بنفسج

"رويال تتش آرت"..لوحات فنية صنعتها سلسبيل مشاهرة بكل حب

الإثنين 14 اغسطس

كانت فكرة تقديم هدية معنوية مميزة، دائمًا ما تشغل تفكير الشابة سلسبيل رمضان مشاهرة (23 عامًا)، التي فكرت مليًا ماذا وكيف ستقدم لوالدتها في يوم الأم؟ وما الشيء الذي سيلفت انتباهها ويلامس قلبها حقًا؟ حتى توصلت إلى فكرة أن تصنع هي بنفسها تلك الهدية، لا سيما أنها منذ صغرها تحب وتتقن الرسم.

هذا الحدث كان الشرارة التي فجرت موهبة سلسبيل الكامنة، وأظهرت ما تكن من إبداع بداخلها، فقد تفاجأ الجميع بجمال وروعة اللوحات التي قدمتها سلسبيل لوالدتها، وأعجبوا بالفكرة، ما دفعها للاستمرار في صناعتها وتطويرها. وعلى الرغم من بساطة اللوحات التي نقشت فيها سلسبيل آية الكرسي والمعوذات، إلا أن والدتها لا زالت تحتفظ فيها معلقة على جدران منزلها، وتبدي إعجابها بها في كل مرة تنظر إليها.

اللوحة الأولى 

هي لوحات بسيطة جذابة، ترسم بها سلسبيل آيات من القرآن الكريم بأناملها وتزخرفها بألوان هادئة تناسب أذواق الناس، مستخدمة أنواعًا مخصصة من الألواح والألوان والمواد الخام. تقول سلسبيل: " كانت أول تجربة لي في الرسم وإعداد اللوحات مع والدتي، منذ أشهر، وبالرغم أن خبرتي كانت قليلة في هذا المجال مقارنة بما أنا عليه الآن، إلا أن والدتي لازالت مصرة على الاحتفاظ باللوحات بصفتها أول تجاربي في الرسم، رغم محاولاتي المتكررة لإقناعها باستبدالها بلوحات أخرى قد رسمتها بصورة أكثر دقة وجمالًا".
 
اختارت سلسبيل أن تبدأ مشروعها برسم آيات من السور الصغيرة، كالمعوذات وآية الكرسي على قطع من القماش المخصص للرسم، ذات إطار خشبي، بألوان ثابتة زاهية، وبتصاميم عصرية، بدأت بعد ذلك بتصوير اللوحات وإرسالها إلى مجموعات الواتساب والفيسبوك والعائلة حتى أصبحت رائجة نوعًا ما، وباشرت في تلقي طلبات الزبائن المختلفة.

هي لوحات بسيطة جذابة، ترسم بها سلسبيل آيات من القرآن الكريم بأناملها وتزخرفها بألوان هادئة تناسب أذواق الناس، مستخدمة أنواعًا مخصصة من الألواح والألوان والمواد الخام. تقول سلسبيل: " كانت أول تجربة لي في الرسم وإعداد اللوحات مع والدتي، منذ أشهر، وبالرغم أن خبرتي كانت قليلة في هذا المجال مقارنة بما أنا عليه الآن، إلا أن والدتي لازالت مصرة على الاحتفاظ باللوحات بصفتها أول تجاربي في الرسم، رغم محاولاتي المتكررة لإقناعها باستبدالها بلوحات أخرى قد رسمتها بصورة أكثر دقة وجمالًا".

كان ثناء عائلاتها ومدحهم بمثابة دافع ومحفز لها لتطوير مهارتها، وتوسيع نطاق عملها، والانتقال لتسويق ما تصنعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبدأت برسم اللوحات ونشر مقاطع فيديو لها عبر صفحتها الخاصة، والإعلان عن استعدادها لتلبية طلبات الجميع لرسم اللوحات وفق رغباتهم.

اختارت سلسبيل أن تبدأ مشروعها برسم آيات من السور الصغيرة، كالمعوذات وآية الكرسي على قطع من القماش المخصص للرسم، ذات إطار خشبي، بألوان ثابتة زاهية، وبتصاميم عصرية، بدأت بعد ذلك بتصوير اللوحات وإرسالها إلى مجموعات الواتساب والفيسبوك والعائلة حتى أصبحت رائجة نوعًا ما، وباشرت في تلقي طلبات الزبائن المختلفة، بداية من عائلتها التي ساهمت بشكل كبير في تسويق أعمالها، ثم الأصدقاء والمعارف، إلى أن وصلت الفكرة لكم كبير من المتابعين.


اقرأ أيضًا: راية أبو عيشة: "روح" مركز يستنطق لغة الضاد


تلقت سلسبيل الطلبات من الزبون، بعد تدشين صفحتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "رويال تتش آرت"، وقد تباينت طلبات المتابعين؛ فبعضهم من كان يرغب بتصميم أسمائهم، وآخرين كانوا يفضلون تصميم تواريخ وذكرى الزواج، وبعض مقاطع الشعر والأدعية، وتنوعت أشكالها بين مستطيلة ودائرية بأحجام وأشكال مختلفة.

ووفق سلسبيل، فتتميز تلك اللوحات بأنها ثابتة لا يتغير لونها مع الزمن كاللوحات المطبوعة، إلى جانب أن كل ما يصنع يدويًا، يختلف تمامًا عما يتم طباعته عبر الآلات وغيرها، من حيث الجودة العالية، فهي تنتقي موادها الخام بشكل جيد، كي لا تتلف مع الزمن أو تبهت ألوانها.

موهبة منذ الطفولة

IMG-20230809-WA0016.jpg
من أعمال سلسبيل مشاهرة

لم تكن اللوحات بالنسبة لسلسبيل مشروعا تجاريًا أو دخلًا إضافيًا فحسب، فهي ترى أنها وسيلة لتفريغ طاقتها، وملئ وقت فراغها، فكلما بذلت جهدًا في هذه اللوحات، شعرت أنها تزداد جمالًا وقيمة معنوية، وإيمانًا منها بأن الهدايا المعنوية لها أثرًا كبيرًا في نفوس من نحب. موهبة سلسبيل بالرسم كانت تلازمها منذ الصغر، واستطاعت تطويرها بعد التحاقها بتخصص الهندسة المعمارية في الجامعة، الذي كان نابعًا أساسًا من حبها للرسم وقربه من موهبتها، فاستطاعت تطويرها من خلال الدراسة، وتعزيز حبها لهذا المجال، وفق أسس علمية مدروسة.

تضيف: "أنا لا زلت لا أصدق حتى الآن أن مشروعي الذي بدأ بمحض الصدفة أصبح يتطور بشكل ملحوظ، بفضل الله تعالى أولًا الذي وفقني لهذا العمل المميز وفتح لي أبواب الرزق من حيث لا أحتسب".

وتؤكد مشاهرة أن ما شجعها لتحويل الموهبة إلى مشروع أيضًا هو رغبتها في استغلال وقتها، فقد بدأت هذا المشروع خلال الفصل الصيفي، مردفة: "بطبيعتي أحب أن أشغل وقتي بشكل كامل وأعمل تحت الضغط كما اعتدت دائمًا؛ فاخترت أن أستغل وقتي في تقديم لوحات للناس تكون لهم مصدرًا للسعادة والبهجة".


اقرأ أيضًا: صباح الخير يا بلادي.. شلش تغني فلسطين


تواجه سلسبيل العديد من العقبات كما أي مشروع في بداية نشأته، وأولها هو الوقت الطويل الذي تستنفذه في إعداد اللوحات، فبعضها يحتاج من 5 إلى 6 ساعات، ما يؤثر على حياتها ودراستها وبيتها، ما يتطلب منها تنظيم الوقت بشكل دقيق جدًا كي تستطيع التوفيق بين مسؤولياتها المنزلية والجامعية.

أما العقبة الثانية فهي تسويق المنتجات، فما زالت حتى الآن لا تستطيع الوصول إلا لعدد محدود من رواد التواصل الاجتماعي، باعتبار أن الصفحة جديدة والمشروع بأكمله حديث، وهو بحاجة إلى جهد كبير في التسويق وبشكل أكثر فعالية.

والدها الأسير: "وين مخبية المواهب"

أما عن والدها الأسير المحكوم بـ20 مؤبدًا في سجون الاحتلال، تقول سلسبيل: "إن والدي تفاجأ في أول مرة شاهد بها لوحاتي بعدما استطعنا عرضها عليه بصعوبة، وأبدى إعجابه بشكل كبير من دقتها وجمالها، متسائلًا بمزاح أين كنتي تخبئين هذه المواهب؟".

وتتابع: "إن والدي، حفظه الله وفك أسره، هو أول الداعمين، كما أسرتي وزوجي، ولا يزال يدعمني ويشجعني لمواصلة مشروعي وتطويره". سلسبيل التي تشتاق دائمًا إلى والدها وتفتقده في كل لوحة ترسمها، تتمنى أن تهديه لوحة من صنع يديها، وأن تكون بمثابة هدية لها تقدمها له بمناسبة حريته وخروجه من سجون الاحتلال.

ولا تعتبر سلسبيل مشروعها في رسم اللوحات مصدرًا رئيسًا للرزق، بل هو مصدر دخل ثانوي يعينها على تكاليف دراسة الهندسة العالية، لا سيما أن دراسة الهندسة تتطلب الكثير من المواد والأبحاث وطباعة المشاريع وعملها، بخلاف أقساط الرسوم الدراسية المرتفعة في كل فصل. وتطمح مشاهرة لزيادة وتوسيع المشروع والاستعانة بطاقم من الموهوبين وفتح متجر صغير مخصص للعمل والبيع، وتحاول دائمًا أن تبذل أقصى جهد فيه، وإبراز إبداعها في كل لوحة تبتاعها؛ كي تكون قريبة من قلوب الناس، وتلبي رغبتهم وأذواقهم.


اقرأ أيضًا: "حب نفسك تتحب": كيف ألهمتنا نسمة يحيى؟


أما عن والدها الأسير المحكوم بـ20 مؤبدًا في سجون الاحتلال، فلم يغب عن مشروع سلسبيل، فقد كان من أوائل من شاهدوا أول لوحاتها، ومن أبرز الداعمين والمشجعين لابنته. تقول سلسبيل: "إن والدي تفاجأ في أول مرة شاهد بها لوحاتي بعدما استطعنا عرضها عليه بصعوبة، وأبدى إعجابه بشكل كبير من دقتها وجمالها، متسائلًا بمزاح أين كنتي تخبئين هذه المواهب؟".

وتتابع: "إن والدي، حفظه الله وفك أسره، هو أول الداعمين، كما أسرتي وزوجي، ولا يزال يدعمني ويشجعني لمواصلة مشروعي وتطويره". سلسبيل التي تشتاق دائمًا إلى والدها وتفتقده في كل لوحة ترسمها، تتمنى أن تهديه لوحة من صنع يديها، وأن تكون بمثابة هدية لها تقدمها له بمناسبة حريته وخروجه من سجون الاحتلال.