بنفسج

أهذا هو العالم الذي يحتفي بأعوامه الجديدة؟

الخميس 11 يناير

ألا للعيون أن تتسع مقلتيها بالسلام، وتغفو الأجفان مرتاحةً بالمنام، ألا للقلوب أن ترتاح من السقام ،ويقف الدم راجحاً من الدمار …بهتت كل المعالم، ومُسحت كل المحالم ..لكن لا ضير لأهلنا القابعين في المرابط، إنهم راسخون رغم المظالم ،لن تُبلى المكارم ،تُرفع الرؤوس شامخةً رغم المآلم …لا عنوان لهذا العالم يصفه ولا اقتباس يصنفه، لا حبذا بهذه البدايات إلا مع غزة.. ستعود من جديد وستبدأ أعوامها بأمنية العيش الرغيد.

لطالما ظننت أن وخزة ألمٍ تسري في طرفٍ  تُطيحُ حُزناً بالعالم، ظننت أن دمعةَ رجلٍ بات مظلوماً ستهز الكون بأكمله، أولما راجت ظنوني طائفةً بانعقاد الوعود الأخوية والأمنيات الجماعية، ظننت أن دعوة شيخٍ هزلت عيونه تلبي المحارب الرسمية…خابت كل الظنون وخابت كل الانتماءات لهذا العالم الظالم، يرى أتربةً تُقلب للمقابر ويرى الانهدامات يتلو بعضها بعضًا، لم يحرك ساكناً لمّا رأى طفلاً يتشتت بالجرائم ،ساكتاً عن ما جرى في الحرائر، أيعقل أنه أعمى البصائر، حاولت تجميع كل البرائر، لا ريب أنه مفقمٌ بالظلائم ،شحيحٌ مبتور النذائر …

يتماوت الشعور الحافل بما هيّة الصوافح، أوَ كأنه انسحب الأمان الذي في العوالم يتحففه الجرائم، منسوجٌ بالردائم، وكأن الجُثثَ أصبحت كالقلائع تترامى في شتى المدائن، ما لم يخلفه الدمار شهيد يطرحه جريح، تجوب الطرقات صرخات الألم وتتوارى في الخيام، محفوفة بالأرواح الخاوية والبطون الجائعة والأعين الهازلة، أقصى ما يُحلم به داخل تلك الخيمةِ أمانٌ مسلولٌ بالمشاعر، ويواليه الصمت الدافئ، المُقمعُ بترانيم الحمائم، ورحيق النسائم.

ما يسعني قوله عن البدايات الجديدة مع هذا العالم "نحن لا ننتمي إليك "، أُناسٌ بقلوبٍ تُجندها الصفاء وتراود أحاسيسها الخفاء، كيف لهم بمحاكاة ذلك العالم الخاذل، حبذا لو كانت النهاية مُترفة عما سبق وتعانق الشرنقات بيوتها البيضاء، ويبقى النداء واحدًا بين الأرواح ..

ألا للعيون أن تتسع مقلتيها بالسلام، وتغفو الأجفان مرتاحةً بالمنام، ألا للقلوب أن ترتاح من السقام ،ويقف الدم راجحاً من الدمار …بهتت كل المعالم، ومُسحت كل المحالم ..لكن لا ضير لأهلنا القابعين في المرابط، إنهم راسخون رغم المظالم ،لن تُبلى المكارم ،تُرفع الرؤوس شامخةً رغم المآلم …لا عنوان لهذا العالم يصفه ولا اقتباس يصنفه، لا حبذا بهذه البدايات إلا مع غزة..
ستعود من جديد وستبدأ أعوامها بأمنية العيش الرغيد.