سفن، لكنه تعرض لهجوم من القوات الإسرائيلية، وهو ما أسس لاحقًا لتشكيل تحالف أسطول الحرية.

منذ ذلك الحين، جرت محاولات أخرى مثل: أسطول الحرية الثاني عام 2011، أسطول الحرية الثالث عام 2015، قارب النساء إلى غزة عام 2016، أسطول مستقبل عادل لفلسطين عام 2018، إضافة إلى الأساطيل في حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2025، وجميعها تم اعترضت أو دوهمت أو هوجمت. وفي آب/أغسطس 2025، انضم تحالف أسطول الحرية إلى مبادرة أسطول الصمود العالمي، وبدأ في إطلاق سلسلة من القوافل البحرية باتجاه غزة.

البدايات: أسطول الحرية 2010

مافي مرمرة.jpg

في عام 2008، كانت أولى السفن التي نجحت في خرق الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قد أطلقتها حركة غزة الحرة، التي تأسست أثناء حرب لبنان عام 2006. بين عامي 2008 و2016 أُطلقت 31 سفينة، تمكنت خمس منها من الوصول إلى غزة. كان أسطول الحرية لعام 2010 عبارة عن مجموعة من السفن أطلقتها حركة غزة الحرة ومؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، بهدف نقل مساعدات إنسانية ومواد بناء لكسر الحصار على غزة. عادة ما تُجبر قوافل المساعدات على المرور عبر إسرائيل للتفتيش قبل نقلها إلى القطاع.

وفي 31 أيار/مايو 2010، اقتحمت القوات الإسرائيلية السفن مستخدمة زوارق سريعة ومروحيات. وبعد مقاومة على إحدى السفن، قُتل تسعة نشطاء على أيدي الجنود الإسرائيليين. أثار الهجوم تنديدًا واسعًا وأدى إلى أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وتركيا، ما دفع إسرائيل إلى تخفيف حصارها على غزة.

تعرضت ست سفن مدنية في الأسطول للهجوم في المياه الدولية بالبحر المتوسط، وأسفر ذلك عن مقتل تسعة ركاب وإصابة 30 آخرين (توفي أحدهم لاحقًا متأثرًا بجراحه). كما جُرح عشرة جنود إسرائيليين. اعتبر تقرير الأمم المتحدة عام 2010 الحصار غير قانوني، وأدان “الاستخدام المفرط وغير المتكافئ للقوة”، فيما خلص تقرير لجنة “بالمر” الأممية عام 2011 إلى أن الحصار قانوني، لكنه وصف استخدام القوة بأنه “مفرط وغير معقول”. وفي 2016 وافقت إسرائيل على دفع 20 مليون دولار كتعويض لتركيا.

أسطول الحرية الثاني – 2011

أسطول حنظلة.jpg

أُطلق تحت شعار “ابقَ إنسانًا”، وكان مخططًا أن يبحر في 5 تموز/يوليو 2011، لكنه لم يتم. شاركت فيه 22 منظمة غير حكومية، وكان الهدف إنهاء الحصار “بشكل كامل ودائم”. واجه الأسطول عراقيل عديدة؛ إذ منعت اليونان السفن من مغادرة موانئها بحجة “السلامة”، بينما زُعم أن بعض السفن تعرضت للتخريب. لم يصل أي منها إلى غزة، باستثناء سفينة فرنسية تمكنت من الاقتراب لكنها أُوقفت واقتيدت إلى ميناء أشدود.

ويأتي أسطول الحرية الثالث – 2015 الذي انطلق من السويد في أيار/مايو 2015، وتوقف في عدة مدن أوروبية قبل توجهه إلى غزة. في 29 حزيران/يونيو 2015، اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة “ماريان” في المياه الدولية على بعد 100 ميل بحري من غزة.

حظي الأسطول بدعم سياسي من بعض البرلمانيين في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال، إضافة إلى الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، والمقررة الأممية الخاصة فرانسيسكا ألبانيزي. في المقابل، هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المشاركين واعتبرهم “إرهابيين”، فيما أجرت البحرية الإسرائيلية تدريبات لمواجهته.

قال الناشطون إن السفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية، فيما نفت إسرائيل وجود مساعدات حقيقية على متنها. تم ترحيل العديد من النشطاء، بينهم الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي. وكذلك قارب النساء إلى غزة – 2016 وكانت مبادرة نسوية بالكامل نظمتها تحالف أسطول الحرية. انطلقت السفينة “زيتونة – أوليفا” من برشلونة في 14 أيلول/سبتمبر 2016. في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2016، اعترضتها البحرية الإسرائيلية على بعد 14 ميلًا من غزة، وتم ترحيل الناشطات إلى بلدانهن.

وأسطول مستقبل عادل لفلسطين – 2018، يتكوَّن من سفينتين رئيسيتين (العودة والحرية) ويختين (مايريد وفلسطين). في أواخر تموز/يوليو ومطلع آب/أغسطس 2018، هوجمت السفينتان الرئيسيتيان واحتجازهما، وتعرض المشاركون للضرب والصعق الكهربائي، ثم احتُجزوا ورُحّلوا لاحقًا.

أسطاطيل الحرية في 2025

أسطول الصمود إلى غزة.jpg

تعرضت في  أيار/مايو 2025 إحدى سفن الأسطول لهجوم بطائرات مسيّرة قرب مالطا، ما تسبب في حريق. وفي حزيران/يونيو 2025: اعترضت إسرائيل سفينة “مادلين” التي كانت محمّلة بحليب أطفال ومواد غذائية وطبية. كان على متنها الناشطة السويدية غريتا تونبرغ وعضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن. وفي تموز/يوليو 2025: انطلقت سفينة “حنظلة” من إيطاليا وعلى متنها أطباء وصحفيون ومحامون. واعترضتها إسرائيل في المياه الدولية ليلة 26 تموز قبل وصولها إلى غزة.

وأسطول الصمود العالمي – آب/أغسطس 2025، (أو أسطول الحرية العالمي) هو مبادرة مدنية دولية أُطلقت منتصف 2025 بمشاركة أكثر من 50 سفينة وآلاف المتضامنين من 44 دولة، بهدف كسر الحصار عن غزة. بدأت السفن بالإبحار في أواخر آب/أغسطس من ماليزيا، جنوى، وبرشلونة، تلتها قوافل من كاتانيا، سيروس، وتونس. تعرضت بعض السفن لعواصف وتأجيلات، كما أُبلغ عن هجمات بطائرات مسيّرة ألقت مواد حارقة على إحدى السفن قرب تونس.

حظي الأسطول بدعم سياسي من بعض البرلمانيين في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال، إضافة إلى الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، والمقررة الأممية الخاصة فرانسيسكا ألبانيزي. في المقابل، هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المشاركين واعتبرهم “إرهابيين”، فيما أجرت البحرية الإسرائيلية تدريبات لمواجهته.