بنفسج

ما بين بين.. حلو الحديث ومره

الثلاثاء 16 مايو

نُحب حُلو الكَلام، وما مِن أَحد منّا يُنكرَ ذَلك، حَاجته لأن يَستَمع لِمن يَمدحه ويُثني عَليه وَعلى عَمله، نَحتاج لِمن يُلامسَ قُلوبنا بِأحادثيه، إلى من يُحدثنا عن مُميزاتنا قبل عَيوبنا، إلى من يُبصر نقاط القوة والإبداع في أنفسنا، فيُحدثنا عنها كثيرًا، يزداد حبنا وتعلقنا بِهولاء، لكن يبقى السؤال؛ هل هذا كل شيء؟ وهل بهذا تتمثل قيمتنا؟ هل هكذا نُوزن، بعدد ما يضغط المحبون على زر أعجبني، أو بعدد التعليقات التي تطرب آذاننا لسماعها، حقيقة، هل هذا كل شيء؟ نُحب حُلو الكَلام، وما مِن أَحد منّا يُنكرَ ذَلك.

نُحب حُلو الكَلام، وما مِن أَحد منّا يُنكرَ ذَلك، حَاجته لأن يَستَمع لِمن يَمدحه ويُثني عَليه وَعلى عَمله، نَحتاج لِمن يُلامسَ قُلوبنا بِأحادثيه، إلى من يُحدثنا عن مُميزاتنا قبل عَيوبنا، إلى من يُبصر نقاط القوة والإبداع في أنفسنا، فيُحدثنا عنها كثيرًا، يزداد حبنا وتعلقنا بِهولاء، لكن يبقى السؤال؛ هل هذا كل شيء؟ وهل بهذا تتمثل قيمتنا؟ هل هكذا نُوزن، بعدد ما يضغط المحبون على زر أعجبني، أو بعدد التعليقات التي تطرب آذاننا لسماعها، حقيقة، هل هذا كل شيء؟

ما بين حُلو الكَلام وإنجازاتنا يجب أن نترك مَساحة كافية، بحيث أن لا يتأثر أحدهما بالآخر، فإن لم يُغدق عَلينا أَحدهم بِكلامه الجَميل، حَال إنجازنا لأَعمالنا، لَم يُؤثر على ما بعده من أهداف وطموحات، إن استمعنا فَهذا جَميل، وإن لم نسمتع فلا بَأس، المهم أنني حققت مَا أُريد وَإلى مَا سَعيت إِليه.

وهذا ما يجب علينا أن نُدركه، حَتى لا نُبطئ مِن سيّرنا وَمن تحقيق ما نصبوا إليه، أو حَتى مِن تَقديمنا لِلخير، أن لا يكون هناك صلةٌ ما بين ما ننجزه وما بين كلام الناس وتعليقاتهم، لا أقول أن لا نفتح آذاننا لكلامهم، لا، فقط أن لا نُعلق حَياتنا على كلامهم، أن لا ننتظر مديحهم حتى نُكمل المَسير، أن يُقعدنا حَديثهم عن الإكمال فيما بدأنا به، المهم أن نستمر إن كان لنا نصيبًا من حلو الكلام أو لا.

وبالجهة المقابلة، ماذا لو تَعثرت وهذا سيحصل بالتأكيد، وَلم تَجد مَن يَحنو عَليك، تلاشى كل جَميلٍ مِن الكلام، هدأت تِلك الأَفواه التي كانت تُحدثك عن إبداعك وَتميزك، ذهبت كل تلك الأيادي التي كانت تُربت عَليك، ما كنت تعلق عليه حياتك ذَهب، هل تتوقف، تقرر أن لا تكمل المسير، لا تعلن بدأ الرحلة من جديد حتى تجد من يحنو عليك ويسمعك من طرب الكلام.

قيمتنا في هذه الحياة يستجوب علينا أن لا نربطها بكلام الناس أو حتى بِأفعالهم لَنا، ننثر الخير وننشر عبق جَمالنا بين الناس دون أَن ننتظر مِنهم أَي شئ، نسير في الحياة وهمّنا الوحيد هو رضى الله سبحانه عنا وعن أعمالنا، وأن نترك طيّب الأثر وَحسن العَمل. وأعيدها مابين أحلامنا وطموحتنا وكلام الناس، يجب علينا أن نترك مساحة تفصلنا تمامًا عنهم.