بنفسج

"زادنا دافي وأكلنا وافي": الأكلات الفلسطينية بنكهتها التقليدية الأصيلة

الخميس 07 سبتمبر

على وقع الأغاني والأهازيج التراثية وبلباس فلسطيني شعبي، بدأ ما يقارب الـ 25 طاهيًا فلسطينيًا، بطبخ الأكلات التراثية الفلسطينية بأدوات ومعدات تقليدية قديمة، أشعلوا النار والحطب، لتمتزج نكهة الطعام بدخان الحطب، ويعودوا لأعوام عديدة إلى الوراء. "زادنا دافي وأكلنا وافي"؛ مبادرة فلسطينية، نظمتها الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي في قطاع غزة، تسعى لطهي الأكلات والأطباق الفلسطينية "على أصولها" دون أي إضافات أو زيادات، لتوثق من خلالها الأكلات الفلسطينية التراثية وتنشرها بين الجيل الجديد، خوفًا عليها من النسيان والاندثار.

"زادنا دافي وأكلنا وافي"

من المفتول إلى المقلوبة والقدرة وصولًا إلى الرمانية والسماقية والمسخن، وغيرها من الأكلات التي باتت قابلة للتحريف والتأويل والتغيير، تسعى المبادرة إلى تأصيلها في بيوت الفلسطينيين، ونقلها إلى الأجيال القادمة تمامًا كما كان يطهوها أجدادنا. تقول إحدى القائمين على المبادرة الشيف سمر نباهين: "جاءت فكرة المبادرة كوننا في الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي نهتم بالطهي، ودائمًا ما نبحث عن مبادرات مفيدة في هذا المجال، إلى أن توصلنا إلى ضرورة حماية تراثنا الفلسطيني الخاص بأكلاتنا في ظل الحملة الإسرائيلية لسرقة أكلاتنا الشعبية واعتبراها كأكلات شعبية إسرائيلية".

من المفتول إلى المقلوبة والقدرة وصولًا إلى الرمانية والسماقية والمسخن، وغيرها من الأكلات التي باتت قابلة للتحريف والتأويل والتغيير، تسعى المبادرة إلى تأصيلها في بيوت الفلسطينيين، ونقلها إلى الأجيال القادمة تمامًا كما كان يطهوها أجدادنا. تقول إحدى القائمين على المبادرة، الشيف سمر نباهين: "جاءت فكرة المبادرة كوننا في الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي، نهتم بالطهي، وأعضاؤنا طهاة، ودائمًا ما نبحث عن مبادرات مفيدة في هذا المجال، إلى أن توصلنا إلى ضرورة حماية تراثنا الفلسطيني الخاص بالأكلات الفلسطينية في ظل الحملة الإسرائيلية لسرقة أكلاتنا الشعبية واعتبراها كأكلات شعبية إسرائيلية".

أما عن اسم المبادرة "زادنا دافي وأكلنا وافي"، فقد استوحى الفريق هذا الاسم من الأهازيج التي كن يرددنها النساء الفلسطينيات قديمًا حين يقدمن الطعام للزوار والضيوف في الأعراس الفلسطينية التي لم تخل يومًا من وجبات الغداء، فكن يقلن "آويها بيتنا دافي وعيشنا وافي.. آويها تفضّلوا يا جماعة ريتُه صحة وعوافي".


اقرأ أيضًا: سرقة المطبخ الفلسطيني... عندما تحتفي "إسرائيل" بأطباقٍ تكبُرها بقرون


وتؤكد النباهين أن أحد أهم أهداف الجمعية هو الحفاظ على موروث الطهي الفلسطيني ونقله إلى الأجيال القادمة وحمايته من التهويد ومن التجديد والحداثة نتيجة انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ونقل أكلاتنا الفلسطينية من بلد إلى أخرى ومن شخص إلى آخر، وما ينتج عن ذلك من تغييرات كبيرة وكثيرة في تلك الأكلات".

أخذ الفريق على عاتقه توثيق الأكلات التراثية الفلسطينية بالتعاون مع مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال النشر والترويج للمبادرة على صفحاتهم الشخصية وعلى صفحات النشطاء، لا سيما أن معظمهم يحظى بتفاعل ومتابعة كبيرة فلسطينية وعربية على مواقع التواصل الاجتماعي.

الأكلات التراثية

1-31.jpg
النساء المشاركات في مبادرة زادنا دافي وأكلنا وافي

كان لاختيار مكان تنفيذ المبادرة شروط خاصة، فطبيعة الأكلات وطريقة عملها تحتاج إلى أماكن مفتوحة توقد فيها النار دون أية أضرار أو عقبات، فاختار الفريق الأراضي الزراعية في المنطقة الجنوبية، بالقرب من الحدود مع الاحتلال، ما شكل عاملًا مشجعًا لهم، محاولة لإثبات الوجود الفلسطيني وتوثيق تراثه رغم أنف الاحتلال.

اختارت كل مجموعة من الطهاة المكان المناسب لها وبدأوا بإشعال الحطب تحضيرًا للطهي، جمع الفريق الأدوات ثم باشروا بتجهيز مكونات كل طبخة على حدا، وشرع كل منهم بطهو الأكلة الخاصة به. تضيف سمر: "عملنا المسخن بزيت الزيتون الفلسطيني وطبخناه على نار الحطب تمامًا كما كان أهلنا وأجدادنا يطهونه قديمًا..عملنا السماقية الغزاوية بنفس الطريقة التي كانت تطهى بها قديمًا، عملنا المقلوبة على الطريقة الأصلية والتي تحتوي على باذنجان واللحمة والرز والبصل دون أي إضافات".


اقرأ أيضًا: المرأة الفلسطينية: حكاية ترويها الصورة


ومن غزة إلى الخليل، حيث استطاع الفريق أيضًا إعداد طبق القدرة الشهير، والذي تميزت به مدينة الخليل، فقد طُهيت بالفخار بإضافة الحمص والسمن البلدي، على نار الحطب لتعطيها نكتها الأصلية الفريدة. تضيف سمر: "انتهينا من طبخ الأكلات على نار الحطب، منا من باشر في طهيها والبعض الآخر أعد خبز الصاج والطابون أيضًا على الحطب، وكانت فعلًا ذات نكهة وطعم فريد ورائع لاقت إعجاب واستحسان الجميع وعادت بذاكرتنا لطبخات جداتنا الشهية".

لاقت المبادرة وفق النباهين قبولًا وترحيبًا شعبيًا كبيرًا، وحضورًا فاعلًا من نشطاء التواصل الاجتماعي، كما أبدت العديد من الجهات والمؤسسات إعجابها بالفكرة، لما لها من أهمية في الحفاظ على الموروث التراثي الفلسطيني في مجال الطهي. كان هدف المبادرة أيضًا هو تثبيت هذه الأكلات باسم فلسطين وننشرها خارج فلسطين على طريقتها الأصلية وبمكوناتها الأساسية دون أي إضافات أخرى، إلى جانب مواجهة تهويد الأكلات الفلسطينية والحفاظ عليها كجزء لا يتجزأ من الهوية والتاريخ الفلسطيني، ومن الإرث الثقافي والحضاري للشعب الفلسطيني.

مشاركين من كل الأعمار

اكلنا وافي.jpg
المشاركون في مبادرة زادنا دافي وأكلنا وافي

تتابع النباهين: "بات الجيل الحالي ونحن في زمن السرعة وفي ظل الانشغالات التي يعيشها الكثيرون، يفضل الأكلات الجاهزة سواء كانت شعبية وتراثية أو حديثة وغربية، فلا نكاد نجد فتاة أو سيدة صغيرة في السن تبادر مثلًا لإعداد المفتول بالطرق التقليدية كما كانت تعدها جداتنا، وأصبحوا يفضلون شراؤه من الأسواق جاهزًا، ومع مرور السنوات قد نجد أن السيدة الفلسطينية أصبحت ليس لديها أي معلومات عن طرق إعداده وطهيه".

جمعت المبادرة فئات عمرية متعددة، فكان من ضمن المشاركين شباب في عمر العشرين والثلاثين، وسيدات في عمر الخمسين والستين، حيث استطاعوا نقل خبراتهم وطرقهم في طهي الأكلات إلى الجيل الصاعد، والحفاظ عليها من الاندثار والتغيير والنسيان.


اقرأ أيضًا: " طبخات فلسطينية": تضرب بجذور الأرض وتُزيّن الموائد


ولن تنتهي جهود الجمعية عند مبادرة "زادنا دافي وأكلنا وافي" فحسب، بل تسعى أيضًا إلى تنظيم العديد من الفعاليات والمبادرات بهذا الصدد، لا سيما في يوم التراث الفلسطيني الذي يوافق 7 من شهر تشرين الأول/أكتوبر، لتشجيع الفلسطينيين على تناول وإعداد الأطباق الفلسطينية التقليدية الأصيلة، بالرغم من الصعوبات التي واجهها الفريق، حيث اعتمدت المبادرة على التمويل الذاتي من أعضاء الجمعية، دون دعم من أي جهة أخرى.