بنفسج

أريد أن يكون ابني الأفضل.. عبارة قد تدمر ابنك

الأربعاء 17 مايو

إننا جميعا آباءً وأمهات نريد أن يتميز أبناؤنا ويتفوقون في كل مجال يخوضونه في حياتهم، وترانا ندفعهم بعباراتنا التشجيعية والتحفيزية ليتقدموا في طريق التميز والنجاح. كل هذا طبيعي ومطلوب، ولكن هناك مشكلة خرجت من هذا الباب، بل ولكثير من الأبناء، وجعلت الغيرة والسخط تلفان قلوبهم لفًا.

لا تقارن طفلك

إن تصنيف الطلاب في الصفوف بناء على العلامات المدرسية هو أساس في بناء عقليات ثابتة، خاصة عندما يمنح المعلم رضاه لطلابه وفقًا لتحصيلهم الدراسي، ونحن لا نستطيع أن نغير نظام العلامات.
 
 ولكن نستطيع أن نوسع تقديرنا ليشمل الجميع بناء على ذكائه المرتفع وبذل الجهد والمحاولة، فكلنا يعلم أن الإبداع والنجاح ونفع الناس في الحياة الواقعية ليس مرتبطًا بالتحصيل الدراسي، وكل مؤشر للنجاح عندما يعمل وفق ذكائه المرتفع.

إن كنت أما تدفعين ولدك للتميز ليكون هو الأحسن والأفضل ولا يسبقه أحد فأنت تؤذينه أذى كبيرًا في الدنيا والآخرة، وعليك أن تكوني أكثر وعيًا لدوافعك التي ستشكل دوافعه. كثير من الآباء – وللأسف من فئة المثقفين والملتزمين – يقومون بدفع أبنائهم للتميز بطرق تنبت الأمراض في قلوبهم وتجعلهم يكرهون الخير للآخرين فينتكس إيمانهم، لأن محبة الخير والتوفيق والتميز للناس هو أساس في نمو، الإيمان وبركة التوفيق.

لذلك تكسبهم عقلية ثابتة fixed وهي العقلية التي لن تبدع في حياتها، لأن معيار النجاح في نظرها هو ثناء الناس عليها وشعورها أنها الأفضل، وهي شخصية تتجنب التحدي لتتجنب الفشل، لتحافظ على نظرة الناس لها بأنها الأفضل، لديها عادة تفكير خاطئة بأنها يجب أن تكون الأفضل في كل شيء وإلا فإنها فاشلة، وبالتالي تتألم عند كل تميز تراه عند غيرها، فتفقد سعادة الرضا وحب الخير للناس وهي السعادة الحقيقية، لأن عقلية التفكير لديها مبنية على المقارنة السلبية، وليس على متعة التعلم الذاتي وطلب مرضاة الله.

إن تصنيف الطلاب في الصفوف بناء على العلامات المدرسية هو أساس في بناء عقليات ثابتة، خاصة عندما يمنح المعلم رضاه لطلابه وفقًا لتحصيلهم الدراسي، ونحن لا نستطيع أن نغير نظام العلامات، ولكن نستطيع أن نوسع تقديرنا ليشمل الجميع بناء على ذكائه المرتفع وبذل الجهد والمحاولة، فكلنا يعلم أن الإبداع والنجاح ونفع الناس في الحياة الواقعية ليس مرتبطًا بالتحصيل الدراسي، وكل مؤشر للنجاح عندما يعمل وفق ذكائه المرتفع.


اقرأ أيضًا: أطفال المساجد: عن التربية بين القباب والمآذن


كما أن صفاء القلب وحب الخير للناس هو أساس في نجاح الإنسان في الحياة المهنية والاجتماعية، لأن هذا الإنسان النقي هو الذي يكسب القلوب ويبني فرق العمل الناجحة. وإن 85 % من نجاح الإنسان في الحياة مرتبط بالذكاء العاطفي الذي يستند إلى تقدير الذات والصبر ونقاء المشاعر. إن تقديس العلامات المدرسية هو أكبر باب لإكساب أبنائنا عقليات ثابتة وجعلهم محدودي التفكير.

نفسية طفلك هي الأهم

يجب أن ندفع أبناءنا للتميز حبًا في العلم ونفع الناس بالخير، من دون أن يتخيلوا أنفسهم في مضمار سباق. وليكونوا قدوة في المجتمع يدفعون الآخرين للتميز مثلهم لينهض المجتمع وتنهض الأمة.
 
يجب أن نعلم ويعلم أبناؤنا أن ألوان التميز ليس لها حدود، وكلما رأيت أحدًا يتميز في لون يجب أن أفرح وأحبه وأحب له المزيد، لأني أحب له الخير ولأني سأتعلم منه ولأنه بتميزنا جميعًا تنهض أمتنا.

 أتمنى من كل أب وأم مراجعة أنفسهم: 1- هل أدفع أبنائي للنجاح من خلال مقارنتهم بغيرهم؟ إذا كنت أفعل ذلك فأبنائي لن تكون لديهم ثقة بالنفس وسيكتسبون عقليات ثابتة، وسأفتح باب قلبهم لاستقبال الأمراض القلبية مثل الغيرة والحسد والسخط وكره الخير للناس.

2- هل أدفع أبنائي للتميز من خلال أنني أريدهم الأفضل عن غيرهم؟ وسيسأل سائل، ومن منا لا يريد أن الأفضل؟ يكون أبناؤه هم الأفضل هنا، أي لا يسبقهم أحد في شيء، وبالتالي التألم عندما يتقدم عليهم أحد، هذا مرض.

يجب أن ندفع أبناءنا للتميز حبًا في العلم ونفع الناس بالخير، من دون أن يتخيلوا أنفسهم في مضمار سباق. وليكونوا قدوة في المجتمع يدفعون الآخرين للتميز مثلهم لينهض المجتمع وتنهض الأمة. يجب أن نعلم ويعلم أبناؤنا أن ألوان التميز ليس لها حدود، وكلما رأيت أحدًا يتميز في لون يجب أن أفرح وأحبه وأحب له المزيد، لأني أحب له الخير ولأني سأتعلم منه ولأنه بتميزنا جميعًا تنهض أمتنا.


اقرأ أيضًا: أنا أم سيئة...ولكن لماذا؟


كم أتألم عندما أشاهد كم أن هذا المرض ينتشر في مجتمعاتنا وفي جميع البيئات، المثقفة والجاهلة. المتدينة وغير المتدينة، الفنية والفقيرة، ثم نتساءل لماذا لا يوفق الله هذه المجتمعات؟ ولماذا نحن بهذا الذل العالمي؟ ولا أدري ما هي محدودية التفكير التي تحيط بالناس؟ وهل ستنهض أمتنا إلا بحب الخير والتميز لبعضنا. وأن نغرس حب التعلم والتعاون والتكامل في نفوس أبنائنا وطلابنا؟ إن الأمر يخرج من رحم وتفكير الأم، ومن وعي المعلم وسعة أفقه.