بنفسج

تتبع تاريخي: أبرز اقتحامات المسجد الأقصى المبارك

الإثنين 26 سبتمبر

تتعرض القدس عامة ومقدساتها بشكل خاص إلى محاولات التهويد والإحلال باستمرار، أما اليوم فهي محاولات تدمير منظمة يقوم بها جيش الاحتلال والمستوطنون. وإن للاقتحامات أسباب تاريخية تعود إلى فكرة إقامة يهودية الدولة، وهيكلهم الزعوم. فبعد احتلال مدينة القدس الشرقية في 1967، أقرت حكومة الاحتلال بمسؤولية دائرة الأوقاف الإسلامية عن إدارة شؤون المسجد الأقصى، استمرارًا للوضع التاريخي والقانوني القائم للمسجد الأقصى منذ العهد العثماني.

| تتبع تاريخي لاقتحامات المسجد الأقصى

انفو222 (1).png
أبرز اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك

ولكن رجال الدين اليهود لم يلتزموا بهذا القرار، واعتبروا أن المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى هي أماكن وجودهم تاريخيًا ودينيًا. ففي 15 يونيو/ حزيران 1967، أقام "الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي شلومو غورن"، وعشرات من رجال الدين اليهود، صلاة دينية في ساحة المسجدد.[1]  ورافق ذلك قيود على ترميم المسجد الأقصى، والبدء بالحفريات تحته وجواره، وفرض القيود على دائرة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، وبخاصة عمليات ترميم المسجد.

وتطورت الاقتحامات، إلى أن أصبحت تحت تغطية جيش العدو، والمحكمة العليا الإسرائيلية، ففي 14 أغسطس/ آب 1979، حاولت جماعة "غرشون سلمون" الاستيطانية اقتحام المسجد الأقصى، ولكنّ أهالي القدس والمصلين رابطوا ودافعوا وأفشلوا الاقتحام.

وفي 13 يناير/ كانون الثاني 1981، اقتحمت ما تسمى بحركة "أمناء جبل الهيكل"، المسجد الأقصى. وفي حادثة اقتحام دموية في 11 أبريل/ نيسان 1982، اقتحم الجندي الإسرائيلي هاري غودمان المسجد، وأطلق النار على المصلين ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة العشرات.[1]. كذلك، وفي ذلك الوقت برزت محاولات فردية للمستوطنين التسلل إلى المسجد الأقصى. وفي 9 آب/أغسطس 1989، سمحت الشرطة الإسرائيلية للمتطرفين بأداء الصلوات عند الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى.

| الاقتحام الأكبر: مجزرة المسجد الأقصى 1990

المسجد.png
المصلين في باحات المسجد الأقصى وجنود الاحتلال الإسرائيلي ينغصون عليهم

أما الحادثة الكبرى التي كانت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 1990، فقد أدت إلى استشهاد 21 فلسطينيًا وإصابة المئات في مجزرة داخل المسجد الأقصى، أثناء تصديهم للمستوطنين، الذين أعلنوا نيتهم وضع حجر الأساس لبناء الهيكل الثالث داخل المسجد. وفي 25 سبتمبر/ أيلول 1996، أعلنت الحكومة الإسرائيلية افتتاح نفق أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى، ما فجّر ما عُرف بـ"هبّة النفق"، في الأراضي الفلسطينية. أما اقتحام أرئيل شارون، في 28 أيلول/سبتمبر 2000، للمسجد، فقد أدى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفي إثر ذلك أوقفت دائرة الأوقاف الإسلامية برنامج زيارات غير المسلمين إلى المسجد.

ولكن في أبريل 2003، اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارًا بفتح المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين رغم احتجاجات ورفض دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس. في ديسمبر/ كانون الأول 2016، سمحت الشرطة الإسرائيلية لمتطرفين بااقتحام الأقصى، حفاة الأقدام وبلباس المتدينين. وفي خطوة، زادت موضوع الاقتحامات خطورة، أغلقت الشرطة الإسرائيلية في تموز 2017 أبواب المسجد الأقصى بشكل كامل، وذلك من خلال البوابات الإلكترونية، أغلقت إسرائيل المسجد ومداخل البلدة القديمة، ومنعت إقامة صلاة الجمعة في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال القدس عام 1967.[3] قامت مظاهرات شعبية عارمة، واعتصامات شارك فيها أبناء وبنات الداخل المحتل وأهالي القدس ومن استطاع الوصول من الضفة الغربية، فكان ما سميت بهبة الأقصى.


اقرأ أيضًا: ليرجمن " إسرائيل": هكذا كُنّ يتقاسمن الحجر


وفي 22 مايو/ أيار 2022، أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية بالقدس، حكمًا أوليًا بالسماح للمستوطنين بأداء صلواتهم التلمودية بـ "صوت عالٍ" والقيام بما يشبه الركوع أثناء اقتحامهم لباحات المسجد. وقد تكررت الاقتحامات في كل مناسبة دينية يهودية، ومن أمثلتها الكثيرة التي تكررت خلال شهر رمضان/ إبريل المنصرم، استفزازا لمشاعر المصلين، وغطيت الاقتحامات بحماية جيش الاحتلال، وقد صمد المصلون والمعتكفون رغم محاولات ضربهم وطردهم وتكسير المسجد الأقصى وتخريبه، بل إن الشباب والعجائز يحضرون أنفسهم بعد كل عملية اقتحام لتنظيف المسجد وباحاته وإصلاح ما خربته الأيد الآثمة. واليوم، في 26 أيلول/سبتمبر، أعلن المستوطنين مسبقا بأنهم سيقتحمون المسجد الأقصى بمناسبة السنة العبرية، وبالفعل دوهم المسجد واقتحم خلال ساعات الفجر،[4] ولا يحميه سوى ربه والمرابطون والمرابطات الذين عهدوا أنفسهم للثبات فيه.


| المراجع

[1] وكالة وفا، "أبرز الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى 1967-2000"، شوهد في: 29/9/2022.

[2] المرجع نفسه.

[3]  الجزيرة، أهم محطات معركة البوابات الإلكترونية في الأقصى"، شوهد في: 26/9/2022. 

[4]  الجزيرة، "مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى والشرطة الإسرائيلية تتأهب"، شوهد في: 29/9/2022.