في هدوء تام، ولا صوت يعلو فوق دندنة شارة البداية: "الكابتن ماجد..عاد من جديد.. يمرر و يساند.. جاهز للتسديد". يجلس الأطفال متسمرين أمام شاشة التلفاز يتفاعلون ويقفزون؛ تتعالى صرخاتهم بشكل مفاجئ لحظة تسديد الهدف الأول، فتضحك قلوب بريئة ابتهاجًا بالنصر المبجل .وبعد معركة كرتونية شرسة تتنقل المحطة التلفزيونية إلى عرض "سالي"؛ الذي حين يبدأ يعم الصمت، وتتجه الأعين نحو الشاشة، ويبدأ أصغر الحضور بالدندنة بصوت رقيق: "سالي سالي يا نور العمل الطالع..بدل أحزان العمرٍ"... فتخرج ال "آآه" من أخيها الجالس إلى جانبها مدندناً، ثم يستطرد أخوها الأصغر: "كي نلمح نور الفجرٍ..كي نحلم مثل الزهرٍ".

من المؤكد عزيزي القارئ، تقرأ النص، وأنت تدندن باللحن مثلهم، لقد عدت سنوات للوراء! جيل الثمانينيات والتسعينيات يحفظ عن ظهر قلب تلك الأغاني والأحداث، يتفاخرون بها حاليًا، يخبرون جيل الألفية عنها، يقولون لهم عن عشقهم الدفين لكل مسلسل كرتوني شاهدوه في طفولتهم، وكيف يدغدغ الحنين مشاعرهم كلما مرت السنوات. يبتسمون ابتسامة لامعة نقية حين يتذكرون "ماوكلي" بمغامراته وصراعه مع الشر، و"عبسي" المضحك بكسله في "عدنان ولينا"، ولين بقلبها الرقيق في "ليدي ليدي"، و"ساندي بل" الساعية للخير والحب.

أفلام ومسلسلات تلك الحقبة الزمنية ألهمت جيلاً بأكمله، وأنشأت لهم اللبنة الأساسية حول الحياة، والعلاقات الإنسانية؛ الخير والشر، مفهوم الحب والأمل والصداقة. سمعنا الأصوات - صوت ماجد وسالي وعدنان – حفظناها، حتى بتنا نقلدها. وسنتعرف في هذا المقال على أصحاب الصوت الحقيقي في المسلسلات الكرتونية الذين أخذوا مشاعرنا بأصواتهم، وأدخلونا في حالة من الوله بشخصياتهم.

| إيمان هايل

 نبدأ ب "سالي". أدت الصوت وأدخلتنا برقتها لعالم الأحلام، وكسبت تعاطف الأطفال في كل مشهد وحالة، الممثلة إيمان هايل. صوتها أيضًا سطع في "ماركو" و"أليس في بلاد العجائب"، و"جودي أبوت". صوتها طفولي رقيق، وتمتاز بقدرتها المميزة على عيش حالة الشخصيات التي تقدمها.

| سهير فهد

عُرفت على مستوى العالم العربي بعد أن قدّمت بصوتها شخصية "الكابتن ماجد"، الجزء الأول. استطاعت أن تلعب أدوارًا مختلفة حتى لو ذكورية، وكانت من أهم الممثلين في مجال الدوبلاج في التسعينيات. تتميز ببحة صوت منحتها القدرة والمرونة على لعب كل الادوار. ولها حضور قوي في مسلسلات الإنمي، وقدمت أيضًا شخصية لين في مسلسل "ليدي ليدي". قصة مأساوية لدرجة أن سهير فهد نفسها كانت تبكي أثناء تسجيل الحلقات بشكل مؤثر.

| أمل حويجة

الممثلة السورية أمل حويجة، عرُفت في شخصية "ماوكلي"؛ فتى الأدغال الذي يقدم الحكم للأطفال، إضافة لأدائها صوت الكابتن ماجد في الجزء الثاني. وبالرغم من رفضها أداء شخصية رياضية في البداية، لكنها قبلت فيما بعد، لأنه يقدم أبعادًا إنسانية للأطفال، واعتبرته فيما بعد قطعة من قلبها. كما أدت شخصية رامي في "الصياد الصغير"، وفلة في "فلة والأقزام السبعة"، وغون في "القناص".

| وحيد جلال

 الإذاعي اللبناني صاحب الصوت الرخيم، عرُف في شخصية "سيلفر" في "جزيرة الكنز"، بالضحكة المجلجلة التي يعرفها جيدًا جيل الثمانينيات. وقدم شخصية "فرفور" الحكيم في "زينة ونحول" ليقدم المساعدة للنحلة الحائرة "زينة"، صوته مرن ساعده في أن يتقلّد لقب أسطورة الصوت.

| سعاد جواد

الممثلة العراقية سعاد جواد ملكة الدوبلاج. "افتح يا سمسم" أبرز ما قدمته ممثلة بشخصية "فلونة" الفتاة المشاكسة. شاركت في دبلجة 10 أعمال كرتونية، وتعتبر سعاد أن "فلونة" تشبه شخصيتها أثناء الطفولة.

| عبد الرحمن عقل

الفنان الكويتي عبد الرحمن عقل أدى شخصية "عبسي" صديق عدنان في المسلسل الكرتوني الشهير "عدنان ولينا"، ولا بد أن خطر على ذهنك فورًا كسل عبسي وأفعاله المضحكة. حتى بات شخصية خالدة عند جيل الثمانينيات والتسعينيات. ويتم استخدام صور "عبسي" للفكاهة والضحك والإشارة للشخص الكسول.

| قمر الصفدي

 الممثلة الأردنية قمر الصفدي التي امتهنت الدوبلاج لفترة طويلة، وأدت دور "الآنسة منشن" في مسلسل "سالي"، وصاحب الظل الطويل، وملكة القلوب في "أليس في بلاد العجائب"، وياسين في "الكابتن ماجد". لقّبت بعميدة الممثلات الأردنيات، وذكرت في مقابلة سابقة لها أن البعض ما زال يناديها ب "الآنسة منشن".

| هشام هنيدي

 الممثل الأردني هشام هنيدي قام بأداء صوت "بسيط" في المسلسل الكرتوني الشهير مغامرات بسيط، وعرف بصوته المميز السريع. السلسلة الكرتونية مزجت بطريقة مذهلة بين الكوميديا والنصائح التربوية. شارك هنيدي في أعمال تاريخية وبدوية، واشتهر بتركيب صوته على الأفلام الوثائقية أيضًا.

| جوزيف نانو

الشرير "شرشبيل"، إحدى الشخصيات المشهورة في مسلسل الرسوم المتحركة "السنافر"، والذي كان يؤديه جوزيف نانو، وهو ممثل تلفزيوني وإذاعي ومسرحي ومدبلج لبناني. برز في دبلجة الرسوم المتحركة، وأدى دور "ليفزي" في جزيرة الكنز. والساحر الأكبر والد الأميرة ضياء وزعيم اللصوص في "مغامرات سندباد". وله أعمال عدة تميز بها وصنع اسمه ليس فقط في مجال الدبلجة، بل إن له 30 فيلمًا سينمائيًا كذلك.