بنفسج

حين يصبح العطاء استمراء.. "توقفي"

الثلاثاء 16 مايو

قوانينُ الحياةِ الزوجيةِ: مِتل ما بدّكْ تاخُد بدّك تعطي، بِدّك تشاركْ وتساعدْ.. الحياة ما بتقوم على شخص واحد، وما بنفَع حد يشيل عن حد، لكُل شخص مكانتُه ومسؤوليتُه، الزوجة عندما تساهمُ في العطاءِ (مرة مرتين عشرة) لا يعني أنها تقدّمُ وتعطي العمرَ؛ مَهما تميّزتْ وأبدعتْ في عطائها؛ تبقَى امرأةً بحاجةٍ إلى مَن يساندُها ويقاسِمُها الحملَ والمسؤوليةَ، هي لم تتزوجْ لتكونَ هي السندَ لكُلِّ أمورِ الحياةِ الزوجيةِ والأسريةِ، تزوّجتْ كي تَجِدَ من تَسندُ وترتكزُ عليه؛ كي تسيرَ الحياةُ بشكلِها الطبيعي المتعارَفِ عليه.

حين كانت تقفُ بجانبِكَ في كلِّ المواقفِ التي تَعصفُ بكَ، كانت تفعلُ ذلك حُبًا، فهي ترَبّتْ على أنّ الزوجةَ تقفُ بجانبِ زوجِها وتساندُه، وحينَ كانت تسعَى لحلِّ أيِّ مشكلةٍ تتعرّضُ لها، وأنت تقفُ عاجزًا عن حلِّها، كانت تُبادرُ في حلِّها، فهي تؤمِنُ أنّ واجبَها الوقوفُ بجانبِك دائمًا، وعندما كانت تُديرُ أمورَ بيتِها، وتغطّي ثغراتٍ ليس من مسؤوليتِها، فالحياةُ الزوجيةُ مقدّسةٌ عندَها؛ قائمةٌ على المشاركةِ، والتعاونِ، والأخذِ، والعطاءِ، وعليها أنْ تقدّمَ وتُعطيَ من أجلِ بيتِها وأطفالِها.

مشكلتُنا أننا نقدّمُ من دونِ حسابٍ، ولا تفكيرٍ! تُحرِّكنا العاطفةُ أكثر من العقلِ! نعيشُ اللحظةَ الحاليةَ؛ لا نفكّرُ فيما بعد، بأنك ستَصِلينَ لمرحلةٍ أنتِ مَن تقودي عجلةَ الحياةِ بنفسِك_ لم تكنْ في الحسبانِ، ولا التوقّعاتِ_ سوفَ تدفَعين ضريبةً مفتوحةَ المدَى؛ لأنكِ بادرتِ منذ البدايةِ لتقديمِ عروضاتِ المساعدةِ حُبًا وشهامةً منكِ، فعليكِ أنْ تقدّمي حتى آخِرِ رمقٍ فيكِ من دونَ تذمُّرٍ، واجبُكِ فرضَ عليكَ ذلكَ، بعدَ ما قطعَ شوطًا كبيرًا من الراحةِ والرفاهيةِ؛ بدّك تغيّري مين!!

ومع الأيامِ تعدّدتْ المواقفُ، وتطوّرتْ، وتمكّنتْ من إيجادِ حلولٍ لها، فهي أصبحتْ أكثرَ قوةً في مواجهتِها وإدارتِها، والتغلّبِ عليها، لدَيها القدرةُ السريعةُ لمواجهةِ الأزماتِ والتصدّي لها، أصبحتْ هي مَن تديرُ أمورَ بيتِها، هنا تحوّلَ العطاءُ إلى واجبٍ عليها، وأصبحتْ المساعدةُ مسؤوليةً تقعُ على عاتقِها، لتتلاشى أدوارُك وتصبحَ الغائبَ الحاضرَ، ويروقَ لكَ الأمرُ، تعوّدتَ على من يأخذُ عنكَ مسؤولياتِك، وترفعُ يديكَ عن إدارةِ بيتِك، فالأمرُ أصبح لا يَعنيكَ، فهناك من يسدُّ مكان.

هي حملتْ الجملَ بما حملَ، وهو رفعَ يديهِ عن كلِّ شيءٍ، تخلّي عن أدوارِه ومسؤولياتِه؛ حينَ وجدَ مَن يشيلُ عنه واجباتَه، وسَعتْ لمساعدتِه في مواقفَ كثيرةٍ؛ لمُجردِ أنها شخصيةٌ قويةٌ مبادِرةٌ تَجدُ الحلولَ والبدائلَ، تلهثُ من أجلِ إسعادِه والتخفيفِ عنه، فعلتْ ذلك بحُبٍّ ورِضا، فأنت تَعني لها الكثيرَ، استهواك الأمرُ رُبما، والراحةُ، والتعوّدُ. أحيانًا كثيرة.

تقفُ عاجزةً من حجمِ المسؤولياتِ التي تقعُ عليها، وزوجُها يقفُ متفرِّجًا، لم تُعوِّدْهُ على أخذِ دورِه، منذُ البدايةِ وجدَ كلَّ شيءٍ متوفِّرًا، فلم يَعدْ يتحملْ مسؤوليةَ شيءٍ! بدأتْ تطلبُ منه المساعدةَ والمشاركةَ؛ فالمسؤولياتُ زادتْ وتعدّدتْ، والأبناءُ كبروا؛ وأصبحوا في الروضةِ والمدرسةِ، شعرتْ بأنها لم تَعدْ قادرةً على حجمِ تلكَ الأعباءِ، مُنبِهُ هاتفِها يذكِّرُها أنّ غدًا موعدُ زيارةِ طفلِها في العيادةِ، وابنتُها تذكّرُها أنّ غدًا زيارةُ أولياءِ الأمورِ في المدرسةِ، وعليها تدريسُ ابنِها للامتحانِ، تذكّرتْ أنّ عليها مناسبةً لأحدِ أقاربِها، جلستْ تحسبُها في رأسِها، كيف تدبّرُ أمورَها..! شعرتْ كأنّ نفسَها في دوّامةٍ؛ ليس لها أولٌ من آخِرَ، صنعتْها بيدَيها.. لم تحسبْ عُقباها.

 كوني على ثقةٍ إذا قُدتِ المشوارَ من بدايةِ حياتِك الزوجيةِ؛ سوفَ تقوديهِ حتى آخِرِ نفَسٍ، قدِّمي في إطارِ المَحدودِ، فرِّقي بين ما لكِ وما عليكِ، قومي بواجباتِك بأكملِ وجهٍ، شاركيهِ بكُلِّ التفاصيلِ، لا تُلغي دَورَه لمُجردِ أنكِ قادرةٌ على القيامِ بذلك؛ سوفَ يتحولُ الأمرُ إلى عادةٍ، فأنتِ بالنسبةِ له قادرةٌ على فعلِه، في البدايةِ سوفَ يشكرُك.. يشجِّعُك.. والمرّةِ الأخرى يعتمدُ عليكِ، ويتعوّدُ، ويصبحُ من صميمِ أعمالِك، ما قمتِ به لمرّةٍ؛ سوفَ تقومي به العمرَ كلَّه!

قوانينُ الحياةِ الزوجيةِ: مِتل ما بدّكْ تاخُد بدّك تعطي، بِدّك تشاركْ وتساعدْ.. الحياة ما بتقوم على شخص واحد، وما بنفَع حد يشيل عن حد، لكُل شخص مكانتُه ومسؤوليتُه، الزوجة عندما تساهمُ في العطاءِ (مرة مرتين عشرة) لا يعني أنها تقدّمُ وتعطي العمرَ؛ مَهما تميّزتْ وأبدعتْ في عطائها؛ تبقَى امرأةً بحاجةٍ إلى مَن يساندُها ويقاسِمُها الحملَ والمسؤوليةَ، هي لم تتزوجْ لتكونَ هي السندَ لكُلِّ أمورِ الحياةِ الزوجيةِ والأسريةِ، تزوّجتْ كي تَجِدَ من تَسندُ وترتكزُ عليه؛ كي تسيرَ الحياةُ بشكلِها الطبيعي المتعارَفِ عليه.