لم تكن تعلم فداء أن امتلاك حيوان أليف في منزلها سيجعل أطفالها أكثر شعورًا بالمسؤولية، ترددت كثيرًا في فكرة اقتناء حيوان في منزلها، فكان التساؤل يضرب أوصالها: ماذا إن تسبب بأذى لأطفالي، ماذا إن كان وجوده يشكل عبئًا علينا، ماذا لو علمهم العنف؟ ما هي أصلًا فوائد تربية الحيوانات الأليفة، كيف سأتعامل معه ومعهم؟ وكيف سيؤثر على شخصية الأطفال؟ كل هذا التساؤلات وأكثر دارت في ذهن فداء، فقررت أن تبحث عن معلومات أكثر حول فوائد امتلاك وتربية حيوان أليف على الأطفال، وتأثير ذلك عليهم.

لا شك أن وجود حيوان داخل المنزل يشكل مسؤولية وعبئًا على أهل البيت؛ إذ يجب الاهتمام به جيدًا وتخصيص مساحة جيدة من الوقت له، فطالما أن العائلة لديها الإمكانات اللازمة لرعاية حيوان أليف، من المفيد امتلاكه، فهو يؤثر على الطفل بشكل إيجابي، ومفيد جدًا لصحة الطفل العقلية والبدنية.

ما هو تأثير امتلاك حيوان أليف على الأطفال؟

 قد أظهرت العديد من الدراسات أنه يمكن أن يحسن صحتنا العقلية بشكل كبير. وجدت دراسة أجريت عام 2015، أن النشأة مع كلب في مرحلة الطفولة يرتبط بانخفاض معدلات القلق لدى الأطفال، بينما وجد بحث أجري عام 2012 أن التعامل مع حيوان أليف يزيد من إفراز هرمون الدوبامين والأوكسيتوسين، وهما اللذان يعززان الشعور بالسعادة والرضا. كما أظهرت دراسة عام 2015 أن الكلاب والخيول تعمل على تقليل مشاعر الاكتئاب والقلق. 

| تحمل المسؤولية: إن فوائد تربية الحيوانات الأليفة عديدة وتؤثر على طفلك، كونها تعتبر صديقًا ودودًا له، يشعر تجاهه بالمسؤولية، يمكنك إضفاء مهمة معينة له للاعتناء بالحيوان؛ فهذا يزيد من ثقته بنفسه، ويشعره بأهميته.

| يعزز شعور الرحمة: إن الاعتناء بحيوان أليف يشعر الطفل بالتعاطف والرحمة، إذ يتعلم مساعدة الغير دون مقابل، فالإحساس الذي يولد بداخل الطفل تجاه الحيوان سينعكس مستقبلًا على شخصيته ويجعله شخص حساس رحيم يقدم المساعدة للمحتاج، وهذا درس الطفولة البسيط للأطفال لا تتنظر مقابل لكل شيء تقدمه.

اقرأ أيضًا: خلف عتبة الخوف: كيف نفهم مخاوف أطفالنا؟

| تقليل التوتر: قد أظهرت العديد من الدراسات أن  فوائد تربية الحيوانات الأليفة كثيرة ومنها تحسين صحتنا العقلية بشكل كبير. وجدت دراسة أجريت عام 2015، أن النشأة مع كلب في مرحلة الطفولة يرتبط بانخفاض معدلات القلق لدى الأطفال، بينما وجد بحث أجري عام 2012 أن التعامل مع حيوان أليف يزيد من إفراز هرمون الدوبامين والأوكسيتوسين، وهما اللذان يعززان الشعور بالسعادة والرضا.

كما أظهرت دراسة عام 2015 أن الكلاب والخيول تعمل على تقليل مشاعر الاكتئاب والقلق. وتخفف من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. وهذا هو سبب استخدامها غالبًا كجزء من تدخلات العلاج من قبل متخصصي الصحة العقلية.

تقول جاكي تاسيلو، وهي أخصائية علاج فني مرخصة تعمل مع الأطفال: "عندما عملت في مستشفى للأطفال، كانت زيارات العلاج بالحيوانات الأليفة بالتأكيد من المعالم البارزة لمرضانا". "يمكن للحيوانات الأليفة أن تقدم لنا اللعب، والفكاهة، والتواصل، والدعم العاطفي خلال الأوقات العصيبة، إذ يمكن للأطفال أن يتعلموا تهدئة أنفسهم، والراحة، والتعامل بشكل أفضل مع حيوان أليف".

| تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل: يعزز تعامل الأطفال مع حيوان أليف شعور التواصل، وكيفية التفاعل مع الكائنات المختلفة؛ أي تساعد في تعليم الأطفال كيفية الثقة وتكوين روابط صحية، إذ أن اللعب مع الحيوانات يتيح فرصة للانخراط معهم وبناء شبكة تواصل معينة بين الطفل والحيوان، إضافة إلى تعزيز التفكير وتحسين مهارات اللغة.

وإنه من خلال اللعب مع الحيوانات الأليفة، يتعلم الأطفال استخدام حواسهم المتوازنة وإدراك الجسد. يتعلمون تطبيق أنواع مختلفة من اللمس بناءً على الحيوان. على سبيل المثال، سيتعلم الأطفال أن يكون لديهم لمسة أخف مع الحيوانات الأكثر حساسية مثل الأرانب أو القطط، مقارنة بالكلب أو الحصان.

| تعزيز الجو الأسري: إذ إن وجود حيوان بالمنزل يجعل العائلة في حالة تجمع دائمة للاهتمام بالحيوان لأخذه في نزهة مثلًا، أو الاتفاق على أمر ما بشأنه، أو اللعب سويًا معه في فناء المنزل، وهذا يجعل العائلة تقضي أوقاتًا أكثر مع بعضهم البعض.

اقرأ أيضًا: مفتاح الأبوة الناجحة: الحزم يعلم الانضباط

| تعليم دورس الحياة: أي تعلم الطفل معنى الاختلاف، وتعلمه مواضيع مثل الولادة والتقدم في السن، وتعرفه على ماهية الحب بلا مقابل ودون قيود، وتعزز قيمة العطاء لديه والاحترام لكل الكائنات بلا استثناء.

| تعزيز شعور المشاركة: إن الأطفال الذين يمتلكون حيوان أليف يكونون أكثر قدرة على الحديث حول مواضيع تربية الحيوانات ومواقفهم الكثيرة مع حيوانهم، إذ إنهم يندمجون مع الأطفال الآخرين بسرعة أكبر، فمثلًا خلال ممارسة نشاط ما للحيوان وهم معه، كالمشي مع الكلاب مثلًا يلتقون بالناس، وهذا يفتح مجال للحديث حول الحيوانات وتربيتها.

 

إن الأطفال الذين يمتلكون حيوان أليف يكونون أكثر قدرة على الحديث حول مواضيع تربية الحيوانات ومواقفهم الكثيرة مع حيوانهم، إذ إنهم يندمجون مع الأطفال الآخرين بسرعة أكبر.

 

 فمثلًا خلال ممارسة نشاط ما للحيوان وهم معه، كالمشي مع الكلاب مثلًا يلتقون بالناس، وهذا يفتح مجال للحديث حول الحيوانات وتربيتها.

| تتطور القراءة لديهم: إن الحديث مع الحيوان الأليف يخفف من قلق الأطفال، إذ يمكنهم القراءة أمامهم دون خوف من الوقوع بالخطأ، وهذا يسهم في تعزيز شعور الثقة بالنفس، وهذا من أبرز  فوائد تربية الحيوانات الأليفة.

قبل جلب حيوان إلى منزلك عليك مراعاة إجراء الفحوصات اللازمة له، إضافة إلى أنه يجب تقليم أظافره حتى لا يجرح أحد الأطفال، واحفظي جيدًا مواعيد التطعيمات الخاصة به، واهتمي بنظافته باستمرار. وحاولي أن لا تتركيه مع طفلك الرضيع لوحده، وعند اللعب مع صغارك الأكبر سنًا كوني موجودة لمراقبتهم. كما عليك الانتباه جيدًا إلى صحة طفلك، فمن الممكن أن يكون مصابًا بحساسية من الحيوانات الأليفة؛ فيصاب بحساسية على هيئة طفح جلدي، كوني حذرة وتابعيه جيدًا.

اقرأ أيضًا: بيوت آمنة: فوائد ممتدة لقضاء الوقت مع الأبناء

نهاية، تعرفنا هنا على  فوائد تربية الحيوانات الأليفة وإليك نصيحة أخيرة.. تأني في الاختيار قبل أن تجلبي الحيوان الأليف إلى منزلك، واختاري الحيوان المناسب، فمثلًا إن كان عمر أطفالك تحت عمر الخامسة يناسبهم القطط أكثر من الكلاب. ولا تنسي تدريب طفلك وتؤهليه على أنه من الممكن أن يفقد حيوانه المفضل في أي وقت كان، ففقدان الحيوان من الممكن أن يشكل صدمة نفسية للطفل ويسبب جرحًا لهم، لذلك يجب تمرير معلومة أنه يمكن فقدانه دون مقدمات لتجنب إصابتهم بالصدمة المفاجئة.