بنفسج

متلازمة العريس المغترب

الثلاثاء 13 يونيو

توقفت اليوم عند بعض الأفكار التي ناقشتُها مع صديقة لي تكرر رفضها للكثير من الشبان المتقدمين للزواج منها، مع العلم أنهم من أفاضل الشباب خُلُقًا وعلمًا، ولكن لا يحقق أيًا منهم مواصفات العريس المثالي الذي تبحث عنه، والذي تبين لي بعد حوار طويل معها أنها تفضّل أن يكون مغتربًا يعمل ويسكن خارج الوطن. بدا الأمر مفاجئًا لي في بداية الأمر، لكن لم يطل استغرابي، لأنني قابلت قبلها الكثير من الفتيات اللواتي ينظرن إلى الزوج المستقبلي بنفس النظرة ويتطلعن إلى الزواج على أنه بِساط علاء الدين الذي سيحملهن خارج ضيق الأوطان إلى رحاب الغربة ورفاهية العالم المتقدم.

توقفت اليوم عند بعض الأفكار التي ناقشتُها مع صديقة لي تكرر رفضها للكثير من الشبان المتقدمين للزواج منها، مع العلم أنهم من أفاضل الشباب خُلُقًا وعلمًا، ولكن لا يحقق أيًا منهم مواصفات العريس المثالي الذي تبحث عنه، والذي تبين لي بعد حوار طويل معها أنها تفضّل أن يكون مغتربًا يعمل ويسكن خارج الوطن. بدا الأمر مفاجئًا لي في بداية الأمر، لكن لم يطل استغرابي، لأنني قابلت قبلها الكثير من الفتيات اللواتي ينظرن إلى الزوج المستقبلي بنفس النظرة ويتطلعن إلى الزواج على أنه بِساط علاء الدين الذي سيحملهن خارج ضيق الأوطان إلى رحاب الغربة ورفاهية العالم المتقدم.

يبدو التفكير مقبولًا في ظاهره، إلا أنني أراه تراجعًا حضاريًا كبيرًا يَمسّ حرمة الزواج وقدسيته ويعتدي على مفهوم الأسرة العربية الذي عهدناه متماسكًا وراسخًا، ويَمسّ الفطرة الطيّبة التي خُلق الزواج لأجلها وهي الألفة والمودة والرحمة بين الشريكين. إلا أنني، وإنصافًا لهذا الأمر، أرى أن تفكير الفتيات بالنسبة للعريس المغترب ينقسم إلى فئتين فيما يخص وجهات النظر والتطلعات الكامنة خلف هذه النظرة للزواج وللزوج بحد ذاته.

الفئة الأولى لديها الكثير من القصص والتجارب والمقارنات التي تجعل الزواج من شاب يسكن وطنه أكثر صعوبة ً وتحديًا، نظرًا لتدخل الأهل والأقارب في حياة الزوجين وفرض النظام الاجتماعي الخاص بكل من عائلة الزوج والزوجة على الشريكين الجديدين، مما يقلل من فرصة فهم كل منهما للآخر أو تقبله كما هو. وإنما يبدو الزواج المحلي نمطًا مجربًا مسبقًا نظرًا لوجود العادات والتقاليد التي قد تحجّم فرص التغيير أو التجديد في الحياة الزوجية الجديدة.

أما الفئة الثانية من الفتيات فتنظر للزواج على أنه بطاقة اليانصيب الرابحة التي يجب أن تحقق بها الزوجة أعلى قدر من السعادة والرفاهية والراحة، فالعريس الذي يعمل ويسكن في إحدى الدول الأوروبية أو الأمريكية فهو عريس "مَكسَب"، سيوفر لزوجته جميع مظاهر الترف والغنى والسفر، وسيجعل منها أميرة مدللة وضيفة شرف دائمة تحلّ على أهلها ووطنها، حيث تغار منها الصديقات وتحسدها الفتيات لحياتها المخملية مع العريس المغترب الذي وبفضله أصبحت في طبقة اجتماعية أرقى ومستوى عائلي أكثر احترامًا.

وبين تطلعات الفئة الأولى وخيالات الفئة الثانية يضيع جوهر الزواج الذي هو أولى خطوات بناء الأسرة، وإنشاء جيل صحي من الأبناء والبنات. إن رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، اشترط في قبول الزواج صفةً واحدةً لدى الشباب (إذا جاءَكُم من ترضون دينه وخُلُقَه فزوّجوه، إلّا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض). واشترط في النساء ما ورد في حديثه، عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك).

 

➖️باقي المقال، من هنا.