بنفسج

بالروتين والإشباع: كيف تتعاملين مع طفلك العصبي؟

الأربعاء 07 سبتمبر

كيف تتعامل مع الطفل العصبي
كيف تتعامل مع الطفل العصبي

طفلي عصبي ولا يتوقف عن البكاء والصراخ، أفكر دائمًا كيف أتعامل مع الطفل العصبي؟  ومن عصبيته أفقد أعصابي وأقوم بضربه وعقابه والصراخ عليه كي يتوقف، ولكن يا للأسف فإن الأمر يزداد سوءًا، ماذا أفعل وكيف أتعامل مع عصبية طفلي وأساعده على التخلص منها؟ شكوى شهيرة للأمهات، ولكن أولًا يجب معرفة أن "العصبية" عبارة عن حالة من التوتر والقلق لدى الطفل، يمكن أن ينتج عنها نوع من العصبية اللفظية كالشتائم والصراخ، أو العصبية الجسدية كالضرب والمشاجرات مع الأقران في المنزل أو المدرسة.

| هل العصبية فطرية أم مكتسبة؟ وما أسبابها؟

كيف تتعامل مع الطفل العصبي
 
أسباب عصبية الأطفال متعددة، ولكن في البداية يجب التأكد من خلو الطفل من أي اعتلالات بيولوجية لديه والتي عادة لا تنتبه لها الأسرة في المنزل، مثل: (اعتلال الغدة الدرقية، أو اعتلالات الجهاز الهضمي، أو اعتلالات بيولوجية مخفية).
 
كما إن التربية القاسية التي تمحو شخصية الطفل، فيضطر لفرض وجوده باستخدام العصبية والعناد، وأيضًا التمييز بين الذكور والإناث، أو الطفل الأكبر والأصغر في التعامل داخل أفراد الأسرة الواحدة، مما يخلق نوع من الصراع الذاتي والصراع مع الآخرين في المنزل.

في البداية لا بد أن نعرف أن الطفل لا يولد عصبيًا، إنما يولد على الفطرة، وإذا كان الأب أو الأم عصبيين فإن الجينات تؤثر على الطفل أجل، ولكن تأثير التربية أقوى بكثير من الجينات.  إذا عرف السبب بطل العجب.. فما سبب عصبية الأطفال؟ أسباب عصبية الأطفال متعددة، ولكن في البداية يجب التأكد من خلو الطفل من أي اعتلالات بيولوجية لديه والتي عادة لا تنتبه لها الأسرة في المنزل، مثل: (اعتلال الغدة الدرقية، أو اعتلالات الجهاز الهضمي، أو اعتلالات بيولوجية مخفية).

| أسباب وراثية: من الممكن أن تكون العصبية مسألة وراثية في العائلة فتنتقل نحو الأبناء تلقائيًا، ولكن كما ذكرنا سباقًا فإن للتربية تأثيرًا أهم وأكبر.

| اعتلال بيولوجي: لا بد من استشارة طبيب الأطفال أو الطبيب المختص عن الأمور البيولوجية للتأكد من سلامة الطفل، وعلاجها، إن وجدت، حتى تقلل من عصبية الطفل المفرطة ووضعها في الإطار الصحيح.

| الإهمال العاطفي: أي أن إهمال الطفل وعدم تلبية احتياجاته النفسية وإشباعها،يؤدي لطفل عصبي مشوش.


اقرأ أيضًا: الذكاء الوجداني: كيف تساعد طفلك ليلتقي ذاته؟


| التدليل الزائد: التعامل مع الطفل بدلال واهتمام زائد والإفراط في العناية به، ينتج طفل أنانيًا  يستخدم العنف والعصبية لتلبية احتياجاته.

| التربية القاسية والتعنيف: كذلك فإن التربية القاسية التي تمحو شخصية الطفل، فيضطر لفرض وجوده باستخدام العصبية والعناد، كما قد تظهر العصبية عند الأطفال نتيجة التمييز بين الأبناء، بتفضيل الذكر على الأنثى أو العكس، وبتفضيل الكبير على الصغير أو العكس، مما يخلق نوعًا من الصراع الذاتي والصراع مع الآخرين في المنزل.

 بلا شك، فإن التعنيف اللفظي والجسدي للطفل داخل البيئة المنزلية أو الأسرية تخلق لديه العصبية تجاه المدرسين والأقران وأفراد المنزل، كذلك عدم تلبية احتياجات الطفل البيولوجية من مأكل وملبس ومشرب، أو الاحتياجات الاجتماعية من الدمج والتفاعل مع الآخرين ومشاركتهم اللعب وغيره، كذلك تعمد إحراج الطفل وهدم ثقته بنفسه، فكل ذلك يولد الصراع لدى الطفل الذي يدفعه للتصرف بعصبية وعناد مفرطين لحماية نفسه وإثبات وجوده.

| كيف أتعامل مع طفلي العصبي؟

كيف تتعامل مع الطفل العصبي
 
قبل أن تطلبي منه التوقف عن العصبية والتحلي بالهدوء والحكمة والصبر، يجب أن يرى طفلك فيك تلك الصفات أولًا، فالطفل يتعلم بالمحاكاة أكبر بنسبة ٧٠٪ عن تعلمه بالتلقين، فيمكنك وضع خطة وعادات تقومين بها تساعدك على اكتساب الهدوء في يومك، مثلًا يمكنك بدء يومك بالاستماع لموسيقى هادئة واحتساء القهوة الصباحية الخاصة بك.
 
 والقيام برياضة اليوغا والتأمل كل يوم يساعدك على الاسترخاء، وبالتالي تكوّن لديك الطاقة اللازمة لاحتواء طفلك ويتعلم منك الهدوء. وعندما يبكي طفلك ويصرخ، خذي طفلك إلى ركن بالبيت يمكنك تسميته "ركن الاسترخاء"، وتحدثي معه بهدوء وافهمي غضبه واحتويه بهدوئك  ولا تصرخي عليه وترمقيه بنظرات حادة مرعبة.

| احترمي طفلك:  أخبريه بما ستفعلانه مسبقًا، فقبل أن تقومي بتغيير ملابسه، أو الخروج إلى الحديقة، أو التوقف عن اللعب بلعبة مؤذية. لا بد أن تخبريه عما ستقومون بفعله ولماذا، فلا بد أن تشرحي له السبب دومًا. 

| لا تصفيه بأوصاف سلبية: إياك أن تصفي طفلك بصفات سلبية، فإذا كان زوجك يقول لك دائما أنت مهملة، مع الوقت ستقتنعين أنك بالفعل، مهملة وتتعاملين على أساس تلك الصفة، كذلك الأمر مع الطفل عندما تنعتيه بالعصبية طوال الوقت، فإنه سيكتسب تلك الصفة بالفعل ويتعامل بعصبية دائمًا، ومن ثم تنزعجي منه وتطالبيه بالتغيير، فيجب أن ننتبه للصفات التي ننعت بها أبناءنا ونودّ إكسابها لهم ورؤية تأثيرها على سلوكياتهم.

| كوني قدوة لطفلك: قبل أن تطلبي منه التوقف عن العصبية والتحلي بالهدوء والحكمة والصبر، يجب أن يرى طفلك فيك تلك الصفات أولًا، فالطفل يتعلم بالمحاكاة أكبر بنسبة ٧٠٪ عن تعلمه بالتلقين، فيمكنك وضع خطة وعادات تقومين بها تساعدك على اكتساب الهدوء في يومك، مثلًا يمكنك بدء يومك بالاستماع لموسيقى هادئة واحتساء القهوة الصباحية الخاصة بك، والقيام برياضة اليوغا والتأمل كل يوم يساعدك على الاسترخاء، وبالتالي تكوّن لديك الطاقة اللازمة لاحتواء طفلك ويتعلم منك الهدوء.

كيف تتعامل مع الطفل العصبي
حين يبكي طفلك وتثور عصبيته تحدثي معه بهدوء وافهمي غضبه واحتويه بهدوئك

كوني هادئة: عندما يبكي طفلك ويصرخ، خذي طفلك إلى ركن بالبيت يمكنك تسميته "ركن الاسترخاء"، وتحدثي معه بهدوء وافهمي غضبه واحتويه بهدوئك، ولا تصرخي عليه وترمقيه بنظرات حادة مرعبة، أي؛ خذيه أنت إلى الهدوء بدلًا من أن يأخذك هو نحو مشاعر الغضب.

| لا تتهميه بالتقصير: لا ذنب للطفل في عجلة الحياة، عندما يضيق وقتك وتودين الخروج سريعًا أو تأخرتم على موعد المدرسة، فقومي أنت بالاستيقاظ مبكرًا والاستعداد مبكرًا وخذي من وقتك أنت بدلًا من الصراخ على طفلك وطلب لبس ملابسه بشكل سريع واتهامه بالتقصير وإلقاء اللوم عليه إن تأخرتم، فإدارة الوقت ومسؤوليات الحياة مهمتك أنت وليس طفلك.

| حافظي على هدوء بيتك: البيئة الأسرية لها دور مهم في زيادة أو خفض مستوى العصبية لدى الطفل، فإذا كان البيت متوترًا ومليئًا بالمشاحنات طوال الوقت والصراخ، فلا تنتظري من تلك البيئة أن يخرج منها طفلًا هادئًا وديعًا، فلكل سبب نتيجة.


اقرأ أيضًا: "طفلي عدواني"... توقفي عن قول هذا


| علميه كيف يعبر عن مشاعره: علمي طفلك كيف يعبر عن غضبه، فإذا كنت تصرخين في وجهه وتتعصبين لكونه كسر شيئًا ما فسيفعل طفلك نفس تصرفك، فطفلك يتعلم منك أولًا، والعصبية كما قلنا سلوك مكتسب أكثر منه فطري. علمي طفلك بطرق غير مباشرة  كونك قدوة له، أو بطرق مباشرة حين تتحدثين معه وتعدلين له سلوكه، وتنيرين له طريقه، وترينه كيف يمكن أن ننفس عن غضبنا، ونطلب ما نريد بهدوء.

| ألزميه بروتين ثابت: الروتين الثابت لطفلك يقلل عصبيته، الطفل الذي يكون وجبات يومه وأوقات نومه وحياته غير منتظمة وليست ثابتة تكون نوبات غضبه أكثر من الطفل الذي لديه روتين يومي ثابت، لذا فعليك بإلزام طفلك بروتين يومي شبه ثابت على الأقل، فذلك يساعده على تقليل عصبيته.

كيف تتعامل مع الطفل العصبي
طفلك يحتاج أن يعرف مشاعره ويتعامل معه لذلك علميه الذكاء العاطفي

| خمني طريقة تصرفه: كوني مستعدة قدر المستطاع، توقعك لما يمكن لطفلك أن يتذمر بسببه واستعدادك بالحلول مسبقًا يقلل من عصبيته كثيرًا. 

| اشبعي احتياجاته النفسية: فكثير من الأسر تغفل عن تلك النقطة رغم أهميتها، حيث أن عدم إشباع احتياجات طفلك النفسية قد يكون السبب الأول والأساسي في عصبيته، فتأكدي من اشباع كافة احتياجاته.

| علمي طفلك الذكاء العاطفي: طفلك يحتاج أن يعرف مشاعره، وخاصة شعور الغضب وكيف يمكن التعامل معه بذكاء وإدارته بهدوء وحكمة. 

وختامًا، فإذا لم تستطيعي القيام بضبط الأمور بينك وبين طفلك،وإن لم تنحجي بالتعامل مع الطفل العصبي بالشكل الأمثل، يمكنك طلب المساعدة من المختصين، ومتابعة حالة طفلك معهم حتى تصلوا للهدف معًا، ودمتم سالمين.