بنفسج

ترطب أجسادًا وتحرق الأخرى: كريمات ترطيب لا نقاطعها بل نحاربها

السبت 30 نوفمبر

منتجات التجميل المقاطعة
منتجات التجميل المقاطعة

"هذا روتين بشرة جافة، وهذا للدهنية، وهذا كريم مرطب خُصص لفصل الصيف، وهذا للخريف، وهذا لفصل الشتاء، هذا المرطب أفضل منتج في العالم، وهذا الفازلين ملائم لبشرتك...لا تخرج من المنزل دون أن تستخدمه، لا تنم دون أن تدهن جسمك به".

هكذا تروج شركات التجميل منتجاتها في استثمار تعاقب الفصول وتأثيرها على البشرة، فيقبل الناس على الاستهلاك طوعًا لها، ويألفونها ويتعودون عليها نتجية الوهم الذي تبيعه هذه الشركات الرأسمالية الضخمة. وتعاقب الفصول غير ما تعني آثاره في غزة، الشتاء لم يعد يحمل في جعبته أحاديث رومنسية، أو شواء كاستنا، ومدفأة، وملابس شتوية أنيقة.

هذا الشتاء الثاني منذ بدء الحرب، وكان الشتاء الفائت قاسيًا غرقت فيه الخيام وشحت فيه الملابس والأغطية، ونام فيه أولادنا على نواصي الشوارع غارقين بالماء والدم، فأذهب الشتاء وقتها معه كل محمولاته التي كنا نعيها في مخيلاتنا.

وفي بنفسج نحرص الاستمرار بالحديث عن الشركات التي تدعم الاحتلال وتجب مقاطعتها الآن وفي كل فصول السنة، فلا نرطب بشرتنا بدماء الأطفال، ولا نعالج آثار الشتاء بجلود الناس المحروقة، ليس من باب أننا مقاطعون فقط بل نحن محاربون لها بكل ما أوتينا، وإننا هنا في هذه المنصة ندعو كل جمهورنا ومتابعينا الترويج لمقاطعة هذه المنتجات.

لا نقاطعها بل نحاربها

منتجات تجميل تقتل أهل غزة.jpg

هناك الكثير من الأسماء المشهورة لمستحضرات ترطيب الوجه والتي سترد صورتها لأذهاننا بمجرد ذكر اسمها، وذلك لا يدل إلا على تغلغل هذه الأسماء في حياتنا بفعل حملات إعلانية قوية ودعايات طويلة الأمد، قدّمت لنا هذه المنتجات على أنها عالية الجودة، ولكنها لم تعلن يومًا عن أصولها وتكويناتها الرأسمالية والإدارية وإلى من يعود ريعها.

هناك الكثير من الأسماء المشهورة لمستحضرات ترطيب الوجه والتي سترد صورتها لأذهاننا بمجرد ذكر اسمها، وذلك لا يدل إلا على تغلغل هذه الأسماء في حياتنا بفعل حملات إعلانية قوية ودعايات طويلة الأمد، قدّمت لنا هذه المنتجات على أنها عالية الجودة، ولكنها لم تعلن يومًا عن أصولها وتكويناتها الرأسمالية والإدارية وإلى من يعود ريعها.

هذا هو الوقت، ليس لمقاطعة، بل محارب منتجات معادية والتخلص أيضاً من أُلفتنا لها، فكلما أَلفناها وألفنا شركاتها وأفكار شركاتها وسمحنا لهم باحتكار تفاصيل حياتنا اليومية، فالألفة بهذا المعنى تعني الركون والتقبل والاستسهال.

منتجات ألفناها فتغلغت فينا

منتجات دوف تقتل أهل غزة.jpg

هناك عدد من المنتجات التي تعودنا استخدامها، وهي موجودة في كل البيوت، ولكننا اكتشفنا أنها تعود لمؤسسات إعلامية ضخمة تدعم الاحتلال، ومنها:

1- مرطب نيڤيا Nivea: اسم نيڤيا مشتق من كلمة لاتينية تعني: الأبيض الثلجي. ومرطب نيڤيا تابع لعلامة تجارية لمنتجات العناية بالبشرة والجسم، مملوكة لشركة بايرسدورف الألمانية وتعتبر أكثر الشركات ربحاً في العالم. أسست عام ١٩١١ وبدأت بتطوير كريم مستحلب للجلد، وبالتدريج طورت منتجات مثل كريمات الحلاقة، الشامبوهات وكريمات الجلد. وانتشرت هذه العلامة التجارية بسرعة حول العالم بعد الحرب العالمية الثانية.

تمتلك شركة بايرسدورف ٦٠٪ من أسهم الشركة الإسرائيلية Alpa_BDF Ltd، وهذا تدخل مباشر في الاقتصاد الإسرائيلي يفضح سياساتها المعادية للفلسطينيين بوصفها مطبعة ومتعاملة مع الاحتلال وكعادة كل الشركات التي لا تهتم بالقيم والمبادئ فإنها تضع أرباحها على حساب الحق والقضايا العادلة.

2- كريم دوڤ المرطب Dove: وهي علامة تجارية لمنتجات العناية الشخصية مملوكة لشركة يونيلڤير Unilever وتأسست في المملكة المتحدة عام ١٩٥٧ ومنتجاتها تباع في أكثر من ١٥٠ دولة.

3- مرطب ڤازلين: علامة تجارية أميركية للمنتجات القائمة على الڤازلين مملوكة لشركة يونيلڤير أيضاً مثل دوڤ. من منتجاتها الڤازلين العادي ومجموعة مختارة من كريمات البشرة والصابون ومزيلات البشرة، وكذلك تُعرَف بمنتجاتها المناسبة للبشرة الجافة المعتمدة على مركب الڤاولين الذي ركبه روبرت تشيسبرو عام ١٨٧٠ لشفاء الخدوش والقروح والجفاف.

ومن مقولاتهم اللافتة: "نحن نؤمن بأن صحة البشرة حقّ وليست امتيازاً"، "بشرتنا على اتصال دائم في العالم وهي ضرورية لرفاهيتنا". وهاتان مقولتان تسويقيتان تعتمدان على الإيهام بأن جسد الإنسان يستحق الرفاهية وهي أحد حقوقه، والحقيقة أنهما تضليل تفضحه أجساد الأطفال المحروقة بفعل صواريخ تقذفها الشركات الرأسمالية العالمية.

شركات عالمية تدعم الاحتلال

منتجات فازلين مقاطعة.jpg

 ذكرنا أن دوڤ وڤازلين علامتان تجاريتان مملوكتان لشركة يونيلڤير وهنا سنذكر سبب مقاطعة الشركة؛ شركة Unilever وهي التي أعلنت شركتها التابعة Ben & Jerrys عن وقف بيعها للمنتجات في إسرائيل. عند ذلك باعت يونيلڤير حقوق التوزيع الإسرائيلة لشركة Avi Zinger للتحايل على قرار شركة Ben & Jerrys، ولإجبارها على مواصلة البيع في إسرائيل، ما يوضح مدى تمسكها بالسوق الإسرائيلي وزبائنه المغتصبين لحقوقنا وحقوق إخواننا.

3- مرطب جونسون: ويتبع لشركة جونسون آند جونسون وهي شركة أمريكية متعددة الجنسيات، أُسست عام ١٨٨٦، تنتج وتصنع وتعبئ الأجهزة الطبية والأدوية والسلع الطبية، تتبع لها ٢٥٠ شركة ومنتجاتها تباع في ١٧٥ بلدًا، ومن منتجاتها الشهيرة: مرطباتها، وكذلك منتجاتها الموجهة للعناية بالطفل من بودرة وزيوت وكريمات مرطبة وشامبو. وهي الشركة التي أظهر نائب رئيسها عداءه الصريح للفلسطينيين وبالتالي المسلمين، فقد دعا سام مالدونادو لقتل الفلسطينيين معتبراً قتلهم طاعة لله!

4- المرطبات التي تنتجها شركة لوريال: ونأخذ مرطب هيدرا جينيوس مثالاً عنه، والمرطب النهاري Triple Active. لوريال صديقة حميمة لإسرائيل، وعدت وادعت ذات مرة أنها ستوقف إنتاجها في إسرائيل، وعلى العكس لم توقفه بل توسعت فيه حتى امتدحها المؤتمر اليهودي الأميركي معبراً عن امتنانه لدعمها لإسرائيل.

وهي شركة فرنسية للعناية الشخصية مقرها في كليشي أو دو سين ولها مكتب مسجَل في باريس، تُعرَف بأنها أكبر شركات مستحضرات التجميل في العالم وقد قدّمت دعماً مفتوحاً للاحتلال بتبرعها بـ١٠٠ألف دولار لمعهد وايزمان في إسرائيل المُطوّر للأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، وتمادت في تعدّيها على المسلمين وتعاونها مع عدوهم ببناء مصنعها في مجدل حامق في فلسطين المحتلة وهو الذي يحاول المهتمون بقضيتنا الفلسطينية إغلاقه.

5- مرطبات cerave: تأست عام ٢٠٠٥ تصنع المرطبات والمنظفات وواقيات الشمس وهي شركة من الشركات التابعة لـ لوريال العملاقة.

منتجات نيفا مقاطعة.jpg

5- المرطبات التي تنتجها شركة the ordinary: لقد ذاع صيت هذه الشركة ووصل إلى العرب لتميّز منتجاتها بخلوّها من الزيوت الحيوانية وأصباغ قطران الفحم والزئبق ولذا فهي آمنة تماماً وتُعرَف بمنتجاتها العلاجية. وهي علامة تجارية تابعة لشركة Estee lauder companies، ومؤخراً عُقدَت صفقة ضخمة إذ أعلنت شركة إستي أنها أبرمت صفقة بقيمة مليار دولار مع DECIEM.

وبموجب هذه الصفقة فإن أورديناري أصبحت جزءًا من الشركة الأكبر Estee lauder companies، التي يعتبر ملاكها من الصهاينة المتطرفي الداعمين للاحتلال الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فإن جزءًا من أرباح هذه الشركة يذهب لشراء الأسلحة وقتل الفلسطينيين في غزة والضفة.

ختامًا، نعلم أن المنتجات التي ذكت في المقالة لا يكاد بيت من بيوتنا يخلو منها، وقد اعتدنا عليها وعلى وجودها لأن أسعارها في متناول اليد، ولأننا تأثرنا بقوة الخطاب الإعلامي الذي يروج أنها أفضل منتجات بالمعالم ولا نستطيع أن نعيش بدونها، ومع الحرب تبين أنها منتجات كذابة مضللة قاتلة، فلا نقاطعها فقط وإنما نحاربها ونحارب زيفها الذي تغلغل في تفاصيل حياتنا.