بنفسج

"سوبر ماركت في البيت": قصة ميزانية أسرة في رمضان

الأحد 20 مارس

بمجرد اقتراب شهر رمضان يبدأ التفكير في جدول الإفطار والسحور اليومي، وتشرع غالبية الأسر بالإسراف فوق الحاجة، سميرة اعتادت منذ سنوات عديدة أن تصطحب أولادها قبل رمضان بيومين للتسوق لحاجيات رمضان، حيث تشتري كل ما ترغب ولا ترغب، وعند سؤالها لماذا؟ تجيب " مهوا رمضان"، تناولت من على رف السوبر ماركت عبوة مربي حجم كبير وإذ بابنها يقول لها " يا ماما ما بناكله.. خسارة"، فتجيبه " بهمش هاد عادة رمضان"...

ليست تلك السيدة وحدها من تتسوق بهذه الطريقة، توجد العديد من الأسير طبع في عقلهم منذ سنين أن حاجيات رمضان يجب أن تزيد عن الأشهر الاخرى، كون الشهر له خصوصية. وبذلك أصبح هذا الشهر يشكل عبئًا اقتصاديًا على بعض الأسر عندما تتحدث عن التزاماتها المالية، وأيضًا تشكل العروضات في المحال التجارية وسيلة إغراء لهم فتدفعهم للمزيد من الشراء العشوائي، وتشهد الأسواق انتعاشًا وإقبالًا متزايدًا من قبل الناس، وهذا عاد بالنفع على التجار، ففي هذه المناسبة السنوية  يعوضون حالات الركود السابقة.

| لماذا نُصاب "بهوس" الشراء في رمضان؟

بمجرد اقتراب شهر رمضان يبدأ التفكير في جدول الإفطار والسحور اليومي، وتشرع غالبية الأسر بالإسراف فوق الحاجة.

ومن  أسباب هذه الظاهرة: الإحساس بالجوع لدى الصائم الذي يولد رغبة بالشراء لديه. وكثرة العروض المقدمة من التجار. إضافة للعامل النفسي الكامن في أن الصائم يحب أن يكافئ نفسه بعد الصيام، فيبدأ بشراء أنواع من الحلويات لم يكن يشتريها باقي أشهر السنة. 

 هنا نوضح لكم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الإنفاق في هذا الشهر، ونقدم لكم عن كيفية تجنب الإسراف، والحفاظ على ميزانية الأسرة قدر الإمكان.

 | عادات سلوكية خاطئة:  تتمثل في تحويل هذا الشهر إلى شهر استهلاكي أكثر منه شهر عبادة.

 | الإحساس بالجوع لدى الصائم: الذي يولد رغبة لديه لشراء المزيد من أصناف الطعام.

 | كثرة العروض المقدمة:  والمطروحة في السوق وطرق عرضها، حيث يتفنن التجار بعرض الخضار والفواكه وأصناف الحلويات والعصائر، بأسلوب يغري الأسر بشراء أكثر من حاجتهم طمعا في التوفير.

  | الأسعار: الارتفاع غير المبرر في الأسعار في الشهر الفضيل.

  | العزائم:  والولائم الرمضانية وما يتبعها من تفاخر ومبالغة في تقديم الموائد الرمضانية، وتنويع أصناف الطعام أكثر من المعتاد.

  | ملازمة العيد لشهر رمضان: فما أن ينقضي الشهر المبارك حتى تبدأ طقوس العيد وتحضيراته، مما يسبب ارتفاعا كبيرا في الإنفاق والضغط على ميزانية الأسرة.

  | العامل النفسي: هناك أيضا عامل نفسي، وهو أن الصائم يحب أن يكافئ نفسه بعد الصيام، فيبدأ بشراء أنواع من الحلويات لم يكن يشتريها باقي أشهر السنة.

 بالتالي، فإن عملية الشراء في رمضان، والتي غالبا ما تتصف بالعشوائية وعدم التخطيط؛ ناتجة عن قرار مالي عاطفي، وليس عقلانيا. ولكن هل يزداد الدخل كما الإنفاق في رمضان؟ يجيب الخبراء الاقنصاديون على سؤالنا بنعم، ولكن هذه الزيادة ليست محمودة، حيث أن سلوك المستهلك هنا يتجه إلى ثلاثة خيارات؛ فإما أن يقترض، وإما أن يستخدم مدخراته، أو أن يعمل على تبديل أولوياته مؤقتا في هذا الشهر، وهذا يعني أن يقوم بتأجيل مصاريفه الأساسية، كإيجار المنزل وأقساط المدارس في سبيل الإنفاق لهذا الشهر، الأمر الذي يقوده نحو عجز وأزمة مالية محققة في الشهور التالية.

| كيف نتجنب الإسراف، ونقلل من إرهاق ميزانية؟ 

ميزانية الأسرة في رمضان لا تختلف كثيرا عنها في باقي الشهور، ولكن لا بد من الانتباه إلى جانب المصروفات في الميزانية في هذا الشهر، والمحافظة على خصوصية الشهر الفضيل، حيث أنه شهر تكافل اجتماعي، وشهر تغيير؛ يجب الابتعاد فيه عن كافة مظاهر البذخ والإسراف والتبذير، وكل ما يفسد معاني الصوم ومقاصد العبادة.

 | الجانب النفسي: تأكدي عزيزتي القارئة بأن السلع هي نفسها موجودة طوال العام، وأن استهلاكنا في رمضان هو نفسه في باقي أشهر السنة، لذلك لا داع للاندفاع المبالغ به في الشراء.

 |ضبط الميزانية: ضعي ميزانية محددة، ومكتوبة تتضمن دخلك وكافة المصاريف لهذا الشهر، ولا تغفلي عن مصاريف العيد؛ فالميزانية الناجحة تبدأ من خلال تدوين البيانات بدقة.

 | الدفع النقدي: ابتعدي عن بطاقات الائتمان والاستدانة، وحاولي أن تدفعي كل التزاماتك نقدا.

 | لا تكوني ضحية للعروض: استغلال العروض الرمضانية بذكاء، من خلال وضع قائمة احتياجاتك خلال الشهر، واشتر حاجتك منها فقط، ومن الممكن هنا، المشاركة مع الجيران أو الأقارب؛ للاستفادة من العروض على نحو أفضل، في حال كانت الأسرة صغيرة أو أن العرض يزيد عن احتياجك.

 | قوائم مسبقة: على ربة المنزل إعداد قائمة تتضمن طبخات الأسبوع، وأي عزائم تخطط لها ومستلزماتها من السوق والالتزام بها عند التسوق، والابتعاد عن الشراء العشوائي.

 | ضبط الكميات:  قللي حجم الطبخة اليومية، حيث أن سفرة رمضان تحتوي على الشوربات والسلطات وحاجة الصائم للطعام أقل منها في أيام الإفطار.

 | تجنبي التسوق وأنت صائمة أو جائعة: حتى لا تتفاجئي لاحقا بشرائك لأشياء لست بحاجتها أو غير صحية.

 | فخ الماركات: استبدلي السلع الباهظة ذات العلامة التجارية المعروفة (الماركة)، بأخرى أرخص وربما أفضل جودة، لأن السلع ذات العلامة التجارية لا تعني بالضرورة أنها الأجود والأفضل، حيث أن الشركة تضيف عليها تكلفة الإعلان والضرائب التي ندفعها نحن المستهلكين.

 | تاريخ الصلاحية: انتبهي إلى تاريخ انتهاء صلاحية المنتج للسلع الخاضعة للعروض، في الغالب تاريخها يكون موشكاً على الانتهاء.

 | تفنني في منزلك: قومي بصنع حلوى منزلية من حواضر البيت، واصطحبيها كهدية عند تلبية دعوات الإفطار في الشهر الكريم، فدعوات الأقارب كثيرة، وشراء الهدايا سيشكل عبئاً ماليا على ميزانيتك.

 | تجنبي التسوق للعيد في رمضان: حاولي شراء ملابس العيد ومستلزماته قبل شهر رمضان أو في بدايته، فالأسعار تزداد وخصوصا في النصف الثاني من الشهر.

 | اصنعي الخير: تذكري المحتاجين والفقراء بقدر ما تتحمله قدرتك على العطاء.

أخيرا؛ فإننا نؤكد على أن ميزانية الأسرة في رمضان لا تختلف كثيرا عنها في باقي الشهور، ولكن لا بد من الانتباه إلى جانب المصروفات في الميزانية في هذا الشهر، والمحافظة على خصوصية الشهر الفضيل، حيث أنه شهر تكافل اجتماعي، وشهر تغيير؛ يجب الابتعاد فيه عن كافة مظاهر البذخ والإسراف والتبذير، وكل ما يفسد معاني الصوم ومقاصد العبادة.