بنفسج

طفلي انطوائي أم خجول؟ كل ما تودين معرفته

الخميس 24 نوفمبر

الانطواء عند الأطفال
الانطواء عند الأطفال

عندما نسمع كلمة طفل يتبادر إلى أذهاننا فورًا صور الجمال والحيوية والنشاط، اللعب والضحك والإقبال على الآخرين عندما يرى كفوفًا تشير له وشفاه تناديه "تعال". ولكن على النقيض من ذلك تمامًا، فهناك بعض الأطفال المنطوون على أنفسهم، فلا يحبون اللعب مع الآخرين أو التعامل معهم،  ويفضلون دائمًا اللعب منفردين وغيرها الكثير من السلوكيات. 

قد لا تعي بعض الأسر  الانطواء عند الأطفال وارد وتعتقد أن طفلهم في مرحلة خجل طبيعي، وقد تعزز بجهل ذلك السلوك عندما تدلل  الطفل حين ينكمش في حضن والديه ويرفض السلام على أقاربه، فيستمر ذلك السلوك مع الطفل حتى يكبر ويتطور معه، ولكن بشكل أكثر تعقيدًا. إذن.. ما هو الانطواء عند الطفل؟ ما أسبابه؟ وما الفرق بينه وبين الخجل أو الحياء؟ ما السلوكيات الخاطئة التي تزيد من اضطراب الانطواء لدى الطفل؟ وكيف نتعامل مع الطفل المنطوي ونعالجه؟ 

  ما هو الانطواء عند الأطفال؟ 

الانطواء عند الأطفال

 

الانطواء (Introversion): شعور لدى بعض الأطفال بالراحة في التركيز على أفكارهم الداخلية، بدلًا من التركيز على الحياة الخارجية وما تحتويه من أحداث مختلفة، والاستمتاع بقضاء أوقاتهم مع شخص واحد أو عدد من الأشخاص ضمن دائرة ضيقة، إذ يكتفي الطفل الانطوائي بها، مع وجود ميل واضح للتحفظ والهدوء، والابتعاد عن الثرثرة، والاندفاع نحو التصرف أو تكوين العلاقات والتمسك بالصمت والمراقبة عوضًا عن ذلك.

 ويختلف هذا الاضطراب في السلوك من فرد لأخر، فقد يتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية وبناء صداقة مع الأقران؛ إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة، وعدم الاكتراث بما يحدث فيها.

 الانطواء (Introversion): شعور لدى بعض الأطفال بالراحة في التركيز على أفكارهم الداخلية، بدلًا من التركيز على الحياة الخارجية وما تحتويه من أحداث مختلفة، والاستمتاع بقضاء أوقاتهم مع شخص واحد أو عدد من الأشخاص ضمن دائرة ضيقة، إذ يكتفي الطفل الانطوائي بها، مع وجود ميل واضح للتحفظ والهدوء، والابتعاد عن الثرثرة، والابتعاد عن تكوين العلاقات والتمسك بالصمت والمراقبة عوضًا عن ذلك.

 ويختلف هذا الاضطراب في السلوك من فرد لأخر، فقد يتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية وبناء صداقة مع الأقران؛ إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة، وعدم الاكتراث بما يحدث فيها، وتواجه مشكلة الانطواء عند الأطفال البعض في فترات متفرقة من عمرهم وبشكل متدرج، تبدأ في سن السنتين وتزداد في فترة المراهقة وذلك نتيجة للاحتكاك الزائد بالمجتمع، ولكن يجب على الوالدين عدم إهمالها على الإطلاق، لأنها مشكلة قابلة للتضخم ومن الممكن أن تستمر مع صاحبها ما تبقى من عمره.

الانطواء عند الأطفال ليست صفة مكتسبة، بل هي جزء من مزاج الطفل الذي يتشكل عند ولادته، ولتعزيز طاقته التي تمكنه من مواصلة حياته والتكيف في مجتمع منفتح، فإنَّ الطفل الانطوائي يعززها من خلال قضاء وقته منفردًا، والنظر، والتفكير في أفكاره الداخليّة، بينما يميل الأطفال المنفتحون على تعزيز ذات الطاقة بقضاء أوقاتهم مع الآخرين وتفاعلهم معهم.

 ما هي سمات الانطواء عند الأطفال؟

الانطواء عند الأطفال
يتسم الطفل المنطوي بسمات تجعل من السهل تمييزه كالجلوس منفردًا لأوقات طويلة

| الخوف والقلق: يتسم الطفل المنطوي بسمات تجعل من السهل تمييزه عن غيره منها: الجلوس منفردًا في أماكن منعزلة لأوقات طويلة، العصبية الشديدة، الخوف والقلق من مواجهة الآخرين، الصراحة عند التحدث، كره انتقادات الآخرين له، عدم الرغبة في الظهور في المناسبات الاجتماعية.

| قضاء الوقت بمفرده: قضاء فترات طويلة على الإنترنت أو التلفاز، الشعور بالحرج والخجل، دائرة معارفه صغيرة. إضافة إلى ذلك فيتسم بالعيش داخل عالم داخلي، حيث يعتمد من خلاله على تلبية حاجات الدعم والتوجيه بدلًا من انتظار الحصول عليها من مصدر خارجي معتمد في ذلك على التركيز، وتحليل الأفكار والمشاعر المعقدة.

| التعامل مع جوانب الحياة العميقة: حيث يمتلك الطفل الانطوائي ميزة طرح الأسئلة الكبيرة كسبب وجوده أو الهدف من وجود شيء ما في الحياة، وحتى في سن مبكرة يمتلك الأطفال الانطوائيون الجرأة على طرح أسئلة تفوق عمارهم، كالتفكير في سلوكياتهم والنظر إلى الأمور من منظور أعمق، كما يميلون إلى محاولة فهم أنفسهم وتحليل شخصياتهم وأنماط سلوك من حولهم.


اقرأ أيضًا: الحماية الزائدة للأبناء: كله تحت السيطرة؟


| الملاحظة ثم التنفيذ: يُفضل الطفل الانطوائي مشاهدة اللعبة أولًا، ثم الاندماج بها وممارستها وهذا هو نهجه في التعامل مع أنشطة الحياة المختلفة، ومع ذلك فإنَّ مشاركته بأي نشاط يكون مسبوقًا بخطوات بطيئة ومترددة وحذرة، والتي يُمكن أن تكون أسرع قليلًا في الأماكن والأشخاص المعتادين عليهم.

| يعتمد على أفكاره ومشاعره: الاختيار بناءً على معاييرهم الخاصة، يتخذ الطفل الانطوائي قراراته اعتمادًا على أفكاره ومشاعره التي قام بتحليلها داخليًا، والتي بدورها كونت له معاييرًا خاصة يعتمدها في اتخاذ القرار دون السير مع التيار واتباع آراء الآخرين، وهو ما يعد واحدًا من أكثر الأمور إيجابيّة عند الطفل الانطوائي؛ فهو لا يتخذ قرارته لمجرد انسجامه مع مجموعة ما ولا يهتم لتعرضه للضغوطات.

 أسباب الانطواء عند الأطفال

الانطواء عند الأطفال
أسباب الانطواء عند الأطفال عديدة منها وراثية ومجتمعية وأسباب تعود للتربية والتنشئة

| أسباب وراثية: فالتكوين البيولوجي للفرد، والوظائف الفسيولوجية للقشرة الدماغية؛ يسهمان في ظهور مثل تلك المشكلة؛ فالفرد الذي يتمتع بدرجة استثارة سريعة وقوية نسبيًا غالبًا ما ينزع إلى ممارسة سلوكيات ذات صبغة انطوائية، كما أن نشأة الطفل في بيت يتسم أفراده بالانطواء، وحب العزلة، وعدم الاختلاط بالآخرين، فإنه سينشأ شخصًا انطوائيًا أيضًا.

| أسباب مجتمعية: حين يشعر الطفل بأنه مهمش وسط المجتمع الذي يعيش فيه ولا رأي له، يفقده ذلك الثقة في نفسه، مما يفقده الشعور بالأمان، ويدفعه ذلك للعزلة والانطواء بعيدا عن أقرانه، هربًا من العقاب أو التجاهل. وقد يؤدي تغيير الموطن إلى الانطواء، الأمر الذي يجب أن تعالج وفورًا حتى لا تتفاقم. 

| الأسرة والتربية: عامل مهم في تكوين شخصية الفرد، فالأشخاص الذين يربون على عدم التعاون، وعدم الاختلاط بالآخرين يكونون أكثر عرضة للانطواء من غيرهم.

| الرقابة الصارمة: رقابة من الأسرة على سلوكيات وأفعال أطفالهم، فالنقد والتعنيف الشديد لأخطائهم، يجعلهم يتجنبون التفاعل الاجتماعي مع من حولهم، تجنبًا للوقوع تحت طائلة العقاب.

الانطواء عند الأطفال

 

| التفريق بين الأطفال: داخل الأسرة يسبب لهم نوعًا من الانطواء والعزلة، وقد يكون أحد الوالدين – والمقرب للطفل بالتحديد – منطويًا أصلًا، فهو يقلده حتى ينال استحسانه، كما أن دعم الوالدين لانطواء الطفل على أنه أدب وحياء من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة.

| عدم الثقة بالنفس: وهي من أكثر الأسباب النفسية التي تجعل الشخص يعاني من الانطواء، بسبب خوفه من رد فعل الآخرين تجاهه.

| فقدان الطفل المبكر للحب: بسبب انفصال والديه أو فقدان أحدهما بسبب الموت.

| المبالغة في الدلال: إنّ مبالغة كل من الأب والأم في تدليل طفلهم وخوفهم عليه يحوله إلى طفلٍ منغلق وضعيف الشخصيّة، مما يجعله يُفضل العزلة، ويرفض الاختلاط مع أي شخصٍ غريبٍ عنه.

| المشاكل الأسرية: تؤثر المشاكل الأسرية وصراع الأبوين على نفسية الطفل بشكلٍ سلبي، مما يُساهم في تحويله إلى طفلٍ منعزل، وغير قادر على التعامل أو على التأقلم مع مختلف الظروف الخارجيّة.  

| التأخّر الدراسي: عادةً ما يُصاب الطفل المتأخر دراسيًّا بنوعٍ من الخجل الذي ينعكس على شخصيته ويُصيبها بالضعف، وهذا ما يجعله يُفضل الابتعاد عن أصدقائه وعن كل الأشخاص الغرباء، خوفًا من أن يُوجّه له أي سؤال يخص المدرسة أو النتائج. 


اقرأ أيضًا: الخجل عند الأطفال: أنواعه وأسبابه وطرق علاجه


| عدم القدرة على الاختلاط بالآخرين: هناك بعض الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على التحدث مع الآخرين نتيجة المعاناة من عدم الثقة بالنفس، أو افتقار اللباقة.

| التغيرات الفسيولوجية: التغيرات التي تطرأ على المراهقين باختلاف أنواعها قد تكون سببًا في تفضيلهم للعزلة، وعدم التواصل مع الآخرين.

| الشعور بالنقص: وذلك نتيجة لوجود عاهة أو مرض مزمن لديه، مثل إصابته بمرض البهاق أو غيره من الأمراض التي تغير من شكل الطفل، وتؤثر على تفاعل الأطفال الآخرين معه نتيجة لشكله، أو لوجود عيب في النطق أو التحدث يمنع من تواصل الطفل الفعال مع من حوله من أقرانه.

هل الانطواء عند الأطفال والخجل سيان؟ 

الانطواء عند الأطفال
 
من الضروري معرفة كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي خاصةً، وأنه كثيرًا ما يُساء فهم أنماط شخصيته، لذلك فمعرفة التعامل مع الطفل الانطوائي هي بمثابة حافز له لإخراج أفضل ما لديه، والاستفادة من قدراته الانتقائية. بشكلٍ عام، خصوصًا في مرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة، باعتبارها فترة تكوين وصقل للشخصية وتطوير للهوية.
 
ومن أهم الأمور الواجب مراعاتها عند التعامل مع الطفل الانطوائي هي: قبول الطفل الانطوائي كما هو واحتضانه، والابتعاد عن إجباره على تغيير ما لا يمكن تغييره.

الخجل والانطواء لا يمثلان الشيء نفسه، على الرغم من أنهما قد يبدوان متشابهين، إلا أن للشخص الانطوائي القدرة على الاستمتاع بالوقت بمفرده مع التعرض للاستنزاف العاطفي بعد قضاء الكثير من الوقت مع الآخرين. في حين لا يريد الشخص الخجول بالضرورة قضاء الوقت بمفرده، لكنه يخشى التفاعل مع الآخرين. وهل نسبة انتشار الانطواء لدى الذكور نفسها لدى الإناث؟ تعد نسبة الانطواء عند الإناث أعلى من نسبتها عند الذكور، وذلك نتيجة لاختلاف الطبيعة النفسية لكل منهما وحساسية المرأة ورهافة نفسيتها.

 كيف نتعامل مع الانطواء عند الأطفال؟

فمن الضروري معرفة كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي خاصةً، وأنه كثيرًا ما يُساء فهم أنماط شخصيته، لذلك فمعرفة التعامل مع الطفل الانطوائي هي بمثابة حافز له لإخراج أفضل ما لديه، والاستفادة من قدراته الانتقائية للأشخاص والعلاقات واتخاذه للقرارات، بشكلٍ عام، خصوصًا في مرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة، باعتبارها فترة تكوين وصقل للشخصية وتطوير للهوية.

| ما هي أهم الأمور الواجب مراعاتها عند التعامل مع الطفل الانطوائي؟

 قبول الطفل الانطوائي كما هو واحتضانه، والابتعاد عن إجباره على تغيير ما لا يمكن تغييره، تشجيع قدرته على التعبير عن ذاته، احترام رغبته وحدوده الخاصة، العمل على نقاط قوته وتنميتها، تقديم الدعم المعنوي على شكل دفعات لطيفة محفزة بدلًا من الدفعات القوية التي يعتبرها انتهاكا لمنطقته الخاصة، حثّه على فهم تفرّده والشعور بالفخر به.

الانطواء عند الأطفال
إن الخجل والانطواء عند الأطفال لا يمثلان الشيء نفسه، على الرغم من أنهما قد يبدوان متشابهين

إضافة إلى ذلك يجب تشجيعه على محاولة الاختلاط بالتدريج مع الآخرين، وتمرين الذات على الثقة بالنفس، والتغلب على المشكلات النفسية، وعدم شغل العقل بأشياء ليس لها أساس من الصحة، التدريب على المهارات الاجتماعية، ومحاولة من حوله تصدير حبهم إليه، والمشاركة في الأنشطة الجماعية في الجامعات، وغيرها، وتشجيع من حوله له على التحدث، مع الإنصات له باهتمام. 

كما يجب على الأهل أن يُظهروا ثقتهم الكاملة بطفلهم وبكل الأعمال التي يقوم بها، مع عدم استخدام العنف مع الطفل بشكل نهائي سواء كان العنف جسدي أم معنوي، والعدل وعدم التمييز بين الأخوة في الأسرة الواحدة. ومن المهم جدًا حل المشاكل الأسرية بعيدًا عن الطفل أو عندما يكون خارج المنزل، كما يجب عدم تعنيف الطفل أمام الآخرين، وتشجيعه على ممارسة الرياضات الجماعيّة كالتنس، وكرة القدم.

إذا لم تنجح كل هذه التدابير في تغلب طفلك على شعوره بالانطواء والعزلة، يجب عليك الذهاب إلي مستشار نفسي حتى لا تتفاقم المشكلة، وتذكر أن علاقات الحب التي يكونها الطفل مع أمه وأبيه ومجتمعه الصغير في البيت، مسؤولة إلى حد كبير عن تكيفه للمجتمع خارج نطاق الأسرة.

 كيف يمكن تنمية شخصية الطفل وحمايته من مشكلة الانطواء عند الأطفال؟

عدم ممارسة أي عنف على الطفل سواء كان عنفًا جسديًا أم عنفًا معنويًا لأن لكل منهما نتائجه السلبية التي تسبب مشكلة الانطواء عند الأطفال والعزلة، بل شجّع الطفل على تكوين صداقات مع من حوله من أقارب ومعارف، وفتح الباب له في تكوين صداقات جديدة، وذلك لأن تواصل الطفل مع من حوله يساعده في نمو شخصيته، وتعليم الطفل مهارات اجتماعية محددة مثل تعليمه مهارات الاتصال وكيفية التحدث والاستماع، وكيفية توجيه التحية والسلام والسؤال عن المعلومات.

 إضافة إلى اكتشاف نواحي القوة في قدرات الطفل، وتنمية شخصيته في جو من الدفء العاطفي والأمن والطمأنينة سواء في المنزل أو في المدرسة، والانتماء إلى جماعات صغيرة في المدرسة والاندماج معهم، ولا تحمل الطفل فوق طاقته، أو القيام بأفعال تفوق قدراته حتى لا يشعر بالعجز وسط من يحيط به فيميل إلى الانطواء، ووجه بعض الأسئلة له وخذ برأيه حتى يشعر أن له قيمة وأهمية كبيرة.

 ماذا تفعل في حالة فشل المحاولات في دمج طفلك؟

 إذا لم تنجح كل هذه التدابير في تغلب طفلك على شعوره بالانطواء والعزلة، يجب عليك الذهاب إلي مستشار نفسي حتى لا تتفاقم مشكلة الانطواء عند الأطفال أكثر، وتذكر أن علاقات الحب التي يكونها الطفل مع أمه وأبيه ومجتمعه الصغير في البيت، مسؤولة إلى حد كبير عن تكيفه للمجتمع خارج نطاق الأسرة؛ حيث إن الطفل يخرج إلى الحياة ومعه ما تراكم في نفسه من آثار تلك الحاجة القوية إلى الحب ومدى نجاحه في إشباعها.