بنفسج

أبنائي والكارت السحري.. كيف يكون حب المال أخلاقيًا؟

السبت 11 مارس

كان أبنائي يعتقدون أني أملك كارتًا سحريًا، وهو كارت البنك، وأني عندما أريد مالًا أذهب إلى البنك فيعطونني ما أريد، فهمت ذلك عندما رد ابني الصغير قائلًا: "هل انتهت أموال البنك؟". عندما أخبرته أن المال المتبقي لهذا الشهر لا يسمح بشراء اللعبة التي يريدها. يسألني الآخر: "أين يذهب راتب أبي؟". في الوقت ذاته كانوا لا يهتمون بأدواتهم المدرسية ولا أشيائهم الخاصة، فالبنك أمواله لا تنتهي، وهذا الكارت السحري سيشتري لهم أدوات أخرى، ومن ثم قررت أن نتعلم سويًا كيفية التعامل مع المال والموارد، وحددت عدة خطوات نطبقها عدة أشهر، ومن ثم ننتقل إلى غيرها.

كان أبنائي يعتقدون أني أملك كارتًا سحريًا، وهو كارت البنك، وأني عندما أريد مالًا أذهب إلى البنك فيعطونني ما أريد، فهمت ذلك عندما رد ابني الصغير قائلًا: "هل انتهت أموال البنك؟". عندما أخبرته أن المال المتبقي لهذا الشهر لا يسمح بشراء اللعبة التي يريدها. يسألني الآخر: "أين يذهب راتب أبي؟". في الوقت ذاته كانوا لا يهتمون بأدواتهم المدرسية ولا أشيائهم الخاصة، فالبنك أمواله لا تنتهي، وهذا الكارت السحري سيشتري لهم أدوات أخرى، ومن ثم قررت أن نتعلم سويًا كيفية التعامل مع المال والموارد، وحددت عدة خطوات نطبقها عدة أشهر، ومن ثم ننتقل إلى غيرها.

القاعدة الأولى: ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة

في البداية، قررت أن أعطيهم مصروفًا ثابتًا كل أسبوع، فرحوا جدًا واشتروا حلوى بالمبلغ كله، فى الوقت ذاته، كانوا مهملين جدًا في أدواتهم، وغير مبالين إن كُسرت أو ضاعت، فالكارت السحري ذو كلمة السر يمكننا شراء كل شيء به، وبدلًا من الحفاظ على أدواتهم كانوا يحاولون معرفة كلمة السر! مرت بضعة أسابيع، فقلت لهم إنهم يملكون الآن دخلًا ثابتًا يمكنهم من شراء الأدوات المدرسية بدلًا من تلك التى ضاعت أو كُسرت نتيجة إهمالهم.

 لم يصدقوا وقتها أنى سأنفذ ذلك القرار، وأنهم يمكنهم استعطافي بالدموع والقبلات، لكنى خيّبت ظنهم بإصرار، فكان عليهم أن يدفعوا للشراء أو يُوبخوا فى المدرسة فى اليوم التالي، بعد فترة حرصوا على أدواتهم وأدركوا أنهم سيحرمون جزءًا من الاستمتاع بمصروفهم إذا أهملوا.

لكن، لاحظت أنهم لا يدركون قيمة المال وأنه إذا اضطررنا لشراء شيء ضيّعناه نأخذ مالًا غيره بعد بضعة أيام، فقررت أن المصروف الثابت هو ما يحتاجونه إذا اضطروا لركوب المواصلات أو شيء ضروري، وأنهم اذا أرادوا زيادة فعليهم الحصول على نقاط مقابل قيامهم ببعض المهمات التي لا يحبونها، أو عندما أريد تأسيس عادة ما أو المواظبة على عبادة، مثل تعلم الصلاة أو القراءة باللغة العربية، وحل الواجبات الإضافية غير الإلزامية، وغيرها مما نتفق عليه.


اقرأ أيضًا: بيوت آمنة: فوائد ممتدة لقضاء الوقت مع الأبناء


القاعدة الثانية: الإدخار

منذ بدأت إعطاءهم المصروف، حاولت أن أعلمهم الإدخار، وذلك بسؤال كل واحد منهم عن شيء يريد امتلاكه، ذكر كل واحد منهم عدة أشياء، اخترنا أشياء تكون أثمانها متوسطة ليست رخيصة جدًا، فلا يتعلمون معنى الصبر واجتزاء جزء من المصروف للحصول على شىء أكثر قيمة لاحقًا، ولا غالية يشعرهم بالملل والإحباط، نختار شيء يمكن شراؤه بعد شهر أو شهرين على الأكثر من الادخار. وكان لها أثر طيب آخر، فعندما يسعون إلى امتلاك شيء ما ويأخرون رغبتهم فى الاستمتاع السريع بالمال، يحافظون جدًا عليه ويعتنون به عند الحصول عليه.


اقرأ أيضًا: هل نربي أطفالنا فعلًا أم نربيّ أنفسنا؟


 القاعدة الثالثة: لا نشترى ما نشتهيه ولكن ما نحتاجه

كنت أصطحب أحد أبنائي معي عند التسوق، أطلب منه قبل الذهاب كتابة قائمة بالأشياء المطلوبة، فى البداية، كنت أقوم بسحب النقود وأتعمد عدم الدفع بالكارت البنكي، أخبره/ا تحديدًا كم أملك للشراء، ثم ندخل للشراء، فى العادة، كانوا يرون أشياء كثيرة يريدون شراءها؛ حلوى وألعاب وغيرها، كنت أسأل سؤالًا واحدًا كل مرة: هل حقًا نحتاجها؟

إذا كانت الإجابة بـ"لا" يعيدها إلى مكانها مرة أخرى، إذا كانت "نعم" أسأله: هل يمكن تأجيلها، إذا كانت الإجابة بـ "نعم"، يرجعها إلى الرف، أما اذا كانت "لا"، أسأله: هل نملك المال الكافي حاليًا لشرائها، وهل يمكننا الاستغناء عن شيء من قائمة المشتريات الأساسية.

بالطبع، يمكننى أن أشتريها لكن أريدهم أن يتعلموا أننا لا تشتري كل ما نريده، ولكن كل ما نحتاجه حتى لو كنا نملك ثمنه. حاليًا أرسلهم بمفردهم للتسوق السريع بعض الأحيان، فيخبرونى عند عودتهم أنهم كانوا يودون شراء بعض الأشياء الأخرى لكنهم قرروا عدم الشراء لأنها ليست أولوية.

المقال كاملًا، من هنا.