بنفسج

أنا مستغني مش بس مقاطع: سفرنا الرمضانية خالية من منتوجات تدعم الاحتلال

الأربعاء 13 مارس

يُقبل رمضان هذه السنة عصيبًا على أهلنا في غزة، فنجد أن من واجبنا التذكير والإشارة إلى منتجات مشهورة لم تكن المائدة الرمضانية تستغني عنها، إلا أن الأوان حان لإبعادها عن مطابخنا والاستغناء عنها، إذا أردنا للصيامِ أن يحقق معناه ويرتقي بنا عن كوننا كائناتٍ مستهلكة تحوّل رمضانها إلى شهر مأكولاتٍ ومشروبات.

 فهذه المرة لا يتعلق الأمر بالنصيحة المشهورة حولَ منح العبادات النصيب الأكبر هذا الشهر، بل يتعلق أيضًا بأخلاق الصائمين الذين يُفترض أن يهذبهم الشهر، وإذا تهذبوا حقًا فأول ما عليهم فعله هو مقاطعة المنتجات القاتلة لإخوانهم، خاصة أن تهافتهم على تناولها في شهر عبادةٍ وإيمانٍ وترفُع عن الشهوات سيزيد خطأهم سوءًا ويوسِع رقعةَ سطحيتهم واتكاليتهم، وعلى من؟ على العدو الغاشم؟ولأننا نثق بأن قلةَ المعلومة أو نسيانها هي السبب في استهلاكهم لهذه المنتجات فسنذكرُها هنا أملًا في دفعِ الجهل والنسيان بعيدًا.

الأجبان: لافاش كيري - البقرة الضاحكة-كيري

الأجبان لافاش كري الجبنة الضاحكة وكيري بضائع داعمة للاحتلال.jpg

والحقيقة أن كثيرًا من المأكولات والمشروبات تندرج ضمن المقاطعة، ولنبدأ مع البقرة الضاحكة لا ڤاش كيري، وهي الجبنة الفرنسية المشهورة ذات البقرة الحمراء الضاحكة على الغلاف، نشأت عام ١٩٢١ وتتوفر بكثرة في البلدان العربية، ويزداد الاعتماد عليها في رمضان، وكأنّي بالبقرة الحمراء الفرنسية تقهقه في خبث وهي تُخضَب بدماء الغزاويين الجوعى ولذلك تضحك!

كيري: جبنة فرنسية أخرى مشهورة، من مجموعة بيل، أُنتجت عام ١٩٦٦ وقد طُرحت على أنها جذابة ومثالية لأذواق الصغار، في ما صغار غزة في جهة مختلفة من العالم لا يجدون ما يأكلونه هذه الأيام، وإن صاموا لمرتهم الأولى هذا الرمضان فلن تستطيع أمهاتهم الاحتفاء بهم بإعداد مائدة نفيسة تضم أشهى وأحبّ أصنافهم.

نستله: الشركة المتغلغلة في حياتنا اليومية

مشروبات ساخنة داعمة للاحتلال شاي ليبتون ونسكافيه نستلة.jpg

نستلة: شركة متعددة الجنسيات لإنتاج الأطعمة المعلبة أُسست في سويسرا عام ١٨٦٦ ولها العديد من الشركات التابعة والمنتجات المعروفة.بدأت الشركة على يد هنري نستلة لتطوير طعام خاص للرضع الذين لا تقدر أمهاتهم على إرضاعهم.واليوم في عصر يدّعي التطور والإنصاف ودحرَ الجوع، لا تجد الأمهات أنفسهن طعامًا يتغذين به ليرضعن أطفالهنّ وتلك مفارقة بائسة!

ومن منتجات الشركة أطعمةٌ تحتل المائدة الرمضانية أبرزها قشطة نستلة المكوِنة لكثير من حلويات الإفطار والولائم، التي سيكون على طاهيها ومتذوقها أن يتذكر بأن الخبز في غزة قوامه من علف الحيوانات، فهل هو متأكد أن حلواه _مهما لذ طعمها في نظره_ أعزّ من إخوانه ليعاند ويلتهمها؟من منتجات الشركة أيضًا أطعمة الأطفال والسيريلاك، والنيدو، والقهوة والألبان والحلويات والمياه المعلبة.ولتأخذوها من مقالنا معلومة مهمة.. حتى المياه في غزة غير متوفرة وإن توفرت فهي ملوثة ولا يحصلون عليها بيُسر.

ليبتون: كثيرون منا لا يعتبرون أن إفطارهم اكتمل دون ختامه بكوب شاي كالمِسك، وليس عليهم في ذلك تثريب إلا إذا لجؤوا لشاي ليبتون!وهي علامة تجارية بريطانية كانت لشركة يونيليفر، ثم أصبحت مملوكة لشركة أرجيل فود، وقد أُسست عام ١٨٩٠، كما أن مشروباتها الجاهزة تباع بواسطة شركة بيبسي ليبتون إنترناشيونال.

لا بأس أن تختتم إفطارك بشاي ساخن شرطَ أن تتذكرَ إخواننا البردانين بالدعاء، وألّا تحتسي شايًا ستذهب أرباحه لتزيدَ أهلك بردًا وتشردًا وشقاء ثم تنقض عليك حين يأتيك الدور.

حليب نيديو : خط أحمر كبير

حليب نيديو من منتجات شركة نستلة الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.jpg

النيدو: وهي علامة تجاري لمسحوق الحليب المجفف يُصنع بواسطة نستلة وقُدمَ عام ١٩٤٤ على أنه يمنح حلولًا غذائية لكل مرحلة من مراحل الطفولة، هذه الطفولة المدللة في بلاد الغرب هي نفسها التي تساند الحكومات الغربية قاتلَها في غزة.وإن استعرضنا المأكولات في عُجالة سنأتي في السطور القادمة إلى المشروبات، وكما هو متوقَع فلا يمكن أن نبدأ إلا مع بيبسي.

مشروبات السفرة الرمضانية: فيمتو، نسكافيه، كوكاكولا

مشروبات داعمة للاحتلال فيمتو راني.jpg

مشروب غازي يحتوي عصير العنب والتوت والمشمش الأسود أنتج أول مرة في إنجلترا ١٩٠٨ كمنشط صحي، وهو منتشر في العالم العربي ويُعتمَد عليه في رمضان خاصة، ومن يصرّ على استخدامه بحاجة إلى منشط حقًا.. منشط لضميره عساه يوقظ حميته على أهله المتضررين والمتأذين من الحرب.

بيبسي: نشأت في أميركا عام ١٨٩٣ على يد الصيدلاني كاليب برادهام، سميت بيبسي لأنها تساعد على التخفيف من عسر الهضم مُشتقين الاسم من أنزيم الببسين رغم أنها لا تحتويه، أما الكولا في اسمها فهي إشارة إلى نكهة الكولا.

وهي أشهر من نار على عالم، تكاد لا تخلو منها الموائد في رمضان لتساعد على هضم كميات الطعام الكبيرة التي تغزو معداتنا رغم أننا نلتهم الأطايب، فماذا يقول أهل غزة الذين يعجنون خبزهم بأردأ الأنواع ويأكلون ما لا يصلح للاستخدام البشري؟ أليسوا _نظريًا_ هم المحتاجين الأَحقّ لمشروب يساعد على هضم هذه الفظائع سواء في المأكولات أو في المشاهد المريعة التي عاشوها؟

نسكافيه: ولا يأتي بعد البيبسي إلا النسكافيه الشهيرة، وهي ماركة قهوة من صنع شركة نستلة، ويأتي اسمها من نستلة ومقهى (كافية) نشأت في سويسرا عام ١٩٣٨، ويقال بأن المشروب في الحرب العالمية الثانية في أميركا كان مخصصًا للاستخدام العسكري فقط.. فهل يمكننا القول بأنه حافظ على نفس المبادئ منذ البداية بدعمه للقَتلة؟

رمضان دائمًا فرصة لنخرج نسخ أنفسنا الأفضل، وفي هذا الرمضان دون غيره من العار علينا ألّا نلتزم بديننا ونعودَ لمبادئه وتعاليمه، ديننا الذي يأمرنا بنصرة إخواننا وإطعام جائعهم وتفريج كُربهم وينكِر على المستطيع إذا لم يفعل بل ينذره بشديد العقاب، فهل إذا عجزنا عن إطعامهم في شهر الصيام، وهل إذا أُجبروا على الصيام قبله وبعده ولم تُوافهم فرحة الفطر نزيد نحن الأمر سوءًا إذ نتباهى بموائد فردَها لنا محتلونا بأصنافٍ لا تُشبع إنما تُخدر الإيمان والضمير؟

لسنا كذلك، عشمُنا بأنفسنا أكبر بكثير، فلنقاطع ما دام هذا ما نقدر عليه، ولنختصهم بدعائنا طيلة ليالي رمضان المبارك.