بنفسج

الفحوصات المخبرية: "إرشادات" لضمان نتيجة أفضل

الثلاثاء 06 أكتوبر

إن التحضير الصحيح، وتهيئة الظروف المناسبة قبل إجراء الفحوصات الطبية، مهم جدًا لضمان صحة وجودة النتائج، وبالتالي، مساعدة الطبيب للوصول إلى التشخص السليم، وأخيرًا حصول المريض على العلاج المناسب. يحتوي دم الانسان على مئات الجزيئات؛ كالأملاح والمعادن والهرمونات، والتي يقع معظمها في الجزء السائل من الدم، أو ما يُسمى بالسيرم، حيث يقوم الجسم بالحفاظ على وجود هذه العناصر بكميات معينة، وبشكل متزن لضمان استمرارية عمل الجسم بشكل صحي وسليم. 

وإن أي اختلال في هذا الاتزان ينتج عنه أمراض ومشاكل تؤثر على صحة الإنسان، ومن هنا تأتي أهمية الفحوصات المخبرية للكشف عن هذه المشاكل. إن معرفة الشخص للظروف المناسبة لإجراء الفحوصات المطلوبة منه، يوفر عليه الكثير من الوقت والجهد.

| أنواع الفحوصات

سكري.png
فحص السكر التراكمي

تتنوع الفحوصات الطبية من حيث الشروط التي يجب التقيد بها،  قبل إجراء الفحص، فالبعض منها يحتاج إلى صيام عدد معين من الساعات، والبعض الآخر يجب إجراءه في ساعة محددة من النهار، والعديد العديد من الإجراءات الظروف، وفي هذا المقال سنتطرق بشكل أساسي إلى أهم الفحوصات وأكثرها شيوعًا.

هناك مجموعة من الفحوصات التي تحتاج إلى صيام عدد ساعات معين لضمان صحة الفحص، حيث إن عدم الالتزام بذلك، قد يؤدي إلى ارتفاع القيمة أو نقصانها بشكل خاطئ. من أهم هذه الفحوصات وأكثرها شيوعًا:

| فحص السكر الصائم (Fasting blood sugar): والذي يلعب دورًا أساسيًا في تشخيص مرض السكري، حيث يحتاج هذا الفحص إلى صيام من 8 الى 10 ساعات، لضمان الحصول على نتيجة دقيقة. ويختلف هذا الفحص عن فحص السكري التراكمي (HA1C) الذي يقيس مستوى السكر المخزن داخل خلايا الدم الحمراء، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو متوسط عمر الخلايا الدم الحمرء لا يحتاج هذا القحص إلى صيام، حيث يمكن إجراءه في أي وقت من اليوم.

| فحص سكر الحمل التراكمي ( Glucose Tolerance Test ): يُجرى هذا الفحص بإعطاء الأم الحامل كمية محددة من سكر الغلوكوز عادة 100 gm,  ويجب أن تمتنع السيدة الحامل عن الأكل 8 إلى 10 ساعات، قبل وقت إجراء الفحص، ويتم إجراؤه بإعطاها محلول السكر قبل الساعة العاشرة صباحا، وذلك لأن مستوى هرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم نسبة السكر في الدم، أنسب ما يكون لإجراء الفحص في هذا الوقت، ومن ثم قياس مستوى السكر خلال فترات معينة.

| مجموعة فحوصات الدهون والكوليسترول: والتي تلعب دورًا أساسيا لتشخيص أمراض القلب وتصلب الشرايين، وتحتاج الى صيام من 10 الى 12 ساعة، ويفضل عدم أكل وجبة دسمة تحتوي على كمية كبيرة من الدهون، في اليوم الذي يسبق يوم إجراء الفحص.

غدد.png
أبرز أجهزة الجسم المسؤولة عن إفراز الهرمونات 

| الفحوصات الهرمونية: فالهرمونات عبارة عن مواد كيميائية تفرز من جهاز الغدد الصماء، وتلعب دورًا هامًا في العديد من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان. بعض هذه الهرمونات تتأثر بالدورة النهارية (diurnal rhythm )، أي أن تركيزها يختلف خلال اليوم،  وعليه يجب مراعاة اختيار وقت مناسب لإجراء الفحص.

من الأمثلة على ذلك، فحص مستوى هرمون الكورتيزول والذي يلعب دورًا مهمًا في تشخيص زيادة أو نقصان نشاط الغدة الكظرية (الفوق كلوية)، ويفضل أخذ العينة في الصباح الباكر – يفضل قبل الساعة 9 – أو في ساعة متأخرة من الليل. كذلك الحال بالنسبة لفحص هرمون التستوستيرون ( هرمون الذكورة )، كما يفضل إجراء الفحص بين الساعة 8 و 10 صباحًا. وبالنسبة الهرمونات التناسلية المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية عند الإناث ( FSH & LH )، يُفضل إجراؤها في اليوم الثالث أو الرابع من الدورة الشهرية للوصول إلى التشخيص الدقيق لأي مشاكل فيها.

| فحص هرمون الحمل (BHCG): وهو هرمون يفرز بالشكل الطبيعي من خلايا المشيمة عند حدوث الحمل، حيث يبدأ مستوى الهرمون بالارتفاع أولا في الدم، حيث يمكن الكشف عنه بعد 7 أيام من غياب الدورة الشهرية، أو الكشف عنه في البول بعد 10 أيام من غياب الدورة الشهرية. هذا بشكل عام، وقد تتفاوت من سيدة إلى أخرى. أما في حالة زراعة الأجنة، فيتم إجراء الفحص في اليوم الحادي عشر بعد الزراعة ويعاد باليوم الثالث عشر، ويتضاعف هذا الهرمون يتضاعف كل 72 ساعة.

| فحوصات قياس مستوى الفيتامينات وبعض الأدوية في الدم: حيث يفضل إيقاف تناول فيتامين B12  من 7 إلى 10 أيام قبل إجراء الفحص,  وينطبق هذا على فحصي فيتامين B7  والحديد، كما يفضل إيقاف المكملات من 5 الى 7 ايام قبل اجراء الفحص. أما في فحص فيتامين "د" فلا داعي لإيقاف تناوله، ولكن يفضل إجراؤه قبل أخذ الجرعة اليومية. أما بالنسبة لفحوصات مستوى الدواء، فيفضل إجراؤها قبل الجرعة اليومية من يوم الفحص، ويجب الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يخص وقت إجراء الفحص.

| فحوصات الزراعة البكتيرية: لمختلف عينات الجسم، والتي تستخدم للكشف عن مسببات الالتهابات المختلفة سواء في البول، أو في البراز أو أي عينة أخرى، يجب إجراء الفحص قبل تناول أي نوع من المضادات الحيوية، وفي حال تناول المريض مضادا حيويًا، يجب عمل الفحص بعد ثلاثة أيام على الأقل من التوقف عن تناول المضاد الحيوي.