بنفسج

ترند نهاية العام

الثلاثاء 16 مايو

 من أكثر الأسئلة التي راودتني في هذا العام تحديدًا سؤال الشغف والطموح والإرادة والنجاح، وهي لم تراودني فقط بل أكلت من جسدي وروحي وقضت مضجعي وأرقت نومي، أني ماذا أريد أن أفعل؟ ماذا عن الله؟ ماذا يريد مني؟ كانت الأسئلة تزيد والأسى يكبر والجسد يخور. ثم هداني الله إلى الجواب، أن كل هذه المسميات من التغيير والنجاح والطموح هي حالة، وليست نقطة نصلها، أن تكون في حالة من السعي للوصول والاستزادة في العلم ومحاولة تزكية النفس بكل ما آتاها الله من أسباب الهداية.

قبل أن يصبح الحديث عن نهاية العام "ترند" يفقده قيمته من النكات وندب الحظوظ، أود الحديث عن هذا العام وكل الأعوام، العمر ليس أعوامًا نعدها، فقد نعيش في شهر ما لم نعشه في عشر سنين، وقد تتساوى لدينا الأيام وتأكلنا في رتابتها فنمل الملل، فالعبرة في الخبرة وكثافة التجربة، فإذا كان الفرق لدينا بين عام وآخر هو الرقم فقط، ولم نزد في الوعي والفهم فالأفضل أن لا نعد الأعوام ولا ننتظر أن تسير الأيام.

 من أكثر الأسئلة التي راودتني في هذا العام تحديدًا سؤال الشغف والطموح والإرادة والنجاح، وهي لم تراودني فقط بل أكلت من جسدي وروحي وقضت مضجعي وأرقت نومي، أني ماذا أريد أن أفعل؟ ماذا عن الله؟ ماذا يريد مني؟ كانت الأسئلة تزيد والأسى يكبر والجسد يخور. ثم هداني الله إلى الجواب، أن كل هذه المسميات من التغيير والنجاح والطموح هي حالة، وليست نقطة نصلها، أن تكون في حالة من السعي للوصول والاستزادة في العلم ومحاولة تزكية النفس بكل ما آتاها الله من أسباب الهداية.

 أن النجاح لا أن تصبح مديرًا في عملك مثلًا، بل أن تقوم بما يُطلب منك بأكبر كفاءة ممكنة، ولا يجب أن تعتمد على أسبابك المادية فقط وتغرق بها، فقد تفعل كلما بوسعك ثم تأتي يد القدر فترسم واقعًا آخر ارتضاه الله لك، وأنك لن تدخل الجنة بعملك بل برحمة الله.

 وأن الدمعة التي تذرفها لله على خطيئتك، خير من شعور يورث الكبر إذا رأيت نفسك طاهرًا، وأنك نتاج عاداتك البسيطة التي تحاول أن تتبعها كل يوم، فالسيل هو اجتماع النقط، فاكتب كل يوم كلمة واحدة في كتابك لسنة مثلًا، خير من أن تكتب صفحة كل حين، وأن الروتين اليومي هو مصدر قوة، لا يقدر عليه إلا قوي، ليس شيئًا تمله لرتابته، فإن الحياة البسيطة الخالية من التفاصيل الكثيرة هي حياة طيبة على عكس ما تصوره لنا هذه العوالم الافتراضية.

 أوقفني حديث رسول الله (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) احرص على ما ينفعك، ولا تنشغل بماضً فائت ولا مستقبل مؤمّل فلك الساعة التي انت فيها، ولا تعجز فإن الفشل الحقيقي هو أن تيأس من نفسك التي أودعك الله، واعلم أن "اليوم العادي" شيء عظيم، ونعمة لا يدركها إلا من حرم منها.

 ولا تحمّل الدنيا أكبر من حجمها، فمستقبلنا الحقيقي هو جنة ونار، ربّ راضٍ أو ربّ غضبان، وكل ما قبل هذه النقطة هو إخفاق فقط، تستطيع أن تقوم منه عندما تدرك حجمه وحجمك، عندما تكون لديك علاقة متينة مع الله تراضيك في بأسك، وموازين دنيا ودين صحيحة، فإنك إن وصلت لهذه المرحلة، فيا سعدك، فقد حزت الكثير!