بنفسج

بيان حمامدة: المناظرة نهج حياة والنجاح سليل التدريب

الأربعاء 17 يونيو

من المبهج أن يسترجع الإنسان لحظات صعوده نحو النجاح، يشاهد كيف وقع في بعض الأوقات ونالت منه الهزيمة، ولكن سرعان ما تجاوز الصعاب، ينمو بمرور التجربة ويتعلم من الخطأ. محامية صاعدة، من مُناظرة ضمن فريق إلى مدربة في مجال المناظرات، تعطي جلّ ما تعلمته خلال سنواتها القليلة إلى أشخاص جدد.

 | هاوية مناظرات

 
المحامية بيان حمامدة، خريجة كلية القانون من جامعة الخليل، وناشطة شبابية تشارك في مختلف الأنشطة المجتمعية التطوعية. لم تقتصر فقط على الإبداع في فن المناظرة، بل أنشأت مجموعة شبابية تشجع العمل التطوعي الخيري باسم "مشكاة" في الخليل. في العام 2014 بدأت الحكاية، ودخلت بيان إلى عالم المناظرة ضمن فريق الجامعة، فأبدعت وخاضت العديد من التجارب. 

المحامية بيان حمامدة، خريجة كلية القانون من جامعة الخليل، وناشطة شبابية تشارك في مختلف الأنشطة المجتمعية التطوعية. لم تقتصر فقط على الإبداع في فن المناظرة، بل أنشأت مجموعة شبابية تشجع العمل التطوعي الخيري باسم "مشكاة" في الخليل.

في العام 2014 بدأت الحكاية، ودخلت بيان إلى عالم المناظرة ضمن فريق الجامعة، فأبدعت وخاضت العديد من التجارب. بعد ذلك كان الدخول الأقوى عام2016  في برنامج صوت الشباب المتوسط، الذي استمر تدريبه النظري لمدة 6 أشهر، ومن ثم بدأ الجانب العملي.

المناظرة: هي مواجهة بلاغية بين شخصين أو أكثر للنقاش، وإبداء الرأي في قضية معينة، بالحجج والبراهين، وتنتهي بتصويت من لجنة التحكيم أو الجمهور. توضح بيان لـ "بنفسج": (المناظرة فن يُعلم الإنسان كيفية الرد وطرح السؤال والتحكم بالنفس، ويعطي للشخص ثقافة جديدة تمكنه من النقاش في أي موضوع).

لا ضرر أن تصيبنا في البدايات بعض الصعوبات لحداثة عهدنا في المشوار الجديد، تضيف: (لم يكن التوفيق حليفي في أول مناظرة خضتها، كونها كانت في موضوع حساس وضد موقفي، فقلت هذا العالم لا يناسبني، وكنت على وشك الانسحاب، ولكن تذكرت شغفي وحبي، فعملت واجتهدت أكثر).

دربت على صياغة خطابات تمزج بين الفصحى والعامية والجدية والفكاهة، مع عدم الإخلال بالحقيقة العلمية في المعلومة. لم تقتصر على القراءة فقط في فنون المناظرة بل تنوعت.

بعد تجربتها المتأرجحة الأولى، أكملت بيان تطوير نفسها أكثر بالقراءة المستمرة عن فن المناظرة، ومشاهدة مقاطع فيديو لأحمد ديدات ومناظرين عدة. تدربت على صياغة خطابات تمزج بين الفصحى والعامية والجدية والفكاهة، مع عدم الإخلال بالحقيقة العلمية في المعلومة.

لم تقتصر على القراءة فقط في فنون المناظرة بل تنوعت، يهمها أن تشكل ثقافة واسعة تؤهلها للخوض في أي قضية. كما تأثرت بمجموعة من الكتب، أبرزها: زمن الخيول البيضاء، يسمعون حسيسها، حديث الفن والثورات، والتطهير العرقي في فلسطين.

وتشير الناشطة الشبابية إلى أنها التحقت بدورات في مجالات عديدة كتدريب للقيادة والريادة، وفن الاتصال والتواصل، إضافة لتدريب في مجال حقوق الإنسان والسلك القانوني. وهي بارعة في تنظيم الوقت حين صعدت أول سلم النجاح في عالم المناظرات، وكانت طالبة جامعية آنذاك. تعلمت التوفيق بين عدة مهمات حيث تنجز وظائف عدة في آن، تنهي دراستها، ومن ثم تبدأ في التحضير لمناظراتها.

 | أفضل مناظرة

received_349955315791607 (3).jpeg
بيان حمامدة خلال إحدى المناظرات 

"أفضل مُناظرة على مستوى فلسطين لعام 2017". تلقت بيان خبر فوزها هذا، ومن ثم قالت لنفسها: (ها قد فعلتها... هذا العالم يناسبني تمامًا).

هذا اللقب لم يأتِ لبيان بسهولة، فقد خاضت عدة مناظرات لتصل إليه، في بطولة الخليل تفوقت وتأهلت إلى بطولة فلسطين، توضح: (البطولة عبارة عن مجموعة مناظرات، ويوضع لكل متناظر درجة معينة في النهاية، حصلت على درجات مرتفعة في كل مناظرة خضتها، وكنت أعلى درجة فأخذت اللقب".

"أذكر جيدًا يوم الإعلان عن الفوز باللقب، كنت مريضة جدًا، جاءني زميل لي يقول: (ارتاحي يا بيان علاماتك عالية كتير)، لم أكن في كامل تركيزي، حتى كتب اسمي على شاشة العرض بأنني الفائزة، فذهبت لاستلام الدرع وأنا غير مصدقة لما يحدث"، تقول بيان.

ماذا تعني لكٍ المناظرات؟ تجيب لـ "بنفسج": "أسلوب ومنهج حياة أسير عليه، فمثلًا كنت سابقًا مندفعة أثناء النقاش أثور وأغضب، مما يضعف رأيي، ولكن المناظرة أعطتني الدواء للسيطرة على نفسي فأصبح أسلوبي أكثر انضباطًا".

 | مدربة

 
هل الجميع مؤهل لأن يكون مناظًرا؟ تجيب لـ "بنفسج": (فن المناظرة متاح للجميع، فمن ليست لديه الجرأة الكافية يستطيع إحياء هذه الميزة في نفسه بالاجتهاد في تطويرها. ويجب أن يكون المناظر صاحب لغة سليمة وحضور قوي).  وتؤكد بيان أن المناظرة تهذّب المرء؛ تسهم في صقل شخصيته من جديد، وتجعله مستمعًا جيدًا هادئًا، يحترم الرأي الآخر، ويرد عليه بالمنطق والحجة.

من لقب مُناظرة إلى مدربة مناظرات، حصلت بيان عليه بعد جهد وعناء وتدريب مكثف، حيث تلقت العديد من تدريبات المناظرة على يد المدربة الدولية نجوان بيرقدار، إضافة إلى أماكن عدة أبرزها: جامعة الخليل، والخضوري، ومركز أكسفورد.

تقول بيان: (منذ اليوم الأول لي في المناظرة حلمت أن أكون مدربة يومًا ما، لأنني أحب أن يذكر اسمي من ضمن واهبي العلم والثقافة). فهي تسعى دومًا لنقل كل ما تعلمته إلى الآخرين؛ وتنشئ علاقات ودية مع الأفراد المتدربين، وتعطيهم المجال في بعض الفقرات الترفيهية التي تساعد على توصيل المعلومة بشكل أسرع.

تؤكد بيان أن المناظرة تهذّب المرء؛ تسهم في صقل شخصيته من جديد، وتجعله مستمعًا جيدًا هادئًا، يحترم الرأي الآخر، ويرد عليه بالمنطق والحجة.

هل الجميع مؤهل لأن يكون مناظرا؟ تجيب لـ "بنفسج": (فن المناظرة متاح للجميع، فمن ليست لديه الجرأة الكافية يستطيع إحياء هذه الميزة في نفسه بالاجتهاد في تطويرها. ويجب أن يكون المناظر صاحب لغة سليمة وحضور قوي).

| أحلام بيان

من كان المشجع الرئيسي لبيان في طريقها لسلم النجاح؟ تجيب: (أصدقائي، وكل من فتح لي أبواب المشاركة والتقدم). أما عن المحبطين في حياتها، فتقول: (لو سمعت لكل من أحبطني أو قال لي كلمة سيئة لكنت الآن في مقبرة الحياة؛ لذلك لا أسمع إلا لإيماني الداخلي بقدرتي على النجاح).

يثير غضب صديقتنا رؤية المظلومين على وجه الأرض، فمنذ طفولتها تحلم بأن تدافع عنهم وتعيد الحق إلى أصحابه؛ خصوصًا فئة الأسرى واللاجئين. فالتحقت بكلية الحقوق، وما زالت تتدرب حتى تصبح محامية لها وزنها في عالم القانون.

وتدعو مدربة المناظرات جميع الفتيات، أن يلتحقن بعالم المناظرات؛ كونه سيقدم لهن الفائدة في حياتهن بشكل عام. كما تحلم بأن تكون مُحكمة مناظرات دولية، يُسمع اسمها في كافة المحافل. وتخطط حاليًا لتقديم تدريب في المناظرة إلى المحامين، إضافة لمشاريع جديدة مع صوت الشباب المتوسط الذي سيتم الإعلان عنه قريبًا.