أشارت دراسة أجرتها جامعة ملبورن في أستراليا أن الأطفال الذين يقرأ لهم البالغون؛ آبائهم أو أمهاتهم أو أجدادهم، أظهروا مخزونا لغويًا واسعًا بالنسبة لأقرانهم؛ علاوة على أن ذات الأطفال أظهروا مقدرة لغوية أفضل بثلاث مرات، وقدرة على التعبير والخيال والمحادثة. وإضافة إلى ذلك، فقد أشارت الدراسة ذاتها أن الأطفال الذين يعتادون القراءة كفعل أساسي من حياتهم تقل لديهم اعراض التأتاة والتوتر ولديهم ميول أكبر للعب الجماعي والمشاركة مع الأطفال الآخرين.

نعلم جميعًا أن القراءة أمر مهم جدًا لأطفالنا؛ فالأطفال الصغار - دون سن الدراسة- الذين نقرأ لهم كل يوم، يكتسبون مزايا وقدرات عديدة. لا تقتصر أهمية القراءة على تعزيز المفردات اللغوية لدى الطفل، ومساعدته في كيفية القراءة والكتابة وحسب، بل تمكّنه أيضًا -خاصة القراءة بصوت عالٍ- من فهم مختلف الموضوعات عن العالم والحياة اليومية وتنمية خياله، وإخراج أفكاره من محيط حياته المألوف إلى عوالم أخرى. ولا يمكن غرس أهمية القراءة عند الأطفال الصغار إلا بجعلها ذات أولوية قصوى في حياتنا وحياتهم. في هذا المقال، سنسلط الضوء على أهمية القراءة لأطفالنا، تتلخص في الآتي:

| أولاً:  القراءة طريق للنجاح

حقيقة وليست شعارًا، كلما قرأت لأطفالك أكثر، زاد اكتسابهم للمعرفة في جميع جوانب الحياة. هناك العديد من الدراسات التي تُظهر أن القراءة للأطفال الصغار، تمنحهم الأفضلية وتساعد في إعدادهم للمدرسة في وقت لاحق. كما أن القراءة لأطفالك تكسبهم المهارات اللازمة لاحقًا، عندما يستطيعون القراءة بأنفسهم.

من المهم أن يتعلم الأطفال أهم مهارات القراءة المسبقة من حيث متابعة الكلمات الموجودة في الكتاب، أو القصة، والقدرة على قلب الصفحات، التي تفيد الأطفال وتساعدهم على أن يصبحوا قارئين أفضل في وقت لاحق. إن الأطفال الذين يستمتعون بالقراءة يحصدون أفضل النتائج، ليس فقط من ناحية اللغة والموضوعات الأدبية، بل في جميع الموضوعات.

| ثانيا: هيا نغيّر العالم بالكلمات

 عندما تتحدث مع أطفالك يوميًا، فإن المفردات التي تستخدمها غالبًا ما تكون محدودة ومتكررة، وهنا، فإن قراءة الكتب تضمن لأطفالك اكتساب مفردات من مواضيع مختلفة؛ ذلك أنهم يسمعون كلمات وعبارات لا يسمعونها عادة في حياتهم اليومية.

 

وكلما زاد عدد الكلمات التي يعرفونها، زادت مهارتهم اللغوية وكان ذلك أفضل لهم. كذلك بالنسبة للأطفال الذين يتحدثون بأكثر من لغة، تُعد القراءة طريقة سهلة لتنمية مهاراتهم اللغوية، وتطوير طلاقتهم.

| ثالثًا: رياضة دماغية

تؤثر القراءة على نشاط الدماغ عند طفلك، وقد تعطيه الدعم لتعزيز مهارات القراءة المبكرة. تُظهر الأبحاث أن مناطق معينة من الدماغ تتأثر إيجابيًا عندما يكون لدى الأطفال عادة القراءة في المنزل، في سن مبكرة. وتعد هذه المناطق ذات أهمية كبيرة لتطوير لغة الطفل.

| رابعًا: تعزيز التركيز

قد تظن أن القراءة غير مجدية لطفل صغير يريد أن يقلب الصفحات باستمرار، أو يبدل بين الكتب، أو يرميها كليًا، كلا! فالقراءة لطفلك الصغير مهمة للغاية في هذا العصر مع مراعاة مراحله العمرية المختلفة. فعندما تقرأ له باستمرار يوميًا، سيتعلم طفلك التركيز والجلوس لفترات أطول من الوقت، وهذا يساعده لاحقًا عندما يذهب إلى المدرسة.

| خامسًا: أهلا بكم في عالم الأسئلة التي لا تنتهي!

أن يستمر طفلك بالتساؤل فهذا أمر رائع، القراءة لأطفالك تفتح بابًا واسعًا للأسئلة لديهم حول الكتب والمعلومات التي تحتويها.

وقد تمنحك فرصة للتحدث عن مواضيع كثيرة، واستخدامها كتجربة تعليمية. ومن الممكن أن تطور اهتمامًا بمختلف الثقافات واللغات. حقًا، لا يوجد شيء أفضل من رؤية طفل يحب أن يتعلم.

| سادسًا: تحدى الملل

إن تزويد طفلك بمجموعة من الكتب ذات مواضيع مختلفة، أو تزويده بكتب ذات لغات مختلفة، خاصة للأطفال ثنائيي اللغة، يكسبهم معلومات كثيرة. هناك كتب تثقيفية مهمة بمواضيع مختلفة عن الحيوانات، والأماكن مثلًا. وهناك أيضًا كتب مختلفة تعلم الأطفال مهارات حياتية مهمة، مثل: المشاركة، والتعاون، والتصرف بلطف.

| سابعا: المتعة ليست في الإلكترونيات فقط

مع التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه اليوم، يحظى التلفزيون وألعاب الفيديو، والهواتف الذكية، والتطبيقات الأخرى، بشعبية كبيرة عند الأطفال. ومع ذلك، فإن قراءة كتاب جيد يستمتع به طفلك قد يكون أمرًا مسليًا أيضا. على الرغم من كل التأثيرات السلبية لوسائل التكنولوجيا الحديثة، فإن قراءة طفلك لكتاب ممتع أو قراءته معًا، أو السماح له بتقليب الصفحات فقط، يعد خيارًا أفضل.

واحدة من الفوائد الرئيسية التي تبرز أهمية القراءة عند الأطفال الصغار، هي أنهم يفضلون قراءة كتاب للمتعة على القيام بنشاط آخر عندما يشعرون بالملل.

| ثامنا: لا حدود للخيال

من الفوائد العظيمة للقراءة مع الأطفال مراقبة خيالهم المتنامي. فعندما نشاركهم في قراءة قصة ما، نستطيع تخيل ما تقوم به الشخصيات، ونقلد أصواتًا مختلفة، ونستطيع تخيل المشاهد كأنها حقيقة.

إن رؤية الإثارة والحماس في عيون طفلك عندما يريد معرفة الأحداث في الصفحة التالية، أو جعله يخمن ما سيحدث، يعد من أجمل الأشياء التي يمكن تجربتها

| تاسعا: طفل يشعر بما ومن حوله

عندما يستطيع طفلك أن يتخيل نفسه في القصة، فإنه يساعد على تطوير شعوره بالتعاطف والإحساس. فمن خلال قراءة القصة؛ يتعرف الطفل على الشخصيات، ويشعر بما يشعرون به. ومن ذلك يبدأ الطفل في فهم العواطف والارتباط بها.

| عاشرا: طفلي كنزي الأثير

لا يوجد شيء أفضل من أن تمسك بطفلك وتقرأ له كتابًا أو قصة ما قبل النوم. إن قضاء وقت مع بعضكما البعض في القراءة أو الحديث؛ يمكن أن يقربك لطفلك أكثر. بالنسبة للآباء الذين يعملون، والذين لديهم مشاغل كثيرة، فإن الاسترخاء مع طفلكم والاستمتاع أثناء القراءة، يعد وسيلة رائعة للانسجام، وخلق روابط قوية بينكم.