بنفسج

هل الزواج مجمع طبي أم صالون ثقافي؟

الثلاثاء 16 مايو

 لست ضد اختيار شريك في مستوى فكري مناسب لفكرك، لكنّني أنظِّر على فكرة ربط ذلك بالتخصّص، هذا إن كانت الفتاة تعي أهميّة التواتي الفكريّ، بل إنّ بعض الفتيات تقيّم المتقدّم لها على أنّه "لقطة" لمجرد رتبة وظيفية معيّنة وأحيانًا لمرتب وظيفيّ " محترم". والسّؤال، ما قيمة كونه كاتبًا أو "مثقفًا" يترنّم بحقوق الأنثى ويشدو على منصّات المنبهرين بحذاقة أدبه وخيلاء شعره ثمّ تدركين بعد الزواج أنّ قلمه المسموم أوّل ما ينفث سمومه في قلبك، وأنّ حبره معكّرٌ يخنق أنسام سعادتك.

لماذا تريدينه طبيبًا؟ لتجري معه العمليّات الجراحيّة بطريقة ممتعة مثلاً؟ أم تريدينه كاتبًا لأنكما ستقضيان حياتكما في بهو فكريّ وتنجبان الأقلام أو تحملين في أحشائك كتابًا؟ لماذا تريدينه مهندسًا هل ستغدين معه كلّ صباح ليحمل لك السّلم ثم تصعدين تتغزّلين بأسلاك الكهرباء وتلاطفين تمديدات البنايات؟ لماذا تصّرين وتشترطين على أن يكون ضالعاً في العلم الشرعي، هل ستجلسان معاً لتحرير المصطلحات وتأصيل المسائل وتخريج الأحاديث، هل هذه هي الرابطة التّي تربطكما؟

 لست ضد اختيار شريك في مستوى فكري مناسب لفكرك، لكنّني أنظِّر على فكرة ربط ذلك بالتخصّص، هذا إن كانت الفتاة تعي أهميّة التواتي الفكريّ، بل إنّ بعض الفتيات تقيّم المتقدّم لها على أنّه "لقطة" لمجرد رتبة وظيفية معيّنة وأحيانًا لمرتب وظيفيّ " محترم". والسّؤال، ما قيمة كونه كاتبًا أو "مثقفًا" يترنّم بحقوق الأنثى ويشدو على منصّات المنبهرين بحذاقة أدبه وخيلاء شعره ثمّ تدركين بعد الزواج أنّ قلمه المسموم أوّل ما ينفث سمومه في قلبك، وأنّ حبره معكّرٌ يخنق أنسام سعادتك.

كل المهن محترمة لديّ، والأصل في الكاتب أن يكون صادقًا، والأصل في الطبيب أن يكون إنسانيًا والأصل في المهندس أن يكون متقنًا والأصل في الزّوج أن يكون زوجًا! مهنة الزّوج معك هي أن يكون زوجًا، ما يعنيك في الاختيار هو "هل يستأهل ذاك الرجل هذه المهمّة، نعم هو خارج البيت في مهنة " مرموقة"، لكنّ السّؤال القويّ، ماذا هو في منظومة الزّواج؟ هذا التّشريط ليس محكومًا باختيار الفتاة إنّما بسبب تلك الطبقيّة التّي نحتكم إليها في تقييم نجاح الذّكر والأنثى، فأصبح في مخيّلة الذّكر والأنثى بالاتّفاق أن جلّ ما سيجعله مستعدًا للزواج هو اجتياز الدكتوراه.

بعد طول نظر لم أجد مبررًا علميًا مقنعًا لربط التخصّص بالزواج، ولربما أتعاطف مع من تشترط مهنة شريك حياتها في الوقت الذي تكون فيه أنثى تعرف جيدًا ما تريد من الزواج ، لكن تلك الأنثى وذلك الذّكر اللذان يدخلان الزّواج ولا يعرف كلّ منهما ماذا يريد من الآخر سيقضيان حياتهما في تساؤلات: هل حقاً هذا هو شريك حياتي؟ هل هذا هو من اخترته؟ ماذا يريد مني؟ ولم تزوّجني وماذا أريد منه؟

ستبقى تلك التساؤلات تضع هالة الغرابة بين الزوجين و"ستجمّل" لحظاتهما بصدمة الواقع ولن يكون ذلك الحضور المبهر لحقيقة " لتسكنوا"، لن تسكنوا بقلوب غافلة! لا تضلّلوا الفتيات العاقلات ودعوهن يخترن ببصيرتهنّ بفطرتهنّ واحتياجاتهنّ ، ولا تقدّموا الفشل لهنّ على أعتاب أحلى مراحل الحياة!