بنفسج

هي ضلع في القلب.. وأنت هنا لتحتويها

الثلاثاء 16 مايو

"هي ضلعٌ من جانبِ القلب فقط" مهلًا! لماذا أنتَ مُنكفِئٌ على نفسك؟ تقلبُ الأمورَ بحثًا عن حل؟! كالمعتاد، وفي كلِّ مرةٍ لا تستمعُ إليها، إلى رغباتِها. أتذكُرُ مشكلتَكم الأخيرةَ التي حدثتْ في ليلةِ رأس السنة؟ إنها السبب، نعم هي السبب. لم تفِ بوعدكَ لاحتفالكما بالسنةِ الجديدة خارجَ المنزل؛ لأنك لا تكترثُ لهذه المناسبات، ولم تستطعْ أن تغيّرَ من رغباتِك، فاستغربتَ من ردّةِ فعلها الحادة جدًا، وقلتَ في نفسك: ما المهم في الأمر؟ مشوارٌ لم يتم!  بالرّغم أنهُ ليس الموقفَ الوحيد، ولكن تكراره جعلكَ تفكّرُ بالحل.

"هي ضلعٌ من جانبِ القلب فقط" مهلًا! لماذا أنتَ مُنكفِئٌ على نفسك؟ تقلبُ الأمورَ بحثًا عن حل؟! كالمعتاد، وفي كلِّ مرةٍ لا تستمعُ إليها، إلى رغباتِها. أتذكُرُ مشكلتَكم الأخيرةَ التي حدثتْ في ليلةِ رأس السنة؟ إنها السبب، نعم هي السبب. لم تفِ بوعدكَ لاحتفالكما بالسنةِ الجديدة خارجَ المنزل؛ لأنك لا تكترثُ لهذه المناسبات، ولم تستطعْ أن تغيّرَ من رغباتِك، فاستغربتَ من ردّةِ فعلها الحادة جدًا، وقلتَ في نفسك: ما المهم في الأمر؟ مشوارٌ لم يتم!

 بالرّغم أنهُ ليس الموقفَ الوحيد، ولكن تكراره جعلكَ تفكّرُ بالحل. أعرني سمعَك وعقلك قليلًا لأخبرك الحقيقية التي عليك أن تدركها. النساءُ مُختلفاتٌ تمامًا عنك، في طبيعتِهن، تفكيرِهن، تعبيرِهن، في الأشياء التي يجدن فيها التسلية. فكما تجد أنت التسليةَ في مشاهدة مباراة كرة قدم؛ فهي ليست كذلك، إنها تتأثرُ لأدنى التفاصيل، في عناقٍ بين بطلين في فيلمٍ ما.

في رؤية زوجٍ يُمسكُ يد زوجته في عبور الشارع. هذا الخلاف البسيط هو أصلُ المشاكل بين الطرفين، ولكي تحلَّهُ لا بدَّ أن نفهمَ فكرة الاختلافِ في أصل الخِلقَة والنشأة. تمعّن في هذه الجملة، وتعال معي إلى بداية الخلق؛ الله سبحانه أنشأَ هيئةً بشريةً، ونفخ فيها الروح؛ فتمثَّلت بشرًا سويًّا، وتكريمًا لهذا المخلوق؛ فقد سجدتْ له الملائكة، ولكن الحكمةُ من خلقه كانت من أجل إعمار الأرض. فهل هذا المخلوق العجيب يستطيعُ إعمارها وحدَهُ؟ بالطبع لا.

لذلك كانتْ مشيئةُ الله أن يخلقَ حواء بطريقة مغايرةٍ عن خلقهِ لآدمَ؛ فلم يخلقها من طينٍ كما آدم، بل أخذَ -سبحانه- ضلعًا من قُرب قلبه، وخلقها بهذه الطريقة الحكيمة، وهو قادرٌ على خلقها من تربة منفصلة لها تكوينها الخاصّ.

ولكنها كانت جُزءًا منه؛ فكونها جزءًا منه؛ فوجدَ سبب الرابطة القوية بين الرجل والمرأة، ليشعرَ الرجلُ بذلك ويحتويها، ولتشعرَ هي بأنها تنتمي إليه أيضًا؛ فكلاهما من بعضهما.  تحنُّ إليه كحنينِ الجزء إلى أصله، وهكذا يتضحُ لنا الاختلافَ في أصل الخِلقة؛ فطبيعة الرجلِ والمرأةِ قائمة على أصل خلقتِهما؛ فلم يُعرفُ الرجلُ بصلابتِه وعمليتِه وإنتاجِ وكينونتِهِ إلا بإرجاع ذلك لأصله؛ فقد خُلق من تراب.

 فشخصيته التي جُبل عليها سببها ليس ثقافيًا ولا اقتصاديًا، بل هو أصل الخلقة. وكذلك حوّاء عندما خُلقت من جسد آدمَ الذي من طين، كانت ألينُ وأقل صلابةً، إضافة إلى عاطفيتها الزائدة ومشاعرها الرقيقة. ولهذا كان الضلعُ من جانب القلب. لا بدَّ لكَ أن تتفهّمَ وتتعايشَ مع هذا الواقع، وتتقبلَ الاختلافَ بينكم بدلًا من أن تصارعَه؛ فهو أصل كامنٌ في خلقتنا لا علاقةَ لنا بتغييره. ولا تنسَ أبدًا! هي جزء منكَ، جاءتْ لتكمّلَك، وأنت أتيتَ لتحتويَها!