بنفسج

لا "كتالوج" ثابت في الحب والعشرة

الثلاثاء 16 مايو

ليس هناك طريقة واحدة لتحقيق السكن والمودة.. وليس هناك طريقة واحدة لتجربة الزواج، ولا طريقة واحدة للحب والعشرة بالمعروف، فاتركوا للناس أن تختار ما يناسبها وفق ظرفها وما كتب الله لها، ولنضع الأمور في مكانها، فلا صور الفيسبوك بمقولاتها المثالية ولا القصص الغريبة عن العلاقات الخارقة، ولا مشاهد الأفلام الحالمة تعبر عن حقيقة الحياة ولا واقع الناس.

أعلم أننا كثيرًا ما نسمع عن طريقة مثالية للحياة والزواج وإيجاد الشريك، ونتحدث دائمًا عن ضرورة وجود مشاعر نبيلة وعميقة وحب مختلف ومميز، وأن هذا هو أفضل ما يمكن. لكنني أعلم أيضاً أن فرصة تحقق هذه السيناريوهات محدودة.. فإيجاد "نصفك الآخر" و"رفيق روحك" بالمعنى المتداول من بين ملايين ملايين البشر ليس دائمًا متاحًا.

 قد يكون متاحًا للبعض سيناريوهات أخرى لا يكون فيها إيجاد الرفيق بنفس الصورة البسيطة المباشرة والساذجة في كثير من الأحسان.. أن تلتقيا فتتحابا فتجتمعا. هناك من الرجال والنساء من انتظر ليلتقي بالشريك وتوكل على الله بصور شتى.. ولكنه وصل مرحلة لم يعد يرى فيها أنه يريد الانتظار أكثر.. بعض السيدات يرين أنهن لا يردن التضحية بعدم إنجاب أبناء مثلًا في انتظار "الحب المثالي".

بعض الرجال بحاجة إلى الاستقرار الذي توفره زوجة وأولاد أكثر من الحاجة "لعشق" يسلب عقله وقلبه، بل ربما كان ذلك النوع من "الغرام" فيه فساد حال كليهما.لا نعرف كلنا كيف نحب دون أن نؤذي أنفسنا أو من نحب في كل الأحوال.

المهم.. ترى من الرجال والنساء من يتخذ قرارًا بأن يبحث عن الشريك أو الشريكة المناسبين لهما عقلًا وأسلوب حياة مع وجود القبول والعزم على الإخلاص.. فيتخذون خطوة الارتباط لتحقيق تلك الغايات، والقلوب صافية لا تحس بأسف على الخطوة التي اتخذتها ولا بالأسى على أنها ليست المثالية الحالمة! بل بالشكر والتوكل لأنها فرصة لإيجاد "الرضى" الذي يرجوانه.

ويحدث أن ترى من هذه الحالات الكثير ممن يعيش هنيئًا مرتاح البال لا ينقصه شيء.. بل يبلغ مبلغًا من التفاني للزوج أو الزوجة بعد حسن العشرة وجمال الرفقة ما لا يبلغه أصحاب العشق المحرق والحب والمتلف. أعلم أن فتيات و شباب كثر يجدون أنفسهم في اختيار صعب بين قيم وأفكار وأوضاع مثالية يؤمنون بها وبضرورتها، وبين وضعهم الخاص أو تجربتهم التي يرون أنها تختلف وربما تكون مذمومة من "المتفلسفين" والمتكلمين باسم العلاقات الصادقة والصحيّة.

ليس هناك طريقة واحدة لتحقيق السكن والمودة.. وليس هناك طريقة واحدة لتجربة الزواج، ولا طريقة واحدة للحب والعشرة بالمعروف، فاتركوا للناس أن تختار ما يناسبها وفق ظرفها وما كتب الله لها، ولنضع الأمور في مكانها، فلا صور الفيسبوك بمقولاتها المثالية ولا القصص الغريبة عن العلاقات الخارقة، ولا مشاهد الأفلام الحالمة تعبر عن حقيقة الحياة ولا واقع الناس.