بنفسج

فخورة بكوني أم ...

الأربعاء 17 يونيو

مادة مترجمة لموقع بنفسج
مادة مترجمة لموقع بنفسج

في الأسبوع الماضي، حضرت مؤتمراً يعتبر واحدًا من أهم الأحداث للأشخاص الذين يعملون في نفس مجال عملي. وقد حضرت مأدبة عشاء ضمّت حوالي 30 امرأة من جميع أنحاء العالم. أثناء العشاء، ُطلب من الجميع الوقوف وتقديم أنفسهن، جلست واستمعت إلى نساء رائعات يتكلمن عن إنجازاتهن المهنية، منهن من هي منسقة لحفلات عروض أزياء، وأخرى مصورة ملابس لشركة عالمية، وثالثة مسؤولة تنفيذية في نيويورك... وقائمة تطول لنساء ذوات مؤهلات، كل واحدة منهن تبدو مكانتها مرموقة أكثر من الأخرى .

بينما كانت النساء تتكلم عن أنفسهن، بدأت أشعر بأنّ ثقتي بنفسي تهتزّ، ماذا سأقول عندما يحين دوري لأقدم نفسي أمامهنّ ؟ بدأت في داخلي أحمس نفسي وأشجعها، وأستحضر في رأسي كل ما لا يجب عليّ ذكره قطعا أمامهن: لا تذكري القرية الصغيرة التي عشت فيها كامل حياتك، مع سكانها الأوفياء الرائعين، لا تخبريهنّ بأن أعظم مهاراتك هي تغيير "حفاضات أطفالك"، جزّ العشب، غسل الأطباق، وتقبيل " الواوا" لولدك الصغير، لا تأت على ذكر زوجك إطلاقاً؛ لأنك ستبدين أقوى إذا كنت بدون رجل تعتمدين عليه. لا تقولي كم أنت فخورة بأنه يعمل بجدّ في سبيل عائلته، وكيف تحبّان وتدعمان بعضكما البعض، لا تتحدثي عن إيمانك لأن ذلك سيظهرك كالبسطاء، ومهما يكن، لا تذكري أطفالك، لا تجعلي أحداهن تعتقد بأنك "مجرد أم".

و عندما جاء دوري، وقفت مرتجفة، مدركة أنني قد أندم طوال حياتي على ما سيخرج من فمي، "أنا ناتالي، صاحبة مدونة الأم المبدعة The Creative Mom ولكنني لست مجرّد أم..."، حاولت قول أشياء عن نفسي لا تظهرني "منزلية" كثيراً. مقدمة حديثي كانت كارثية على أقل تقدير، وكل شيء قلته لم يكن بعيداً عن حقيقتي. انقضت الأمسية وأنا أتحدث مع نساء يفقنني إنجازاً ومهارة وكفاءة، وكان همي طوال الوقت أن أثبت لهنّ (ولنفسي) بأنني "لست مجرد أم".

عندما خلدت إلى فراشي ليلاً، خجلت من نفسي، لا أستطيع تصديق أنني حاولت إخفاء أهم جزء في حياتي، وليس الجزء الذي يأخذ معظم جهدي ووقتي فقط، بل أكثر جزء أفتخر به في حياتي.. أولادي!

 | أنا فقط أم

"أنا ناتالي، صاحبة مدونة الأم المبدعة The Creative Mom ولكنني لست مجرّد أم..."، حاولت قول أشياء عن نفسي لا تظهرني "منزلية" كثيراً. انقضت الأمسية وأنا أتحدث مع نساء يفقنني إنجازاً، وكان همي طوال الوقت أن أثبت لهنّ (ولنفسي) بأنني "لست مجرد أم".
 
 خجلت من نفسي بعدها، لا أستطيع تصديق أنني حاولت إخفاء أهم جزء في حياتي، وليس الجزء الذي يأخذ معظم جهدي ووقتي فقط، بل أكثر جزء أفتخر به في حياتي.. أولادي!"

سمعت أنه قد قيل من قبل: "أنبل رسالة في العالم، هي الأمومة"، لكن في بعض الأحيان لا يبدو الأمر كذلك، على الرغم من أن جميعنا نحترم أمهاتنا ونقدّرهن، إلّا أن بعض النساء لا يردن تقبّل نفس الدّور في حياتهنّ الشخصية، ويقللن من شأن النساء اللواتي يكرسن حياتهن لأجل عائلاتهن فقط. كأمهات في مجتمعنا، جعلنا شعور الأمومة -وأن تكونين مجرد أم- شعورا سيئا، ولكن الحصول على مهنة متميزة على حساب أحبابنا أصبح مشجعا وأمراً يُحتفى به. لماذا أصبحت إنجازاتنا المهنية تبدو مبهرة ورائعة عندما نقلل من شأن إنجازاتنا المنزلية؟

تمنيت عندها لو أن كل أم استطاعت أن تكون أشجع مما كنتُ في تلك الأمسية، لتقف وتقول: "أنا فقط أم!"، ويصفق لها العالم على شجاعتها وتضحياتها في سبيل تحقيق متطلبات الأمومة في كل صباح. أن تكونين "أما فقط" هو أمر صعب، ولا يجب على امرأة - أو رجلا- أن تشعر بأنها أقل نجاحا أو إنجازا أو أهمية لأنها تختار عائلتها كأولوية.

 
تمنيت عندها لو أن كل أم استطاعت أن تكون أشجع مما كنتُ في تلك الأمسية، لتقف وتقول: "أنا فقط أم!"، ويصفق لها العالم على شجاعتها وتضحياتها في سبيل تحقيق متطلبات الأمومة في كل صباح.
 
أن تكونين "أما فقط" هو أمر صعب، ولا يجب على امرأة - أو رجلا- أن تشعر بأنها أقل نجاحا أو إنجازا أو أهمية لأنها تختار عائلتها كأولوية.
يجب أن نشعر بأن كوننا أمهات -خاصة أن نكون أمهات طول الوقت- هو أمر مشرف! إنه أهم عمل من الممكن أن نقوم به. عندما يفشل الكل في هذا العالم ولا يجد أطفالنا ملجأ، نكون نحن هناك لأجلهم، سيكونون دائما قادرين على الاعتماد على أمهاتهم، وسيدركون أننا اخترناهم، وفضلناهم على اجتماعاتنا وغداءات أعمالنا ورغباتنا.
هو عمل صعب! ثقي بي! أعلم ذلك، لكننا لن نندم على الوقت الإضافي الذي نقضيه مع عائلاتنا. آمل أننا نستطيع أن نفخر بكوننا أمهات، لأنني أعلم أننا في عيون أطفالنا شيء كبير، بالنسبة لهم نحن كثير.. أكثر بكثير من "مجرد أم".

لذلك سأمتلك الجرأة! سأكون تلك المرأة التي تفخر بعملها كأم، ومدبرة منزل. وفي المرة المقبلة التي أحصل فيها على فرصة لتقديم نفسي، سأقف وأقول:" أنا ناتالي، وأنا أم فقط"، واحزر ماذا أيضاً؟ أنا فخورة جدا بذلك.