بنفسج

رياديات الأعمال: أفكار خلاقة تصنع الحكاية

الأربعاء 16 سبتمبر

بدأن طريقهن بأقل الإمكانات، وانطلقن نحو خوض أشرس معركة في الحياة، تدور رحاها حول تحقيق الذات، في عالم يبذل قصار جهده ليجعلك كالبقية، وفقًا لمقولة صادقة، أردن أن يظفرن بالسبق بين الرائدات العربيات، وها هو المستقبل يفتح لهن ذراعيه. لا وقت لديهن لمشاعر الكره لمن تعمدوا التقليل من شأنهن، حين رأت مشاريعهن الصغيرة النور. هكذا هو حال الريادية الفلسطينية التي تصنع أفكارًا خلاقة من لا شيء، لا تهمها الحرب الضروس بكل أشكالها، همها فقط أن تضيف نجمة إلى السماء المعتمة، علها تدفع العجلة الاقتصادية المعطلة.

 بأبسط الأدوات، تبتكر وتبدع، متجاوزة معيقات تعترضها بلا هوادة، رافعة شعار "يكفي أن تؤمني بنفسكِ، إياكِ والاستسلام".  في هذا التقرير تستعرض "بنفسج" قصصًا مميزة لنساء ناجحات اقتحمن ريادة الأعمال في كلٍ من قطاع غزة والضفة الغربية. قدمن خدمات جليلة للمجتمع عبر مشاريع مختلفة من نوعها، وصار لهن مصدر دخل في ظل وضع اقتصادي مترد. بصحبتهن سنلمس أشواك الطريق ونشتّم عبير الزهور التي قطفنها.

| تصوير المواليد بعذوبة

 

أريج الشريف من مدينة رام الله، خريجة جامعية، قسم "الفيزياء"، ولكنها منذ طفولتها أحبت التصوير، وارثة هذا الشغف عن والدها الذي اقتنى كاميرا في حقبة السبعينيات، وهكذا ترعرع بداخلها الجمال يومًا تلو آخر.

لطالما حلمت بإنشاء أستديو خاص بها، لكن زواجها وإنجابها لطفلها الأول جعلها تؤجل الحلم، إلى أن وقعت عينها على مجموعةٍ من الصور لمواليدٍ جدد، فقررت ملاحقة هوايتها.

واقتطعت جزءًا من منزلها لإنشاء استديو خاص بها، ووفرت فيه كل الاحتياجات اللازمة لعملية التصوير؛ من أزياء خاصة بالمواليد وخلفيات وأقمشة.

قبعاتٌ صفراء وبنفسجية ووردية الألوان، وأطواق زاهية، وأغطية رقيقة تغطي الجسد الغض لطفل لم يتجاوز عمره أيامًا. بغريزة الأمومة، تبدأ المصورة أريج الشريف جلستها لتصوير حديثي الولادة، تضغط برفق على زر الكاميرا كعازف محترف تتراقص أنامله على البيانو، وتختار هيئة ظريفة ناعمة تزيد من براءة الطفل جمالًا، في تلك اللحظات، ينهمر السلام وكأن الملائكة تتنزل عليه.

كم تسعدها رؤية عائلة طفل فرحة بصور مولودها، ولا تنسى أريج أبدًا هذا التعليق: "أخبرتني أم أن زوجها حين رأى صور طفلته أخذ يُقبّل الهاتف من سعادته، فرح قلبي حين سمعتها تقول هذا". أريج الشريف من مدينة رام الله، خريجة جامعية، قسم "الفيزياء"، ولكنها منذ طفولتها أحبت التصوير، وارثة هذا الشغف عن والدها الذي اقتنى كاميرا في حقبة السبعينيات، وهكذا ترعرع بداخلها الجمال يومًا تلو آخر.

لطالما حلمت بإنشاء أستديو خاص بها، لكن زواجها وإنجابها لطفلها الأول جعلها تؤجل الحلم، إلى أن وقعت عينها على مجموعةٍ من الصور لمواليدٍ جدد، فقررت ملاحقة هوايتها، ورأت في "المواليد" خير مستقر. تتحدث أريج لــ "بنفسج": "اقتطعتُ جزءًا من منزلي لإنشاء الأستديو، ووفرت فيه كل الاحتياجات اللازمة لعملية التصوير؛ من أزياء خاصة بالمواليد وخلفيات وأقمشة. وعادة ما تتراوح أعمارهم ما بين خمسة أيام إلى ثلاثة أسابيع، بكل متعة، أستغرق وقتي في جلسات التصوير للحصول على اللقطة المثالية، وقد تأخذ مني خمس ساعات".

ث25.png

وتستذكر أول صورة جعلت منها انطلاقتها "صوّرت طفلة من أقاربي وكانت الصورة لحسن الحظ جميلة جدًا، ونالت إعجاب الجميع، لتكون بذلك أول صورة في مشروعي الناشئ". وحسب تجربتها، فإن عالم تصوير حديثو الولادة يتطلب صبرًا كبيرًا لأن المولود قد يبكي في أي لحظة، مما يضطرها إلى تأجيل تصويره حتى يهدأ.

وعن العقبات التي وقفت في وجه مشروعها: "واجهت مشكلة في عدم توفر بعض المستلزمات الخاصة بتصوير المواليد، كبعض الأقمشة والخلفيات والأزياء والإكسسوارات الخاصة بهم في السوق المحلي، فحاولت تعويضها ببدائل متاحة وبسيطة".

وترى أن المصورة يمكن أن تتفوق على نظيرها الرجل في هذا المجال، فحسب رأيها أن غريزة الأمومة تلعب دورًا في التعامل مع الأطفال، مشيرة إلى أن عدد المواليد الإناث في الآونة الأخيرة يفوق عدد الذكور في جلسات التصوير. وتختم حديثها بالسر الذي يضمن التميز والنجاح لريادية الأعمال: "الإتقان وحب العمل، وتطوير المهارات دون توقف، آمل أن أكسب مزيدًا من الخبرة إلى أن أتصدر مكانة لائقة في هذا النوع من التصوير في العالم العربي".

| أفضل ريادية في فلسطين

 

المهندسة الشابة آية كشكو، سارت بخطى واثقة في مجال إعادة تدوير المنصات الخشبية وتحويلها لقطع أثاث بجودة عالية، فحازت على لقب أفضل امرأة ريادية في فلسطين عن مشروعها "بساطة".

افتتحت آية ورشة خاصة بها العام الماضي لتنتج القطع التي تصممها، وذلك بعد فوزها بمسابقة "الحلول الخضراء"، حصلت منها على جائزة مادية، وبواسطتها اشترت المعدات والمواد الخام اللازمة للورشة.

المهندسة الشابة آية كشكو، سارت بخطى واثقة في مجال إعادة تدوير المنصات الخشبية وتحويلها لقطع أثاث بجودة عالية، فحازت على لقب أفضل امرأة ريادية في فلسطين عن مشروعها "بساطة". بمدينة غزة، تقف في ورشة النجارة الخاصة بها لتتابع سير العمل بدقة، وتواصل الإبداع في التصميم والديكور لتصنع من الأخشاب قطعًا فنية فاخرة.

تقول آية: "لم أستسلم أمام العادات والتقاليد في غزة، وخرجت عن المألوف، كما لم آبه لنظرات الاستغراب التي كنت أراها في عيون العمال الذين أشرف عليهم، حتى أنهم لم يتقبلوا إرشاداتي في بادئ الأمر، وواصلت السعي خلف حلمي بدعم من عائلتي التي كانت لي خير سند".

 كيف تبادرت إليك الفكرة، ترد على تساؤلي: "بعد تخرجي من كلية الهندسة المعمارية عملت في مصنع للأثاث في المنطقة الصناعية، ولاحظت أن "المشاطيح" الخشبية لا يتم الاستفادة منها، فقررت استثمارها عبر تصميم قطع أثاث صديقة للبيئة، لأقدم للمجتمع خدمة في ظل ضعف القوة الشرائية للغزيين".

ث26.png

في أعقاب عملها في عدة مصانع افتتحت آية ورشة خاصة بها العام الماضي لتنتج القطع التي تصممها، وذلك بعد فوزها بمسابقة "الحلول الخضراء"، حصلت منها على جائزة مادية، وبواسطتها اشترت المعدات والمواد الخام اللازمة للورشة.

وتبدو فخورة بحصولها على لقب أفضل امرأة ريادية في فلسطين في مسابقة للقنصلية البلجيكية، متطرقة إلى أبرز الصعوبات التي تواجهها: "حياتي المهنية جزء لا يتجزأ من الوضع المعقد الذي يعيشه قطاع غزة، لا سيما انقطاع التيار الكهربائي الذي يقف حائلًا دون الإنجاز في المواعيد المحددة، ناهيك عن معداتي البسيطة التي لا تكفي لإنتاج كميات كبيرة، إلا أني أبذل جهدي لتخطي هذه الإشكاليات".

أما فيما يتعلق بمدى الإقبال على قطع الأثاث التي تنتجها آية، تقول "لاقت فكرة تدوير الخشب إعجاب المواطنين، كون سعره يراعي الوضع الاقتصادي، أي أنه في متناول الجميع". ودعت آية الفتيات بعدم الالتفات لكلام المحبطين حين يتعلق الأمر بطموح يتجاوز قمم الجبال، معربة عن أملها في أن يصل مشروعها إلى العالمية.

| حين فرحَ "قسوم"

 
رواء حجازي  خريجة الفنون الجميلة، تعلمت النسج بالصنارة منذ عمر الثانية عشر، فأتقنت العمل بها وأنتجت أشكالًا تفتح شهية الصغار، أحبت العمل بـكرات الصوف والصنارة منذ طفولتها.
 
لا تصنع رواء الدمى بأناملها فقط، بل بقلبها الذي يبدع في حياكة البراءة، لتدخل هذا الفن إلى قطاع غزة من خلال صنعها لدمى أطفال. وكم من المدهش والمبهج أن ترى دمية صغيرة تأخذ شكل شعرك ووجهك ولون عينيك.
 

كرات الصوف وشعر الدمى والقماش والصنارة رفاقها الدائمين في حجرتها، إذ لا تصنع الشابة رواء حجازي الدمى بأناملها فقط، بل بقلبها الذي يبدع في حياكة البراءة، لتدخل هذا الفن إلى قطاع غزة من خلال صنعها لدمى أطفال. وكم من المدهش والمبهج أن ترى دمية صغيرة تأخذ شكل شعرك ووجهك ولون عينيك، حتى أنها ترتدي ذات ملابسك وكأنها نسخة مصغرة منك.

رواء هي خريجة الفنون الجميلة، تعلمت النسج بالصنارة منذ عمر الثانية عشر، فأتقنت العمل بها وأنتجت أشكالًا تفتح شهية الصغار، تقول "أحببت العمل بــ كرات الصوف والصنارة منذ طفولتي، وطورت موهبتي بالممارسة ومتابعة كل ما هو جديد".

وتضيف بابتسامة: "ألا يقال إن "ابن الوز عوام" فقد ورثت روح الإبداع من والدتي التي علمتني "شغل الصنارة"، وشجعتني إلى أن حققت حلمي". انطلق "سكر" قبل عامين حين حاكت صاحبته أول دمية لطفلة من أقاربها، فنالت إعجاب الجميع وتوالت الطلبات على "صديقة الصنارة"، فبدأ مشروعها يكبر رويدًا رويدًا.

ث27.png

وعن الصعوبات التي واجهتها، تضيف رواء: "العائق الأكبر هو انقطاع الكهرباء، وعدم وجود مشغل خاص بي، لا سيما أن الطلبات في الآونة الأخيرة تزداد بفضل الله، علمًا أن حياكة الدمية تستغرق من ثلاثة أيام إلى أسبوع". ولم تقتصر دمى "سكر" على الأطفال فقط، بل اقتناها الكبار أيضًا، وتلفت رواء إلى أنها تتلقى الطلبات عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الذي عبره تروّج منتجاتها. دمى رواء لم تبق حبيسة أسوار غزة، بل قفزت للنور خارج الحدود، لتتلقى الطلبات من الضفة والأردن وفرنسا، وقد تم بالفعل إرسالها إلى الزبائن. 

"ماذا يعني لكِ النجاح؟". تفكر قليلًا ثم تقول: "فرحة الأطفال عند اقتناء الدمى تنسيني كل التعب، وتؤكد لي أن هذا النجاح الذي أرغبه، أتذكر موقف للطفل قاسم الذي كان فرحًا للغاية بدميته التي تحمل ملامحه، فأخذ يناديها ب "قسوم" وجعل منها أخاه الصغير". وتحلم رواء بأن يغدو مشروعها شركة عالمية تُصدر لكل الأنحاء، داعية كل من لديه حلم أن يتمسك به بشدة ولا يستسلم تحت أي ظرف وأيًا كانت المعيقات.

| "المصغرات" عشق الفتيات

الفنانة  منار شولي التي تبدع في تشكيل ما يعرف بــ"المنمنمات" تخرجت من كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، وبزغت موهبتها منذ الطفولة، وسخرّت طاقتها لتعلم كافة الفنون.
 
حين تتأمل أعمالها تشعر وكأنك أمام شيف محترف يطهو ما لذ وطاب من الطعام، تغريك قطعة البيتزا، فتمتد يدك لاختطافها، ولكنك فجأة، تدرك أن ذلك ما كان إلا مصغرات طعام صُنعت للزينة.

حين تتأمل أعمالها تشعر وكأنك أمام شيف محترف يطهو ما لذ وطاب من الطعام، تغريك قطعة البيتزا، فتمتد يدك لاختطافها، ولكنك فجأة، تدرك أن ذلك ما كان إلا مصغرات طعام صُنعت للزينة، تهدهد العجينة بيدها بلطف، وتشكلها بطريقة متناغمة للمجسم الذي تريده، ومن ثم تدخلها إلى الفرن بدرجة حرارة معينة حتى تتماسك وتخرج بشكلها النهائي.

تخرجت الفنانة الشابة منار شولي التي تبدع في تشكيل ما يعرف بــ"المنمنمات" من كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، وبزغت موهبتها منذ الطفولة، وسخرّت طاقتها لتعلم كافة الفنون، إلا أن الرسم بقي صديقها المفضل.

تقول منار التي اتجهت للعمل في مجال المصغرات منذ عام: "كان الفن هو أنسب تخصص جامعي، ففيه أثمرت موهبتي ورسمت العديد من اللوحات، ومنذ فترة أثار اهتمامي فن المصغرات، فأردت خوض التجربة". قطعة همبرجر كانت هي بداية الطريق، واستغرق إعدادها حينها أربعين دقيقة، ومن ثم توالت المجسمات المختلفة بالظهور بشكل احترافي ومبهر.

ث28.png

وتضيف الفنانة التشكيلية بصوتٍ يبدو فيه المزاج الرائق واضحًا: "تابعت بشكل جيد هذا النوع من الفن عبر فيديوهات على الإنترنت، فتعلمت وطورت أدائي بنفسي". وتتحدث عن المعيقات التي واجهت مشروعها: "ثمة ندرة في المواد الخام التي أحتاجها في السوق المحلي كمادة "البوليمر كلاي"، وهذا يضطرني لاستيرادها من الخارج". 

وتتابع: "فن المصغرات يُعد حديثًا وغير مألوف، ما دعاني إلى الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف الجمهور به، وحسب ملاحظتي، فإن الفتيات أكثر اهتمامًا بالمصغرات، ويطلبن باستمرار أن أصنع لهن الحلى والإكسسوارات". ومن المنتجات التي تصنعها منار إلى جانب الأصناف المتنوعة من الطعام، الميداليات والسيارات، وأي مجسم يطلبه الزبون. 

وتتقدم بنصيحة لكل من لديه موهبة: "اصنع فرصتك بنفسك حتى وإن بدا الواقع صعبًا، ولتهتم بجودة المنتج الذي تقدمه، ولا تركز على الشكل فقط". أحلام منار في عالم الفن لا تنتهي، وشغفها لتعلم أشياء جديدة يسير معها كظلها، في ظل وجود زوجٍ يربت على كتفها قائلًا: "امضِ قدمًا سأكون إلى جانبك"، فهو يحثها على تطوير مهاراتها إلى أن يتحقق هدفها بإنشاء محل خاص تعرض فيه أعمالها الفنية.

| مهارات القيادة والتخطيط

 

نادر عبد النبي، مطور الأعمال بحاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية بغزة، يقول لــ"بنفسج": "لقد تمكنت المرأة من تحقيق نجاحات باهرة وملفتة في مجال المشاريع الريادية في السنوات الأخيرة، إذ ارتفع الوعي بأهمية العمل الريادي".

ويلفت الانتباه إلى جملةٍ من الصعوبات في عالم الريادة، من أبرزها النظرة المجتمعية التي ما زالت لا تتقبل وجود فتاة ريادية مسؤولة عن مشروع لها.

تُرى ماذا يقول المسؤولون عن عالم ريادة الأعمال في فتيات من هذا النوع؟ نادر عبد النبي، مطور الأعمال بحاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية بغزة، يقول لــ"بنفسج": "لقد تمكنت المرأة من تحقيق نجاحات باهرة وملفتة في مجال المشاريع الريادية في السنوات الأخيرة، إذ ارتفع الوعي بأهمية العمل الريادي، وبالتالي، ساهمن في إيجاد حلول لمشكلات قائمة، إضافة إلى إيجاد مصدر دخل خاص لهن".

ويذكر أن نسبة النساء المشاركات في المشاريع التي تشرف عليها حاضنة الأعمال والتكنولوجيا بالجامعة الإسلامية تبلغ 35%. أما نسبة نجاح المشاريع الريادية بشكل عام في قطاع غزة، فتبلغ 39%. وهي نسبة تفوق متوسط نجاح المشاريع الريادية التي تم حساب نجاحها على المستوى العالمي، مما يدل أن بيئة القطاع خصبة - رغمًا عن كل الصعوبات- لنجاح المشاريع الريادية، حسب تقييمه.

ويلفت الانتباه إلى جملةٍ من الصعوبات في عالم الريادة، من أبرزها النظرة المجتمعية التي ما زالت لا تتقبل وجود فتاة ريادية مسؤولة عن مشروع لها. ويطالب عبد النبي بتغيير الصورة النمطية التي تعيق عمل المرأة في المشاريع الريادية، موضحًا: "العمل الريادي يتطلب ساعات طويلة، وهذا عائق أمام الفتاة، نظرًا لما تشكله من خصوصية في المجتمع الفلسطيني، لا سيما حين تعود في ساعة متأخرة إلى بيتها، وهناك عائق آخر لا يمكن إغفاله، يكمن في الحصار المفروض على مناحي الحياة كافة، وما ينجم عنه من نقص في المواد الخام ليتسبب بفشل الكثير من المشاريع الريادية".

وفي سؤاله عن المقومات الواجب توفرها في الفتاة الراغبة في خوض غمار تجربة الريادة، يقول: "عليها أن تتحلى بمهارات قيادية عالية وكاريزما، وقدرة على التفكير الإبداعي والإقناع، كما أن فكرتها لا بدو وأن تنبع من شغفها على أن تلبي حاجة السوق المحلي، إضافة إلى عرض المنتج بشكل جذاب للفئة المستهدفة، والتركيز على مهارات التسويق والترويج". وخاطب كل من اختارت هذا الدرب: "لا تلتفتي لكلام المحبطين، واعملي بإصرار إلى أن تنجح فكرتك".

 
طارق ثابت، مدير البرامج في حاضنة "يوكاس" التكنولوجية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، يقول، "إن الريادي بصفة عامة يجب أن يتمتع بسمات شخصية تجعله مؤهلًا، كالمثابرة والتفكير الإبداعي، والقدرة على التخطيط الناجح".
 
ويرى ثابت أن تعثر بعض المشاريع يعود إلى غياب الرؤية والتنفيذ العشوائي، إضافة إلى المنافسة القوية من الشركات الكبرى وضعف فريق العمل.

ومن جانبه، يقول طارق ثابت، مدير البرامج في حاضنة "يوكاس" التكنولوجية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، إن الريادي بصفة عامة يجب أن يتمتع بسمات شخصية تجعله مؤهلًا، كالمثابرة والتفكير الإبداعي، والقدرة على التخطيط الناجح.

ويضيف: "نجاح أي مشروع يكمن في أن تكون فكرته غير تقليدية، وتسهم في دفع عجلة التنمية، وتقدم خدمة للمجتمع، إضافة إلى المعرفة باحتياجات السوق". ويلفت ثابت إلى أنه يتعين الأخذ في الاعتبار قبل مرحلة تنفيذ المشروع، تجهيز خطة تسويقية واضحة وفريق متكامل، وإعداد دراسة جدوى، مشيرًا إلى أن المشاريع الريادية شهدت طفرة نوعية في الآونة الأخيرة بعد ازدياد الوعي بأهمية العمل الريادي.

"فئة كبيرة من الخريجين اتجهوا إلى عالم الريادة بسبب عدم توافر فرص عمل، وحقق العديد منهم نجاحًا باهرًا في مشاريعهم".

ويعزي السبب بالقول: "فئة كبيرة من الخريجين اتجهوا إلى عالم الريادة بسبب عدم توافر فرص عمل، وحقق العديد منهم نجاحًا باهرًا في مشاريعهم". ويتطرق إلى دور "الحاضنات" في أنها توفر بيئة عمل مناسبة، وتقدم الدعم المادي المطلوب للرياديين، وتساعدهم في إعداد خطة عمل متكاملة، ولا تبخل بأي خدمات استشارية والدعم التقني والفني.

ويرى ثابت أن تعثر بعض المشاريع يعود إلى غياب الرؤية والتنفيذ العشوائي، إضافة إلى المنافسة القوية من الشركات الكبرى وضعف فريق العمل. ويدعو كل من يهم بالدخول إلى عالم الريادة بالاستفادة من تجارب كل من نجح، وإعداد خطة واضحة، وتطوير المهارات الشخصية.