بنفسج

عناقيد الخليل: الشهد الذي امتدت إليه أيدي المستوطنين

الخميس 07 اغسطس

الاستيطان في الخليل
الاستيطان في الخليل

يحتفل أهل الخليل بموسم قطف العنب سنويًا، إذ يتحول هذا الموسم إلى مهرجان شعبي تراثي يمزج بين الفرح بالحصاد وبين الحفاظ على هوية الأرض، لكن خلف هذه البهجة السنوية، تختبئ معاناة يومية يفرضها واقع الاحتلال الإسرائيلي، إذ تتعرض أراضي الخليل، إلى هجمات المستوطنين، ويتوسع الاستيطان على حساب أراضي الفلسطينيين، ما يشكل خطرًا وجوديًا على الزراعة والاقتصاد الفلسطيني، ومنذ الحرب الإسرائيلية على غزة، اختفت مهرجانات العنب، وزادت وتيرة التضييق على المزارعين.

وفي ظل الهجمة الاستيطانية، يبقى عنب الخليل إرثًا تاريخيًا مهما حاولوا طمسه، يقولون عن الشهد، ويتغنون بجماله، التي وصل أنواعها ل 16 نوعًا، ومن بينها الجندلي، البيروتي، الحلواني، البلدي، الشامي، الدبوقي، الحمداني، الزيني. ويعد عنب الخليل المزروع في جبالها وأوديتها، مصدر دخل للمزارع الخليلي، والهجمة الاستيطانية الشرسة أفقدت الكثيرين أرزاقهم، وأضحت شجرة العنب التي يزيد عمرها عن 60 عامًا مجرد شجرة يسرقها المستوطنين ويعيثون خرابًا بها.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، عُلق عمل مهرجان العنب السنوي في الخليل والذي كان أيقونة فنية جميلة، لا يُعرض به العنب فقط، بل منتجات زارعية كالفواكه والخضار من مختلف المحافظات، وكان يقدر عدد المشاركين في المهرجان أكثر من 100 مشاركًا، يقدمون منتجاتهم المشتقة من العنب، كالزبيب والدبس والملبن، والعنبية في محاولة لتعزيز الاقتصاد المنزل.

عادة، يبدأ موسم قطف العنب في الخليل في شهري أغسطس وسبتمبر، ويُعتبر من أهم المواسم الزراعية التي يترقبها الأهالي بفارغ الصبر، يتجمّع العائلات في المزارع ويشاركون في عملية القطف، التي تتحول إلى مهرجان تراثي مليء بالأغاني الشعبية والمأكولات التقليدية، حيث ينتج العنب الطازج والمجفف، بالإضافة إلى الملبّن والدبس والخل والمربى.

إلا أن هذه الفرحة لا تكتمل، إذ تتكرر كل عام مشاهد التنكيل والهجوم، نتيجة ممارسات الاحتلال والمستوطنين الذين يهاجمون المزارعين أثناء عملهم أو يمنعونهم من الوصول إلى أراضيهم. 

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، عُلق عمل مهرجان العنب السنوي في الخليل والذي كان أيقونة فنية جميلة، لا يُعرض به العنب فقط، بل منتجات زارعية كالفواكه والخضار من مختلف المحافظات، وكان يقدر عدد المشاركين في المهرجان أكثر من 100 مشاركًا، يقدمون منتجاتهم المشتقة من العنب، كالزبيب والدبس والملبن، والعنبية في محاولة لتعزيز الاقتصاد المنزلي، وإن من أبرز التحديات التي تواجه الخليل في السنوات الأخيرة هي التوسع الاستيطاني المتسارع، إذ تعد محافظة الخليل من أكثر المحافظات استهدافًا من المستوطنين، حيث تنتشر فيها عشرات المستوطنات، خصوصًا في المناطق الزراعية الغنية مثل بيت أمر، سعير، حلحول، ويطا.


اقرأ أيضًا: "عين الهوية" طبيعة وتاريخ فلسطيني يهدده الاستيطان


يستولي المستوطنون، تحت حماية جيش الاحتلال، على الأراضي، بحجج واهية منها "أوامر عسكرية"، أو تصنيف الأراضي كـ"أراضي دولة"، في الواقع، يُجبر المزارعون على ترك أراضيهم بفعل الاعتداءات المستمرة، سواء عبر منعهم من دخولها، أو تدمير المحاصيل، أو مصادرة المعدات الزراعية، وحتى إحراق الأشجار.
وهذه الهجمات الاستيطانية لا تؤدي فقط إلى فقدان الأراضي، بل تؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي في الخليل، حيث يشكل العنب مصدر دخل رئيسي لمئات العائلات، ويجدر التنويه أن أكثر من 60% من العنب تنتجه الخليل.

إن استمرار التوسع الاستيطاني، والسيطرة على أراضي العنب، يؤكد أن الاحتلال لا يستهدف الأرض فقط، بل الثقافة والهوية والاقتصاد.  ما قبل التضيقات كان مهرجان العنب في الخليل ينتج 60 ألف طن عنب سنويًا، بواقع زارعة 47 ألف دونم من أراضي الخليل، ويدر الدخل على 6 آلاف عائلة، وكان يصدر العنب الخليلي لبعض الدول كالأردن والسعودية ودول الخليج.