قد توصَف شركة لوريال في عالم الأعمال بأنها شركة عملاقة، وذات رأسمال ضخم، ودعايتها الإعلامية تملأ الدنيا، وتصل منتجاتها إلى أقاصي العالم، بل إنها أخطبوط عالم التجميل تصل يده إلى غزة، وإلى أطفالنا المذبوحين في الشوارع، وفي الدماء المسكوبة على الطريق.
وهي ليست شركة تجب مقاطعة منتجاتها فحسب، وإنما تجب محاربتها بكل ما أوتينا من قوة إعلامية وتعبوية، وهذه المقالة تبيان لأصل الشركة وفروعها ومؤسسيها ولماذا تجب مقاطعتها.
لوريال الفرنسية: أكثر من 500 علامة تجارية
لوريال شركة فرنسية للعناية الشخصية مقرها في كليشي أو دو سين ولها مكتب مسجَل في باريس، تُعرَف بأنها أكبر شركات مستحضرات التجميل في العالم، تختص بمنتجات العناية بالشعر والبشرة والحماية من أشعة الشمس والمكياج والعطور، وتنشط في مجال الأمراض الجلدية والأدوية. أسست عام ١٩٠٩. بدأت في مجال الشعر ثم تفرغت لمنتجات التنظيف والتجميل، وتسوّق لأكثر من ٥٠٠ علامة تجارية وآلاف المنتجات الفردية التجميلية.
مؤسس الشركة هو يوجين بول لويس شويلر، وهو صيدلاني ورجل أعمال فرنسي طور تركيبة مبتكرة لتلوين الشعر عام ١٩٠٧ باسم أوريال وفي عام ١٩٠٩، سجل شركته التي أصبحت لوريال في ما بعد.
أما الشركات التابعة لوريال، فهي:
دأبت لوريال على شراء الشركات المنافسة لتمتلك السيطرة الكاملة على قطاع التجميل، ومن الشركات الشهيرة التابعة لها:
أولأ: سيراڤي CERAVE: تأست عام ٢٠٠٥ تصنع المرطبات والمنظفات وواقيات الشمس.
ثانيًا: مايبيلينMaybelline : عام ١٩١٥ أطلقت مابل ويليامز مع شقيقها مختبرات مايبيل وبحلول ثلاثينيات القرن العشرين كانت تبيع مجموعة متنوعة من مستحضرات التجميل، وهي شركة تابعة للوريال وتعد عنصراً رئيسان في قسم المنتجات الكلاسيكية فيها.
ثالثًا: مكياج احترافي من نيكس Nyx professional Makeup Type Business: أسست عام ١٩٩٩ بدأت ببيع أقلام المكياج وتوسعت لتشمل ألوان العيون وأحمر الشفاه واستحوذت عليها لوريال عام ٢٠١٤.
رابعًا: غارنييه Garnier: اشترتها لوريال عام ١٩٦٥، تختص بالعناية بالبشرة والشعر، وهي أهم عناصر تدفق إيرادات لوريال، وتساعدها على الاستمرار في تطوير وتوفير مصادر مستدامة لمكوناتها
خامسًا: ريدكين Redken: تختص بالعناية بالشعر أسستها الممثلة ورائدة الأعمال باولاكينت ميهان عام ١٩٦٠ واشترتها لوريال عام ١٩٩٣.
سادسًا: كذلك فإن لشركة نستلة -المُقاطعَة بدورها- علاقة مع شركة لوريال، ففي مشروعهما المشترك لإنتاج مواد التجميل الغذائية تعتمد لوريال على خبرة نستلة في مجالات التغذية وسلامة الغذاء.
لوريال: دعم مفتوح لدولة الاحتلال
قدّمت رويال دعماً مفتوحاً للاحتلال بتبرعها بـ١٠٠ألف دولار لمعهد وايزمان في إسرائيل المُطوّر للأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، ورئيس لوريال جاد بروبر أسس غرفة التجارة الإسرائيلية الأوربية. وفي عام ١٩٩٤ اشترت ٣٠٪ من أسهم إنتر بيوتي في إسرائيل وجعلته مركزاً لأعمالها في الشرق الأوسط، أي في الأراضي المحتلة.
في تموز ٢٠١٤ أثناء إحدى حروب إسرائيل المتكررة على غزة نشرت منظمة الدفاع الإسرائيلية صوراً لباقات الرعاية التي تبرعت بها غارنييه لجنود إسرائيليين وهو الدعم المستمر حتى الآن في أضخم وأشنع حرب صهيونية شُنّت على غزة وما تزال. كما يمكننا لمس خطر هذه الشركة عندما ننتبه إلى سيطرتها على شركة أفلام بارافيجن، إذ تنصب جهود الإعلام على غسيل أدمغة المشاهدين وتمرير رسائل المنتجين الذين يكونون غالباً من أعدائنا كمسلمين وعرب.
في تموز ٢٠١٤ أثناء إحدى حروب إسرائيل المتكررة على غزة نشرت منظمة الدفاع الإسرائيلية صوراً لباقات الرعاية التي تبرعت بها غارنييه لجنود إسرائيليين وهو الدعم المستمر حتى الآن في أضخم وأشنع حرب صهيونية شُنّت على غزة وما تزال
وإذا كانت طموحات لوريال واسعة إلى حد إنتاج أفلام مصطبغة بمبادئها فذلك يعني أن مشروعها ضخم يتخطى عالم التجميل ويهدف لما هو أبعد.
هذه الشركة التي لم تدع شراً إلا فعلته ولكنها تحاول التغطية على فضائحها باستعراضات تدّعي فيها الحفاظ على البيئة والسعي لخفض الاحتباس الحراري، والتعهد بعدم إزالة الغابات وعدم التجريب على الحيوانات.
إلا أنها تغض الطرف عن التلوث الحقيقي المُسمّى بالكيان الصهيوني فتدعمه بكل ثقلها، وفي حين تتحذلق بالخوف على الغابات والنظام البيئي يدكّ هذا الكيان غزة بالصواريخ قاتلاً سكانها وملوثاً لهوائهم ومياههم ومحاولاً القضاء على جماليات مدينتهم فعن أي غابات يتحدثون؟
اتهامات بالعنصرية
كما أنها شركة مثيرة للجدل متزعزعة المبادئ مُتهَمة بالتمييز العنصري، فمن المشاع أن جاك ويسوال المدير العام لمصممي العطور، طلب فصل مندوب مبيعات داكن البشرة رغم أدائه الجيد، وأن قسم غارنييه قد دفع غرامة جزاء استبعاده عمداً للنساء غير البيض من أعماله.
كما يُعتبَر أن ترويجها لمنتجات تبييض البشرة يستغل انعدام ثقة النساء بأنفسهن بسبب اللون وأن جذور هذه المنتجات ترتبط مباشرةً بمواقف استعمارية عنصرية تحتقر الغير وتنظر لهم بدونيّة.
مصنع لوريال في مجدل حامق
لوريال بالذات بلغت في تعدّيها على المسلمين وتعاونها مع الصهاينة مبلغاً كبيراً عبر مصنعها في مجدل حامق وهو الذي يحاول المهتمون بقضيتنا الفلسطينية إغلاقه. مركز أبحاث وتطوير وترويج داخل الأراضي المحتلة تتعلق أبحاثه بالشرق الأوسط.
بُني مصنع لوريال في مجدل حامق (المجيدل المحتلة) وهي بلدة قامت على أنقاض المجيدل الفلسطينية التي هُجّر عام١٩٤٨ وتقع في الجزء الشمالي من فلسطين، أعيد بناؤها وغُيّر اسمها وتحولت إلى مستوطنة يسكنها اليهود
بُني المصنع في مجدل حامق (المجيدل المحتلة) وهي بلدة قامت على أنقاض المجيدل الفلسطينية التي هُجّر عام١٩٤٨ وتقع في الجزء الشمالي من فلسطين، أعيد بناؤها وغُيّر اسمها وتحولت إلى مستوطنة يسكنها اليهود، والمصنع ينتج مستحضرات تحتوي على معادن البحر الميت وتسوقها الشركة باسم جمال البحر الطبيعي وتصدّرها إلى ٢٢ دولة، كما أنه يتعدّى على الأملاك الخاصة في ذلك المكان مما يعني انتهاكه للقانون الدولي لحقوق الإنسان وهو القانون الذي نسمع به ولا نراه.
رأسمال يتكدس في يد أعداء الإسلام
نذكّر بأن شركة لوريال شركة عالمية تبلغ قيمتها ٢٤١ مليار يورو أي ٢٦٨ مليار دولار، فإذا صُدمتم بضخامة الرقم لا تساهموا في توسيع ثروتها لأن هذه الثروة تعادينا وتقتلنا فكأننا ندفع المال لنشتري السلاح الموجَه إلى صدورنا. مالكة الشركة هي وريثة لوريال الحالية فرانسواز بيتينكورت مايرز البالغة سبعين عاماً، والمعروفة بأنها أغنى امرأة في العالم، وأول امرأة تبلغ ثروتها ١٠٠ مليار دولار وتحتل المرتبة الثانية عشرة في قائمة أغنياء العالم.
تُعدّ مع عائلتها أكبر المساهمين في لوريال بحصة تبلغ ٣٥٪ ابناها جان فيكتور مايرز ونيكولاس مايرز هما أيضاً مديران. وهي حفيدة مؤسس الشركة يوجين شويلر. أما رئيس مجلس الإدارة فهو جان بول أغون.