بنفسج

''أين شغفي؟'

الخميس 09 مارس

يقولون إن فقدان الشغف علامة من علامات المرض النفسي، ويعد مصطلح الأنهيدونيا هو المعبر عن هذا المرض بشكل واضح، لكنك الآن تحاول أن ترضي نفسك بمحاولات لا بأس بها، محاولاتٍ من البحث المستمر تحت أنقاض مليئة بالهموم والغموم والهواجس والوساوسُ، تود أن ترتقي أعلى مكان في عالمك وتصيح سائلًا: أين شغفي؟ أين الوقود الذي كان يلهب حماسي في الماضي؟  أين رغبة المواصلة والتجدد؟ أين أنا؟

يقولون إن فقدان الشغف علامة من علامات المرض النفسي، ويعد مصطلح الأنهيدونيا هو المعبر عن هذا المرض بشكل واضح، لكنك الآن تحاول أن ترضي نفسك بمحاولات لا بأس بها، محاولاتٍ من البحث المستمر تحت أنقاض مليئة بالهموم والغموم والهواجس والوساوسُ، تود أن ترتقي أعلى مكان في عالمك وتصيح سائلًا: أين شغفي؟ أين الوقود الذي كان يلهب حماسي في الماضي؟

 أين رغبة المواصلة والتجدد؟ أين أنا؟ ولو حاولت أن توجه تلك الأسئلة إلى أبيك أو أمك أو صديقك أو حتى إلى (عم ربيع) حارس العمارة فلن يجيبك أحدٌ، لأن هؤلاء باختصار لا يعرفون تفاصيل المعركة الشرسة التي تدور في أعماقك، حتى وقت انتصارك ونجاحك حينما كان الشغف يتوغل داخل شرايينك، ظنوا جميعًا أن الأمر دمث، ولم يشعروا ولو لوهلة بحجم المعاناة التي تسللت إلى روحك قبل اعتلاء منصات التتويج، عن مدى الاغتمام الذي حل ضيفًا على قلبك لمدة لا بأس بها.

ولا أخفيك سرًا، أن انعدام الشغف يعني نهاية كل شيء، حياتك أصبحت بلا معنى البتة؛ ففي الماضي عندما أحببت تلك الفتاة، هل تتذكر كم كانت فاتنة؟ كنت تريد أن تلقى حتفك في سبيل أن تتزوجها وها قد تزوجتها، فلماذا تنفر منها الآن؟ لماذا لا تطيق رؤيتها، إنه الشغف يا عزيزي الذي دفعك إليها في الماضي وها هو يتخلى عنك الآن.

هل تتذكر عندما كنت تصلي باستمرار وفجأة توقفت دونما أسباب حقيقية؟ كنت نهمًا في قراءة الكتب العلمية والآن لا تستطيع أن تكمل صفحةً واحدة، كنت قادرًا على التهام ذلك المنهج المتراكم والآن أنت في موقف لا تحسد عليه، تبدل حالك ويومك أصبح عبارة عن نوم مستمر، أقداح القهوة تلك التي غصت بها حجرتُك، رائحة التبغ وعبق الدخان.


اقرأ أيضًا: للبنيان.. كلمات تبني.. ترمم.. تهدم.. فأيهم أنت؟


 والندوب النفسية الهائلة وتصرفات وفيرة أعلنت عن انهزامك بشكل نهائي، لكنك كنت طائشًا وغير مستبصر في الماضي، كان يجب عليك أن تتزوج من تدعمك لا من من ستمتعك، أن تصلي لإرضاء الله لا لإرضاء شغفك، الشيء الذي يحركك تجاه دراستك يجب أن يكون هدفك الدائم الأسمى وليس شغفًا مؤقتًا زائفا، ففي الامتحان لن يشفع لك شغفك أمام المراقب وفي الآخرة لن يُعمل به أمام الله.