بنفسج

سؤال يؤرق الأمهات: هل أنا أم سيئة؟

السبت 12 يوليو

أنا أم سيئة
أنا أم سيئة

تتعرض سها دومًا لنوبات من الغضب شديدة على أطفالها الأربعة، ثم تشعر بالذنب وتردد: "أنا أم سيئة". فلا تتوقف عن جلد الذات، وإنهاك سلامها النفسي والصحة النفسية، تحاول مرارًا أن تتحكم في عصبيتها على تصرفات أطفالها المشاكسة لكن في كل مرة تفشل، وتتساءل: "هل أنا أم فاشلة؟" ثم تكمل: "كيف أكون أمًا أفضل؟

أنا أم سيئة.. لماذا نشعر أننا أمهات سيئات؟

أنا أم سيئة

1_الضغط المجتمعي: تُمارس على الأمهات غالبًا ضغوط مجتمعية تجعلها تبحث عن المثالية، ما يشعرها أنها أم سيئة، فأي تصرف من الطفل يُقابل بنقد أو بتدخل من المحيط ما يجعل الأم في حالة دائمة من الاستياء، كما صورة الأمهات على مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من عبء المشاعر السلبية، ورغم ما تبذله من جهود تظل تتساءل: هل أنا أم سيئة؟

2_المقارنة مع أمهات أخريات: إن أكثر ما هو مؤرق للأمهات هو لحظة المقارنة مع غيرها، سواء على الصعيد العائلي، عندما يقال لها: "لماذا لست كفلانة في تربيتها لأطفالها... تعلمي". أو على مواقع التواصل الاجتماعي وهي ترى الأمهات بشكل مثالي يبدون سعيدات وأنيقات. هذه الصور المثالية تجعلها في حالة سيئة، رفقة شعورها بالفوضى والأرق والتقصير، وترسخ فكرة أنا أم سيئة، وهذا يسلب سلامها النفسي، ويزيد من شعورها بالذنب.


اقرأ أيضًا: لا تكثري من قول " لا" لأطفالك ... إليك بدائل أخرى


3_عدم وجود شريك داعم: إن غياب الدعم من الشريك، وتحمل الأم مسؤوليات المنزل والأطفال وحدها، تعمل على الاستنزاف الجسدي والعاطفي. وغياب الشريك يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية للأمهات، ويزيد من الشعور بالذنب، لذلك من المهم وجود داعم ليس فقط بالمساعدة الفعلية، بل بالتقدير والاهتمام والاحتواء.

4_أسس الأمومة الحديثة والمثالية: تتعرض الأمهات لسيل من النصائح والمفاهيم حول أساسيات التربية الحديثة، على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُطلب منها أن تكون مثالية، تمنع العقاب، وتشبع الاحتياجات العاطفية، وتخصص وقتًا لأطفالها، وهذا تحت بند "الأمومة المثالية".

وفي حال عجزت الأم عن تحقيق البنود تشعر بالذنب، وبأنها أم سيئة،  لكن التربية الإيجابية وأساليب التربية الحديثة يجب أن تُطبق وفق لظروف كل أم، ولا داعي لفخ المثالية.

خطوات عملية للخروج من دوامة الذنب

أنا أم سيئة

1_تقبلي ضعفك ولحظات ألمك: تقبل الضعف وعدم الركض وراء المثالية، هو أول خطوة للخروج من دائرة الشعور بالذنب، وإن الأمومة الواقعية لا تعني الكمال، بل من الطبيعي الشعور بالانهيار، وهذا لا يجعلك أمًا فاشلة. لا تقومي بجلد الذات، اسمحي لنفسك بالتعافي، لا تبحثي عن الكمال وخففي من الضغط النفسي المرتبط ب توقعات الأمومة المثالية.
 
2_خصصي وقتًا لنفسك دون تأنيب ضمير: تعتبر العديد من الأمهات أن تخصيص وقت لنفسها يعني الأنانية في الأمومة، لكن هذا ليس صحيح، رعايتك وحفاظك على صحتك النفسية، شرط لتربيتك أطفال أسوياء. امنحي لنفسك ولو عشر دقائق يوميًا، ولا تقارني نفسك بالأمهات المثالية، عبري عن مشاعرك، فوقتك الخاص بك ليس رفاهية بل ضرورة تعيد لك التوازن العاطفي.


اقرأ أيضًا: أنا أم سيئة...ولكن لماذا؟


3_التواصل مع أطفالك: تشعر الأمهات بأنهن سيئات لأنهن يفقدن السيطرة على أطفالهن في لحظة عصبية. لكن من المهم التواصل مع الطفل بعدها وشرح وجهة نظرك بهدوء والاعتذار عن الخطأ، فأنت بذلك تعلميه الذكاء العاطفي، وتخففي عن نفسك الشعور بالذنب، ومواصلة السؤال هل أنا أم سيئة.

4_التحدث مع أمهات أو طلب الدعم النفسي: إن مشاركة المشاعر بين الأمهات تخلق شعورًا بالراحة وتُخفف من الإحساس بأنك المذنبة الوحيدة، وهذا جيد لتفريغ الضغط النفسي.

إضافة إلى أنه يمكنك طلب الدعم النفسي، فإن طلب المساعدة النفسية للأمهات ليس ضعفًا، بل قوة، فوجود مختص نفسي يسمعك ويدعمك يساعدك على التخطي. الدعم النفسي في الأمومة أمر مهم جدًا.

أنا أم سيئة ليست مجرد جملة بل ألم ممتد مع الأمهات اللواتي يقاتلن في معركتهن اليومية مع أطفالهن، لذلك لا تلومي نفسك ودعك من جلد الذات، وكوني متفهمة لمشاعرك، ولا تسعي للكمال والمثالية التامة، أنت أم والأمهات يمكن أن يقعن بالخطأ.