بنفسج

الصحابية التي أنصفها القرآن

الثلاثاء 16 مايو

لا طاعة للزّوج في مَعصيةٍ: فخولة لم ترضخ لزوجها حين عاد وطلبها لنفسه بعد أن ظاهَرَها خوفًا منها أن يكون في ذلك معصية لله ورسوله، قالت: "كَلًّا وَالَّذِي نَفْسُ خُوَيْلَةَ بِيَدِهِ، لَا تَخْلُصُ إِلَيَّ وَقَدْ قَلْتَ مَا قُلْتَ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فِينَا بِحُكْمِهِ". الأدب مع النبيّ: ونلمحُ ذلك في قولها: "جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ"، فيه توقيرٌ واحترام لمنزلة النبوّة، وبمثله عاملها النبيّ وزاد عليها فكان حليمًا متلطّفًا مُراعيًا لغضبها، فكان يهوّن عليها مردّدًا في كل مقالة: "يَا خُوَيْلَةُ... يَا خُوَيْلَةُ..."، فيها من الرّفق واللطف ما فيها!

المُجادلة التي سمع الله في عرشه حوارها مع النبيّ، وهي تجادله وتشتكي إليه زوجها ابن الصّامت الذي ظاهَرها بسب خلافٍ وقع بينهما، فقال: "أنت عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي". وفي محاولة استعراض حوارها مع النبيّ –عليه الصّلاة والسّلام- نحرص على وضع الجِدال في سياقاته بين المبتدأ والمنتهى، كما وضعتنا خولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها- نفسها في سياقه. فنتوقّف قبل الاسترسال في الجدال، على التّفاصيل التي وقفت عندها والأخرى التي سكتت عليها:

خلافات زوجية مستورة: المتأمّل للحديث على اختلاف رواياته، سيُدرك أن خولة لم تذكر سبب خلافها وزوجها، ولا جهرت به وهي تشكو للنبيّ، بل أسرّته حفظًا لأسرار بيتها وزوجها، ولم تكد تسمعها عائشة وهي قريبة منها! تقول -رضي الله عنها-في ذلك: "تبارَكَ الَّذي وسِعَ سمعُهُ كلَّ شيءٍ، إنِّي لأسمعُ كلامَ خَولةَ بنتِ ثَعلبةَ ويخفَى علَيَّ بعضُهُ، وَهيَ تشتَكي زَوجَها إلى رسولِ اللَّهِ...".

لا طاعة للزّوج في مَعصيةٍ: فخولة لم ترضخ لزوجها حين عاد وطلبها لنفسه بعد أن ظاهَرَها خوفًا منها أن يكون في ذلك معصية لله ورسوله، قالت: "كَلًّا وَالَّذِي نَفْسُ خُوَيْلَةَ بِيَدِهِ، لَا تَخْلُصُ إِلَيَّ وَقَدْ قَلْتَ مَا قُلْتَ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فِينَا بِحُكْمِهِ". الأدب مع النبيّ: ونلمحُ ذلك في قولها: "جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ"، فيه توقيرٌ واحترام لمنزلة النبوّة، وبمثله عاملها النبيّ وزاد عليها فكان حليمًا متلطّفًا مُراعيًا لغضبها، فكان يهوّن عليها مردّدًا في كل مقالة: "يَا خُوَيْلَةُ... يَا خُوَيْلَةُ..."، فيها من الرّفق واللطف ما فيها!

الإصرار على المطالبة بالحقّ: فخولة ما برحت مجلسها ولا كفّت جدال النبيّ حتّى أنصفها الله من سابع سماءٍ فأنزل فيها وفي زوجها قرآنًا، وإلحاحها يدلّ على حِرصها على فضّ الخلاف وإصلاح ذات البين، ولعلمها المُطلق بأنّها تجادل دفاعًا على حقّها فقد أكل زوجها شبابها ونثرَتْ له بطنها ثمّ ما كان لها منه ختامًا إلاّ أن ظاهرها، ولا سبيل لنجاتها إلا الله ورسوله.

ولخولة موقفٌ آخر مع سيّدنا عُمر بن الخطّاب، تجادله فيه وتحاججه، فتقول: "يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عُمَيْرًا في سوق عكاظ ترعى الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سُمّيت عمر، ثم تذهب الأيام حتى سُمّيت أمير المؤمنين، فاتّق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف بالموت خشي الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب". وسيّدنا عمر يحني رأسه إليها يسمعها، لا احتقرها ولا انصرف عنها. بل قال -حين همّ أحد مرافقيه لإسكاتها-: "دعْها، أمَا تعرفها؟ هذه خولة التي سمع الله قولها من فوق سبعِ سمواتٍ وعُمر أحقّ والله أن يسمع لها".