بنفسج

 قصص حب صغيرة

الثلاثاء 07 مارس

إنّ الحبَّ شعلةُ الروح، وهو زادها وبوصلتها في دروب الحياة، يحيا أولئك الذين يملؤ الحب قلوبهم، فهم يقبلون على الحياة بشغفٍ وحماس، لأنهم علموا أنّ الخالق العظيم المحب لهم لن يتركهم، وأنهم في ظل رحمته وإحسانه لهم آمنين مطمئنين، فتدفء قلوبهم وتبتهج نواظرهم بكل ما ولد من رحم الحب على هذه الأرض. يقول الشيخ علي الطنطاوي: "إذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائذ الدنيا، وأحلى أفراح القلوب، فجودوا بالحب وبالعواطف كما تجودون بالمال".

يقول الكاتب الروسي ليو تولستوي: "نحن نائمون إلى أن نقعَ في الحبّ". الحب وحده قادرٌ على أن يبعث في الروح وهجها وفي الأجساد كيوننتها، وما هو إلا نبضة القلب الدافئة ومخملية الأيام الوردية، حيث تقعُ الروح في صبابة الجمال؛ كل الجمال الممكن، وتقعُ العين على المحبوب بشرًا كان أو فراشةً، مساءً ساحرًا أو ضحىً مبهجًا.

من قال إن الحبَّ ما يعيشه اثنان من خفقة قلب، ألا يوجد الحبُّ قبل العشاق بأزمنة، وقبل الأشواق بأمكنةٍ بعيدة، مخطىءٌ من ظنَّ أن الحبَّ وحده يقتصر على حالة العشق التي يحياها شابٌ وفتاة، وأنه حالةٌ خاصة من المشاعر بينهم! وإنما هو تفرّد التفاصيل الجميلة حولنا، وتناغم الأذواق في رحم الدهشةِ والإعجاب، ودفء التأمل في عباءة الكون الجميلة، وتذوق الإحساس بالمكنونات الممكنة.

ألا تبدو قطراتُ المطر الناعمة، وهي تختبئُ في تجاويف الأرض لتولد الأزهار حبًا ممكنًا. ألا يبدو شفقُ الشمس المتواري خلف أمواج البحر عند غروبها  حبًا ممكنًا.

ماذا عن ضحكاتِ الأطفال الناعمة، ألا تنعشُ في القلب حياةً ثانيةً بألوان الفرح، فيقع في حبهم وبراءتهم. إن التأمل في الكون وما يحويه من عظمةٍ وجمالٍ وكمال لهو من طبائع المحبين، فمن لا يسمح لنفسه أن يستوقف التفاصيل المزركشة أرضًا وسماء، لن يدخل الحبُّ قلبه، ولن يستشعر الحبَّ للخالق أولا ثم لكل ما خلقه.  

أولسنا عشاقًا لكل ما خلقه الله من جمال على هذه الأرض، ألا نقع في الحبِّ صباح مساء!

إن الحبَّ موجودٌ حولنا في أبسط ما يمكن، إنه فراشةٌ تتنقل من زهرة لأخرى فتنشر ألوانها للناظرين.

إنه قطرة الندى تبدو غيثًا سخيًا للحائرين، إنه قبلة نجمةٍ  على وجنة السماء وغيمةً ثقلى تظلّ التائهين.

تغنى إيليا أبو ماضي في شعره قائلًا:
 أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا        *               لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه          *               ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما


اقرأ أيضًا: تسألني طفلة تسكنني: من أفسد كل ذلك؟


إنّ الحبَّ شعلةُ الروح، وهو زادها وبوصلتها في دروب الحياة، يحيا أولئك الذين يملؤ الحب قلوبهم، فهم يقبلون على الحياة بشغفٍ وحماس، لأنهم علموا أنّ الخالق العظيم المحب لهم لن يتركهم، وأنهم في ظل رحمته وإحسانه لهم آمنين مطمئنين، فتدفء قلوبهم وتبتهج نواظرهم بكل ما ولد من رحم الحب على هذه الأرض.

يقول الشيخ علي الطنطاوي: "إذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائذ الدنيا، وأحلى أفراح القلوب، فجودوا بالحب وبالعواطف كما تجودون بالمال".

وإننا على هذه الأرض بعضٌ من تفاصيل الجمال الخارقة التي أوجدها الله، وجعل لنا عقلًا لنتفكر بها، وقد اهتدى إلى الله من أرشده قلبه وبصيرته للحب، قد أثارت نملةٌ دهشة نبي له المعجزات، ولكنه استوقف نفسه لكي يتفكر في ذكائها وهي مخلوق صغيرٌ، وأثار نجم في فلك الدجى عَجَبَ النبي إبراهيم عليه السلام فاهتدى به إلى الله. إن عين المحب دليله وعقله ميزانه الراجح، قبل أن يستقر الحبُّ في القلب.

تفكروا أيها الأحبة في كل ما تنبهر به النواظر، فهذا الكون بني على الحبِّ والأمل وهو سرُّ جماله ومنتهى روعته، لولا الحبّ لما كنّا أحياء، ولولا الأمل لما بحثنا عن الجمال المتجسد في كل ركن حولنا؛ فأينما يوجد الحبّ، توجد الحيّاة. لا تتوقفوا عن كتابة رسائل الحبّ فأنتم الشعراء.. أيّها القرّاء!