بنفسج

طفلي "مشروعي" الأهم : استقرار طفلك النفسي ونموه السليم لا يقدر بثمن

الإثنين 15 يونيو

عندما تصبحون أمًا وأبًا، يحتل هذا الكائن الصغير الجديد مكان كل شيء هام في حياتكما، ماذا سيأكل وماذا سيشرب، ما الذي يضحكه وما الذي يبكيه. ولكن أبرز ما يقع في تفكيركما هو مستقبل هذا الصغير، كيف يمكن أن نعطيه ونحميه ونستثمر الوقت والجهد والحب فيه ليثمر طفلًا بصحة جيدة وعقلية جيدة ونفسية جيدة؟

فلننظر إلى الأطفال بوصفهم وعاءً غاليًا وثمينًا، تودون الحفاظ عليه من كل المخاطر، وتملأونه بكل ما هو جميل وطيب، يشير مؤلف كتاب "التربية بالحب والمنطق Parenting with love and logic" أن الأطفال يتّشربون من أهلهم المشاعر والأفكار، وأنهم خلال مسيرة حياتهم يطورون شخصياتهم من خلال انعكاس الأهل عليه وبهم. إذ إن كل ما تفعلونه سيعود عليهم على شكل ميزات أو عيوب. وهنا، ندرج مجموعة خطوات هامة، يمكن اتباعها مع طفلكم الحبيب لتهيئته للمستقبل بشكل سليم.

 | امدح إيجابياته

أشعره بالرضا عن ميزاته، فالطفل الذي ينشأ على التحفيز الإيجابي منذ الصغر، يتكون لديه حافز قوي لتكرار سلوكه الجيد، لذلك، من المهم تقدير ومكافأة سلوك طفلك عند قيامه بعمل جيد، لأن ذلك يعزز ثقته بنفسه ويشعره باهتمامك، ويعزز مفهوم السلوك الحسن لديه. ومن الجيد للأطفال سماع كلمات الرضا والقبول من ذويهم خاصة خلال مرحلة البلوغ.

 | الحب إكسير الحياة

إن احتضانك لطفلك وعناقه وتقبيله يمحنه الشعور بالحب والترابط والأمان، وإظهار مشاعر الحب والمودة للأطفال يجعلهم أكثر سعادة واستقرارًا عاطفيًا، ويخلصهم من الإجهاد والتوتر. وبيّنت الدراسات أن الأطفال الذين يحتضنهم آباؤهم ويعبرون لهم عن المحبة يتمتعون بـ"حُصَين" أكبر من غيرهم- وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة وقدرات التعلم والاستجابة للتوتر، لذا، فإن إظهار مشاعر الحب والمودّة للأطفال سيشعرهم بالراحة في التعبير عن عواطفهم ومواجهة تحديّاتهم المستقبلية.

 | أنا أحبك كما أنت 

في سعينا لتكوين شخصية أولادنا بأفضل شكل ممكن، قد ينشأ لدى الأطفال خوف ونفور من الانتقادات، عليكم أن تنتبهوا أن يفهم طفلكم أنكم عندما تنقدون تصرفه فأنتم تنتقدون التصرف الخاطئ وتكرهون آثاره السلبية ولا تكرهون الطفل نفسه، كرروا على مسامع طفلكم، أنا أحبك كما أنت وأحب أن تكون أفضل.

 | كونوا آباء وأمهات "منخرطين"

قد تبدو لك رسمه وقليل من "الخرابيش" ولكنها في حقيقة الأمر أكثر من ذلك بكثير! اهتمامك بأعمال طفلك الفنية ورسوماته من خلال تعليقها والحرص عليها، يمنحه الثقة بنفسه ويُشعره بقيمة جهده وإنجازه. لا تخشوا الانتقادات والنظرات عندما تنخرطون بكل محبة مع طفلكم، استخدموا التكنولوجيا الحديثة في شيء إيجابي، وصوروا أعماله الفنية وارسلوها للجدات والأقارب مثلًا، من يحب طفلكم سيحب بالتأكيد رؤية "خربوشاته" الطفولية.

 | الوقت صديقكما الطيب

في الآونة الأخيرة ومع التطور التكنولوجي، والانغماس في تفاصيل الحياة، أصبح من الأصعب أن نتواصل مع أطفالنا الأحباء بشكل كافي، ومع تفهمنا لضغوطات الحياة والعمل، إلا أن ضرورة تخصيص وقت كاف للتواصل مع أبناءك توازي أهمية توفير الخبز لهم! الوقت الذي تقضيه مع طفلك يسهم في تعميق العلاقة بينكما، وهذا له أثر جيد عليكما.

 |  وسّعوا الدائرة المشتركة فيما بينكم

تعودوا على قضاء الأنشطة وبعض التفاصيل بشكل مشترك سويًا، ستنكشف أنت بشكل أفضل لطفلك، ويدرك ماذا تحب وكيف تفكر وانت ستدرك ذات الشيء، وتنشأ إلى جانب علاقة الأبوة والأمومة علاقة صداقة جميلة تثمر في حياتكم نتائج إيجابية ومبهرة! اصطحب طفلك للصلاة في المسجد مثلًا، أو للتسوق لحاجيات المنزل، أو لزيارة صديق لك أو حتى لقضاء وقت لطيف في مقهى، أو السينما أو حتى لرحلة صغيرة في السيارة.

| احم طفلك
 
نعيش في مجتمع لا يتمتع كافة أفراده بالوعي الكافي لمراعاة الأطفال ونفسياتهم، ولا شك أنكم كوالدين تحاولون حماية طفلكم من الأذى الجسدي قدر الامكان، ولكن من الضروري الاهتمام بالضرر النفسي كذلك، قربكم من طفلكم يجنبكم الكثير من المشاكل وبناء مسافة من الثقة يعود على عائلتكم بالفائدة.

| عندما يحب طفلك نفسه .. سيشرق!

للأسف، في بعض الأحيان يضعنا المجتمع -كبارًا وصغارًا- تحت مقصلة الأحكام الجسدية، أسمر وأبيض، نحيف وسمين، طويل وقصير، عيون ملونة وعيون عادية، من الصفات التي لا تنتهي، والتي وللأسف نجدها تعكس نفسها على أطفالنا ولو بشكل غير واعٍ. لا تسمح لأي أحد – حتى نفسك أنت- أن تسيء لمظهر طفلك، ولتعلم أن الجرح الناجم عن الاستهزاء بمظهره أو السماح لأي أحد بأن يهزأ من مظهر طفلك له آثار مدمرة حتى وإن لم تظهر في ذات اللحظة. من الضروري جدًا أن يتعلم طفلك حب نفسه، وليس هناك أفضل من أن تطبق هذا الدرس عمليًا على نفسك، أحب نفسك حتى يتعلم طفلك حب نفسه

 | القيم واحدة

اجعلوا للقيم مساحة هامّة في حياتكم، الصدق والإخلاص، والتفاني، حب الله سبحانه وتعالى وحب الوطن، المشاركة والتفاعل، وغيرها من مكارم الأخلاق والقيم التي جاء رسولنا صلى الله عليه وسلم ليتممها ويبارك في حميدها، إن القيم الطيبة تجعل نفسية طفلكم مستقرة، محبة للخير، ومستعدة للتطور والنمو والازدهار.

 |  البر لا يفنى ولا يُستحدث

عندما يرى طفلكم مقدار محبتكم وبركم لأمهاتكم وآباءكم سيعتاد البر كنمط حياة، وإن سنة الله تعالى في كونه أن الخير لا يفنى وأن التجربة أمام أطفالكم هي خير معلم.