بنفسج

كل من يصنع حياة يقتله الاحتلال في غزة

السبت 04 أكتوبر

شهداء من غزة
شهداء من غزة

لم تكن غزة سوى منبع حيّ غني، نغني فيها ونكتب عن الحب والأمل والحياة، لكن في لحظة انقلب الحال، فأصبح كل شيء رمادًا، لتُثبت لنا أن الحياة قصيرة وأننا عابرون، كما يقولون: لا عيش إلا عيش الآخرة. خلال عامين رحل "زينة شباب البلد"، أولئك الذين كانوا يطمحون كثيرًا، ويسعون لتحقيق أحلامهم قدر استطاعتهم، فظلوا في البال.

هنا نسلط الضوء أبرز الشخصيات التي استشهدت وعُرفت خلال الحرب، كل واحد منهم ترك بصمة وذكرى حية، تثبت أن الإنسانية لا تموت، وأن الإنسان بسيرته الطيبة وخُلقه خالد في القلوب.

علي نسمان

علي نسمان
 

عرفنا وجهه في مسلسل بوابة السماء، ولمع نجمه في مسلسل شارة نصر جلبوع عام 2022. كان قريبًا من القلب، كوميديًا بطريقته الجذابة، ووجهًا للفن الفلسطيني. ولد علي عام 1985، ودرس إدارة الأعمال، وحصل على دبلوم في إدارة المنظمات. عمل في مجال النجارة، لكن الفن جذبه فبزغت موهبته في التمثيل. منذ بدء العدوان، وثّق جرائم الاحتلال بهاتفه، مصورًا وناشرًا، وظهر قبل استشهاده في مقطع فيديو أكد فيه حتمية النصر أو الشهادة.

في 13 أكتوبر 2023 ارتقى شهيدًا بعد غارة إسرائيلية استهدفت منزله. رحيله شكّل خسارة للفن الفلسطيني، إذ جمع بين الموهبة والإنسانية، وجعل من أعماله نافذة تُظهر معاناة شعبه.

خالد نبهان

روح الروح خالد نبهان

صاحب مقولة "روح الروح"، التي نطق بها وهو يعانق حفيدته ريم بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه، في مشهد أبكى كل من شاهده. ظل خالد يعاني من ثقل الفقد حتى 16 ديسمبر 2024، عندما استشهد في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات، ليلتقي بالحفيدة بعدما أثقله الفقد.

يحيى برزق

المصور يحيى برزق

مصور فلسطيني وأب لطفلين، عُرف بلقب "مصور المواليد" لإبداعه في تصوير الأطفال حديثي الولادة. درس الوسائط المتعددة بجامعة الأزهر، وعمل في الهندسة الإذاعية قبل أن يفتتح استوديو خاصًا به. نزح بداية الحرب جنوبًا، ثم عاد لشمال غزة بفرحة لم تدم طويلًا، ليعود وينزح إلى دير البلح، حيث استشهد هناك، لتُقتل معه أحلامه ووعوده لمحبيه.

يقين حماد

يقين حماد

وُلدت عام 2013 في دير البلح، عُرفت بأنها "أصغر مؤثرة في غزة"، إذ استخدمت منصات التواصل لنقل معاناة الأطفال. كانت عضوًا في جمعية "عونًا"، وعملت مع شقيقها محمد "المستشار". نظمت فعاليات للأطفال، وبثّت الأمل بقولها الدائم: "هنعمرها".
في 23 مايو 2025 استهدفت غارة منزلها في دير البلح، فرحلت يقين مع عائلتها، لتبقى صورتها رمزًا لأصغر الأصوات التي حملت همّ غزة.

رفعت العرعير

inbound782308476180746955.jpg

أكاديمي وشاعر وُلد عام 1979 في غزة. حاصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة بوترا بماليزيا عام 2017. عمل أستاذًا في الجامعة الإسلامية بغزة، وأسهم في تأسيس مشروع "نحن لسنا أرقامًا".

وثّق قصص الشهداء في كتابه Gaza Writes Back، وركز على الرواية الشفوية للجيل القديم، مؤمنًا بأن القصص ليست مجرد تعليم، بل إثبات أصيل لحق الشعوب بأرضها. استشهد عام 2023، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وإنسانيًا خالدًا.