بنفسج

كيف تغيرنا القراءة؟

الثلاثاء 13 يونيو

لكل إنسان طريقته في تحصيل ثقافته، وقد كثرت أساليب التحصيل، فمن الخطأ أن نَحجُر على الناس ونجبرهم على القراءة فحسب كوسيلة للتثقف والارتقاء بالذهن، والكتب الصوتية والمحاضرات الصوتية والبودكاست الذي يبحث قضايا مجتمعية وثقافية، خيرُ دليل على أنه قد كانت هناك حاجة لهذا النوع من إيصال الأفكار، فربما كنا نفقد شريحة واسعة ممن يودون الارتقاء بعقولهم عندما نصر على أن مثل هذه الوظائف المعرفية والعقلية العليا لا تُؤتى إلا بالقراءة، وذاك حسب رأيي الحالي غير صحيح، بل ومجحف في حق من لا يتناغم مع القراءة.

إن كنتِ من معشرِ القرّاء فمقالي موجَه إليك، كثيرًا ما نقول _نحن القرّاء_ بأن القراءة أنقذت حياتنا، فنهتمّ بدعوة معارفنا إليها، ومن هنا سأنطلق إلى أول أسئلتي: هل القراءة للجميع فعلًا؟ تختلف الآراء، فهل القراءة هواية أم ضرورة؟ هل ميل الإنسان للقراءة أو عدم ميله يُؤخذ بعين الاعتبار أم أنه يجب أن يقرأ سواء رغب أم لم يرغب؟ هل القراءة إجبارية؟

هناك حَدّ أدنى من القراءة يُفضَل أن يُحرِزه الجميع، وأعني بالحدّ الأدنى أن يحقّق كل فرد قدرًا معقولًا من القراءة في مجاله على الأقل، وكذلك في المجالات العامة حتى إن لم يملك النية للاستمرار في القراءة دائمًا. مقدرة الإنسان على التعامل مع النص المكتوب وتحليله والبحث عن المصادر والمعلومة المقروءة، يُحدِث فارقًا يختلف عن أي فارقٍ آخر تُحدِثه الهوايات، أو مصادر المعلومات المختلفة عن القراءة.

لكل إنسان طريقته في تحصيل ثقافته، وقد كثرت أساليب التحصيل، فمن الخطأ أن نَحجُر على الناس ونجبرهم على القراءة فحسب كوسيلة للتثقف والارتقاء بالذهن، والكتب الصوتية والمحاضرات الصوتية والبودكاست الذي يبحث قضايا مجتمعية وثقافية، خيرُ دليل على أنه قد كانت هناك حاجة لهذا النوع من إيصال الأفكار، فربما كنا نفقد شريحة واسعة ممن يودون الارتقاء بعقولهم عندما نصر على أن مثل هذه الوظائف المعرفية والعقلية العليا لا تُؤتى إلا بالقراءة، وذاك حسب رأيي الحالي غير صحيح، بل ومجحف في حق من لا يتناغم مع القراءة.

وأعود للتأكيد أنه لا بد من تحقيق حد أدنى من الانسجام مع الكتاب قدر المستطاع لأنني لا أنكر فائدته. لماذا يُعد الحدّ الأدنى من القراءة ضروريًا لكل فرد؟ وكيف نحدّد هذا الحدّ ونقيسه؟ من الملحوظ في ختام كل سنة أن القرّاء يعتبرون حصيلة قراءتهم جزءًا من إنجازاتهم، ولعل القارئ المشغول بظروف الحياة يُصاب بالإحباط حين يقارن قراءاته بقراءات غيره، فما هو المقياس الصحيح؟

الحدّ الأدنى من القراءة نسبي، تابعٌ لحاجة كل شخص للمعلومات المقروءة، كما أنه قد لا يكون سنويًا أصلًا، وما لم يكن القارئ متفرغًا أو عاملًا في مجالات القراءة نفسِها، فقد يصعب عليه الإتيان بكمية القراءة التي يأتيها سواه.

وكذلك فإنّ: القراءة لها تأثير عظيم على رقي الإنسان وفكره وعمقه، هو ليس تأثيرًا سحريًا، ولا يُرى بالعين المجردة، تأثيرها تراكمي، يضيف لمساته إلى الشخصية لمسةً لمسة وعلى مدار الوقت، وربما لذلك ينصح البعض بأن تكون القراءة دائمةً لا مجرد هواية، لأن تأثيرها الحقيقي لا ينتج عن كتاب واحد، ولا صحة لوجود الكتاب الذي يغير حياة قارئه، فالقراءة لا تحدث صواعق عاجلة، بل شرارات متلاحقة تؤدي في نهايتها وبعد تضافرها وتكاملها إلى ضوء فعليّ.

 

المقال كاملًا، من هنا.