بنفسج

التعلم الذاتي: كل شيء متاح... بقي الدافع فقط!

الخميس 18 يونيو

طرق التعلم الذاتي
طرق التعلم الذاتي

مع تقدم التكنولوجيا وتسارع التطور، كان لا بد من اللجوء لوسائل تحسن خبرة الأفراد في مجالات الحياة المختلفة منها طرق التعلم الذاتي بالتحديد؛ إذ بات من الصعب مواكبة تطور ما بالاعتماد على مخرجات التعليم الأكاديمي التقليدي. كما زادت الأصوات التي تنادي الشباب لتحسين خبراتهم العملية ومهاراتهم المختلفة من أجل اندماجٍ أسهل في سوق العمل، وإبداع أكبر يواكب ما وصل إليه الآخرون. 

كل ذلك من أجل اللحاق بركب الحضارة والتقدم، ومن أجل الحصول على أفراد متميزين يمسكون بزمام القيادة الفعالة للعلوم والاقتصاد وغيرها من المجالات. ومع توفر المصادر التعليمية وتعددها، وثورة المعلوماتية في هذا الزمان، فإن التعلم الذاتي هو الخيار الأنسب والأكثر فاعلية ومرونة والأقل تكلفة. فما هو التعلم الذاتي، وماهي خصائص التعلم الذاتي؟ وما هي طرق التعلم الذاتي؟ وما هي مصادره، ومميزاته، وسلبياته، ومعيقاته؟ لنتعرف معًا.

 طرق التعلم الذاتي: نشاط مرن

طرق التعلم الذاتي

التعلّم الذاتي هو اكتساب المعلومات والمهارات دون الارتباط بمعلمٍ،ودون الخضوع لخطة دراسية موضوعة مسبقًا. وتأتي من دافعٍ ذاتيٍ بحت، ورغبة في تطوير علم أو مهارة ما. المصدر الأساسي للتعلم الذاتي في هذا العصر الشبكة العنكبوتية.يساعدك التعليم الذاتي في أن تكوني شخصا واثقا في نفسه أكثر، متمكنا من تخصصه.

   

يعرف التعلّم الذاتي بأنه اكتساب المعلومات والخبرات والمهارات دون الارتباط بمعلمٍ أو موجهٍ ما، ودون الخضوع لخطة دراسية موضوعة مسبقًا. وتأتي من دافعٍ ذاتيٍ بحت، ورغبة في تطوير علم أو مهارة ما لدى المتعلم. وبالمناسبة فهو لا يتعارض مع التعليم التقليدي مطلقًا، بل قد يكون داعمًا له أثناء فترة الدراسة الأكاديمية، أو لاحقًا له بعد التخرج للحصول على خبرات أكبر ومواكبة التطورات العلمية في التخصص ذاته، وقد يكون منفصلًا تمامًا إذ يرغب المتعلم في أن يحصل على علم جديد، أو مهارة جديدة مختلفة كليًا عن تخصصه الأكاديمي.

يعتبر المصدر الأساسي للتعلم الذاتي في هذا العصر الشبكة العنكبوتية، والتي بات من السهل الحصول من خلالها على الكثير من المعلومات والمهارات في كل العلوم التي عرفتها البشرية، وقد عرضت المعلومات في مواقع متخصصة بالتعليم بأشكال مختلفة ما بين صور ومقاطع مرئية، وأخرى مسموعة، ومكتوبة.

طرق التعلم الذاتي: مع انتشار الكثير من المعلومات المغلوطة عبر الإنترنت فإن هناك الكثير من المواقع الموثوقة التي تقدم المعلومة العلمية الصحيحة؛ يقوم عليها علماء وباحثون ومنظمات دولية وجامعات مرموقة، وكثير من هذه المعرفة تقدم بشكل مجاني تمامًا، وبعضها يتطلب رسومًا رمزية أو متوسطة، ولكنها تكون أقل كلفة من الالتحاق بالمعاهد والدورات التدريبية. كما تعتبر الكتب المتخصصة مصدرًا ممتازًا للبحث عن المعرفة وزيادة قاعدة الفرد العلمية والأدبية والفكرية، ويمكن الحصول على كتب مستعملة بالغة القيمة بأسعار زهيدة، أو استعارتها مجانًا من المكتبات العامة. 

يتميز التعلم الذاتي بأنه مفتوح الخيارات؛ لذا يمكن لكل متعلم أن يحصل على العلم الذي يرغب به بحُرِّية؛ دون أن يؤثر على ارتباطه بعمل أو أسرة، أو عدم قدرته على التنقل، أو عدم توفر المال الكافي. فهو يحتاج فقط إلى توفر المصادر: خط إنترنت دائم، وبعض الكتب.         

كما أنه نشاط مرن، إذ يمكن للمتعلم أن يخصص له الوقت المناسب لظروفه، والمقدار الذي يمكنه تعلمه. وهو خالٍ من الضغوط؛ فليس له امتحانات تحتاج إلى تحضير، ولا خطة دراسية يجب إنهاؤها في وقت محدد. ويعتبر التعلم الذاتي اقتصاديًا جدًا مقارنة بالتعليم التقليدي؛ لأن هناك الكثير من العلوم التي يمكن الحصول عليها مجانًا أو بمبالغ رمزية. بالإضافة إلى كل هذا فإن التعلم الذاتي يبني شخصية ملتزمة منجزة، لأن المتعلم هو من يختار أن يسير على هذا الطريق، فيمرن نفسه على الالتزام.


اقرأ أيضًا: كيف نجحت تجربتي في العمل من المنزل؟


ومع كل هذه المميزات والفرص المفتوحة للتعلم الذاتي إلا أن هناك عقبات تعترض طريقه. ومن أهم العقبات التي تعرقل مسيرة التعلّم الذاتي هي المتعلم نفسه؛ خاصة إذا كان مسوّفًا، أو مفتقداً إلى الصبر والالتزام، أو إذا كان لا يعرف ماذا يريد فيتشتت، ولا يفيد من الساعات التي قضاها يتعلم ذاتيًا، بالإضافة إلى بعض الظروف الخاصة كالسكن في أماكن نائية لا تحتوي على مكتبات أو إنترنت.

وبالرغم من أن التعلم الذاتي يمكن أن يعطي المتعلم أضعاف ما قد يتعلمه في الجامعات أو المعاهد، إلا أن مشكلته تكمن في أنه غير قابل للإثبات؛ لأن المتعلم لم ينتسب إلى مؤسسة تقرّ بأنه اجتاز خططها الدراسية و نجح في امتحاناتها. لذا فإن من الصعب توثيقه مثلًا في السيرة الذاتية. ومع ذلك يمكن تثبيت بعض المساقات في السيرة الذاتية عن طريق شهادات الإتمام التي تقدمها المواقع المقدمة للمساقات، لكنها لن تعامل معاملة الشهادات الأكاديمية، فقط يمكن أن تكون داعمة لها، و دليلًا للمؤسسة أن المتقدم للوظيفة شخص ملتزم ومنجز.


اقرأ أيضًا: سنابل تروى على مهل: كيف تُبنى العادات؟


كما أن التعلم الذاتي لا يصلح للحصول على بعض الوظائف التي تتطلب الشهادة الجامعية في المقام الأول، كالطب والصيدلة والهندسة والمحاماة؛ لأن لهذه المهن متطلبات رسمية وبروتوكولات في كل دولة للحصول على إذن بمزاولة هذه المهنة فيها، مع أن استخدام التعلّم الذاتي لهذه الفئات ناجع جدًا ومجدٍ على المدى البعيد، لأن هذه العلوم في تطور مستمر.

في المحصلة، فإن التعلم الذاتي لن يعطيكِ وظيفةً مرموقة بسهولة لعدم توفر إثبات، ولكن يمكنه جعلكِ أكثر تميزًا في عملك، وأكثر إبداعًا وقدرة على التأثير. كما أنه سيساعدك بشكل عظيم إذا ما أردتِ العمل في مشروعٍ خاص بكِ، وقد يمنحك مهنة ما لم تكوني لتعلمي عنها أي شيء، وسيجعل منكِ شخصًا واثقًا بنفسه أكثر، ومتزنًا أكثر، وسيضفي التميز على الكثير من جوانب حياتك، فبادري، واتجهي نحو طرق التعلم الذاتي المستحدثة والجديدة التي يمكنك اكتساب العلوم والمهارات من خلالها.