بنفسج

الاعتراف بالمشاعر.. نحو طفل ذكي "عاطفياً"

الأربعاء 15 مارس

 

الرفض الدائم والمستمر لمشاعر الأطفال في مواقف متعددة، يمكن أن يشوشهم ويسخطهم، كما يعلّمهم أن يتجاهلوا مشاعرهم ولا يثقوا بها. معظم الآباء يتصرفون وفق مبدأ "توحيد العواطف" حيال تعاملهم مع مشاعر أطفالهم، وينسون أنّ كلاً من الأب أو الأم أو الطفل أشخاص مستقلون، لهم مشاعرهم المختلفة، كلٌّ يعبر بما يشعر به حقاً.

 

يفسّر "تان سيجل" سبب تحكم الانفعالات العاطفية بأطفالنا، وذلك يعود لسيطرةّ الشق الأيمن من الدماغ الخاص بالمشاعر والعواطف والذكريات بشكل أكبر من الشق الأيسر المتعلّق بالمنطق والحسابات والتحليل وأخذ القرارات، خاصة في مراحل الطفولة. وهذا في حقيقته ما يجعل الأطفال يصابون بنوبات من البكاء والغضب، تجعلهم غير قادرين على التعبير عن عواطفهم والسيطرة عليها والتحكم بها.

 

من الضروري أن يقوم الوالدان بمساعدة الطفل وتعليمه على الربط بين جزأي الدماغ بشكل متوازن، حتى يتمكن من قيادة عواطفه بصورة أكثر استقراراً، لأنّ مطالبة الطفل باستخدام المنطق بـــ"وقف البكاء" ليست وسيلة فعالة لمساعدته وسط الحالة الانفعالية التي يمرّ بها والتي يمكن وصفها بــ "تسونامي عاطفية"[1]. بدلاً من ذلك، لا بد من تقديم التعاطف مع الطفل، والاعتراف بمشاعر الضيق والخوف والإحباط التي يمّر بها في طريقه لإدارة نوباته الانفعالية.

 

|  الإقرار بالمشاعر

 

بدل أن نمنع أطفالنا من الشعور بمشاعر ما، لا بد أن نربيهم ليكونوا بالغي الذكاء من الناحية العاطفية. علينا أن نشجعهم على التعرف على عواطفهم والتعبير عنها والتحكم فيها، من خلال فهم وتحديد مشاعرهم أثناء تواصلنا معهم كآباء وأمهات.

 

تشجيع الأطفال على التعرف على عواطفهم يسلط الضوء على المواقف الاجتماعية التي سيتصرفون حيالها مستقبلاً، خاصة عندما يواجه الطفل ظروفاً انتقالية؛ كالبدء بالذهاب للمدرسة وتكوين صداقات مع الآخرين.

 

بدل أن نمنع أطفالنا من الشعور بمشاعر ما، لا بد أن نربيهم ليكونوا بالغي الذكاء من الناحية العاطفية. علينا أن نشجعهم على التعرف على عواطفهم والتعبير عنها والتحكم فيها، من خلال فهم وتحديد مشاعرهم أثناء تواصلنا معهم كآباء وأمهات.

 

تشجيع الأطفال على التعرف على عواطفهم يسلط الضوء على المواقف الاجتماعية التي سيتصرفون حيالها مستقبلاً، خاصة عندما يواجه الطفل ظروفاً انتقالية؛ كالبدء بالذهاب للمدرسة وتكوين صداقات مع الآخرين. إن معاقبة الطفل فيما ما لو حاول التعبير عن مشاعره، سيحرمه من التعبير عمّا يشعر به، لذلك يجب محاورته وتعزيز الثقة بداخله.

 

معاقبة الأطفال سيمنعنا كآباء من معرفة سبب بعض المشاعر التي تجتاح أطفالنا؛ ونقيم حاجزاً بيننا وبينهم، بدلاً من محاورتهم وتقديم المساعدة لهم؛ من خلال تشجيعهم على الحديث وبناء الثقة لديهم، وبهذا نجنبهم الوصول إلى حالة من الكبت يصعب التخلص منها بسهولة.

 

 | قلة الخبرة

 

قلة خبرتنا في التعامل مع مشاعر أطفالنا، يمكنه تحريك المشاعر التي تقلل من شعورنا بالكفاءة كآباء، الأمر الذي يجعل الخلافات تنشب بيننا وبين أبنائنا، لأنَّ كلاً منهما يريد تنفيذ إرادته الخاصة، وفي النهاية يفوز الآباء بقولهم "لقد قلت ذلك ولن أغيّر رأيي".

 

وأظهرت دراسات عن الذكاء العاطفي، أن الأطفال الذين يتعرفون على عواطفهم أكثر قدرة على اعتماد استراتيجيات للقضاء على المحفزات المزعجة. الأطفال الأذكياء عاطفيا هم أكثر عرضة لمعرفة كيفية تجنّب الأحداث غير السارة، أو المشاركة في الأنشطة التي تساعدهم على تهدئة مشاعرهم. 


كما أنَّ قلة خبرتنا في التعامل مع مشاعر أطفالنا، يمكنه تحريك المشاعر التي تقلل من شعورنا بالكفاءة كآباء، الأمر الذي يجعل الخلافات تنشب بيننا وبين أبنائنا، لأنَّ كلاً منهما يريد تنفيذ إرادته الخاصة، وفي النهاية يفوز الآباء بقولهم "لقد قلت ذلك ولن أغيّر رأيي".

 

أشارت دراسات، أن الأطفال الذين يدركون مشاعرهم ويعرفون كيفية التعبير عنها بطريقة مقبولة اجتماعيا، أداؤهم أفضل في المدرسة، كما أنّ لديهم علاقات اجتماعية أفضل، وهم أكثر سيطرة على ما يحدث لهم، وأقل عرضة لمشاكل السلوك. كما وأظهرت دراسات عن الذكاء العاطفي، أن الأطفال الذين يتعرفون على عواطفهم أكثر قدرة على اعتماد استراتيجيات للقضاء على المحفزات المزعجة.

 

الأطفال الأذكياء عاطفيا هم أكثر عرضة لمعرفة كيفية تجنّب الأحداث غير السارة، أو المشاركة في الأنشطة التي تساعدهم على تهدئة مشاعرهم. كما أن الأطفال الأذكياء عاطفيا أكثر استعداداً للذهاب للمدرسة، وأكثر سعادة من الأطفال غير القادرين على إدارة عواطفهم.

 

| الإصغاء 

 

يعتبر الإصغاء للأطفال أثناء حديثهم إحدى الطرق التي تساعد على فهم مشاعرهم، بشرط أن يكون بانتباه كامل، أي ليس على الأم والأب أن يشاهدا التلفاز والطفل يشكو إليهما.
 
لا يجب على الآباء توجيه اللوم والنصائح لأطفالهم أو طرح الأسئلة ومحاولة استجوابهم، فالطفل حينها يكون غير قادر على التفكير، ومنزعج من الضغوط حوله.

 

يعتبر الإصغاء للأطفال أثناء حديثهم إحدى الطرق التي تساعد على فهم مشاعرهم، بشرط أن يكون بانتباه كامل، أي ليس على الأم والأب أن يشاهدا التلفاز والطفل يشكو إليهما. سيكون من السهل على الطفل أن يتكلم عن مشكلته لأهله عندما يعطونه آذانًا صاغية، فكل ما يريده في حقيقة الأمر "صمتاً متعاطفا"، فلا يعنيه أن يحصل على إجابة. مع ضرورة الحرص على تجنب إعطاء الطفل حلولاً، لأن ذلك لن يساعده في تعلم مهارة حل مشاكله في المستقبل. كما يعد إظهار الإعتراف بمشاعر الأطفال مع كلمات مناسبة مثل: نعم، حسنًا، لقد فهمت؛ وسيلة أخرى لفهم مشاعرهم.

 

لا يجب على الآباء توجيه اللوم والنصائح لأطفالهم أو طرح الأسئلة ومحاولة استجوابهم، فالطفل حينها يكون غير قادر على التفكير، ومنزعج من الضغوط حوله. كذلك، من المهم إعطاء الأهل أسماء لمشاعر أطفالهم، كأن نقول مثلاً: لا بد أن ذلك كان محبطًا أو محزناً لك.

 

 | تفهم مشاعره

 

كما أنّ منح الطفل ما يجنح إليه خياله من أمنيات يساعد في التقريب بينه وبين والديه، فمجرّد مشاهدة الطفل رغبة والديه بفهمه وتفهم مشاعره ومساعدته على التحدث وتحقيق ما يشعر به حتى لو بالخيال، سيتسبب براحة وسعادة كبيرتين للطفل.
 
الطفل: أريد كعكة الفراولة، فتجيب الأم لا يوجد عندنا في البيت، يا ليتني لو أملك عصا سحرية لأحضر لك كعكة كبيرة.

 

كما أنّ منح الطفل ما يجنح إليه خياله من أمنيات يساعد في التقريب بينه وبين والديه، فمجرد مشاهدة الطفل رغبة والديه بفهمه وتفهم مشاعره ومساعدته على التحدث وتحقيق ما يشعر به حتى لو بالخيال، سيتسبب براحة وسعادة كبيرتين للطفل. الطفل: أريد كعكة الفراولة، فتجيب الأم لا يوجد عندنا في البيت، يا ليتني لو أملك عصا سحرية لأحضر لك كعكة كبيرة.

 

 

| السيطرة على المشاعر 

 

الخطوة الأولى في تعليم الأطفال للتعرف على مشاعرهم هو تعليمهم عن تلك المشاعر من خلال "تسميتها"، حيث يرى باحثون أنه يمكن تعليم الطفل عن العواطف منذ وقت مبكر أي في سن الثالثة من العمر.
 
عندما نقوم بوضع مشاعر أطفالنا في كلمات مثل: "يبدو أنك حزين"، "أنا أعلم أنك مستاء". نحن لا نعلمهم فقط تحديد مشاعرهم، بل نساعدهم على وضع مشاعرهم في جمل.


"عندما نعلّم الأطفال تحديد وإدارة عواطفهم نعطيهم أدوات هامة للتنقل في الحياة. كما نعلّمهم طرقا فعالة للتسامح مع الحالات التي لا يمكن تغييرها" [1]

 

الخطوة الأولى في تعليم الأطفال للتعرف على مشاعرهم هو تعليمهم عن تلك المشاعر من خلال "تسميتها"، حيث يرى باحثون في الذكاء العاطفي، أنه يمكن تعليم الطفل عن العواطف منذ وقت مبكر أي في سن الثالثة من العمر. عندما نقوم بوضع مشاعر أطفالنا في كلمات مثل: "يبدو أنك حزين"، "أنا أعلم أنك مستاء". نحن لا نعلمهم فقط تحديد مشاعرهم، بل نساعدهم على وضع مشاعرهم في جمل وكلمات.

 

 | القراءة

 

 
كما تعد قراءة "الكتب" وسيلة فعّالة؛ فمن خلال قراءة القصص التي تساعد الطفل على تعلم اللغة الصحيحة لتحديد مشاعره وفهمها بشكل مناسب. كذلك الحال بالنسبة للفنون والرسم، فبهما نساعد الطفل على وضع كل ما يشعر ويفكر به على الورق.
 
ومن أهم الوسائل التي تمكن الطفل من السيطرة والتحكم بمشاعره، التذكير الدائم أنه ليس من المقبول أن يؤذي الآخرين عند شعوره بالحزن أو الغضب، حيث يجب توضيح المقبول من غير المقبول بصورة مبسطة ودائمة. ومن المفيد تعليم الطفل أن يطلب المساعدة عندما لا يشعر أنه قادر على حل مشكلة ما.

 

كما تعد قراءة "الكتب" وسيلة فعّالة؛ فمن خلال قراءة القصص التي تساعد الطفل على تعلم اللغة الصحيحة لتحديد مشاعره وفهمها بشكل مناسب. كذلك الحال بالنسبة للفنون والرسم، فبهما نساعد الطفل على وضع كل ما يشعر ويفكر به على الورق. من المهم أن نشرح لأطفالنا أن عواطفنا تبدو مثل أمواج البحر؛ ترتفع وتنخفض، فليس بالضرورة أن نشعر بالسعادة طوال الوقت، كما لا يجب نشعر بالحزن في كل وقت.

 

من أهم الوسائل التي تمكن الطفل من السيطرة والتحكم بمشاعره، التذكير الدائم أنه ليس من المقبول أن يؤذي الآخرين عند شعوره بالحزن أو الغضب، حيث يجب توضيح المقبول من غير المقبول بصورة مبسطة ودائمة. ومن المفيد تعليم الطفل أن يطلب المساعدة عندما لا يشعر أنه قادر على حل مشكلة ما، وبهذا يتعلم السيطرة على مشاعره؛ من خلال إيجاد الحلول للمشاكل المتعلقة بالمواقف الاجتماعية.

وأخيراً، من المهم أن نكون كآباء وأمهات نموذجاً للإدارة الذاتية العاطفية؛ وذلك بمقاومة "نوبات الغضب" الخاصة بنا، حيث إنّ أطفالنا مرآة لنا، يراقبوننا باستمرار، ومن خلالنا يتعلمون تنظيم عواطفهم وإدارتها.

 

[1] Tips for Helping Kids Handle Their Emotions. Lisa Firestone Ph.D.

[2]Artical: Why and How to Talk to Kids About Emotions