بنفسج

جمانة الشوا: "ناجون" نافذة أمل ليتعافى مرضى السرطان

الأحد 25 أكتوبر

ما أنْ يحتلّ أكتوبر الوردي مكانه بين أشهر العام، إلا ويفتحُ الأبواب أمام كل وردةٍ خَطتْ جذورها في هذا العالم، لتلبّي دعوةً خاصةً بها للكشف المبكر عن سرطان الثدي، مبرزًا أهمية التشخيص، في سرعة العلاج، متمنيًا لهم دوام السلامة. مع انطلاق الحملات الوردية المتزامنة مع شهر أكتوبر اقتنصت البطلة "جمانة الشوا"، الفرصة لإطلاق منصة "ناجون"، لتكون وردة تهدي هذا العالم أزهار الأمل وعبارات الحب ودعوات تنبض بالحياة عبر سلسلة قصصية ملهمة اقتبستها من فراش المرض.

| ناجون

 
جمانة الشوا فتاة عشرينية العمر، بستانية الروح، لؤلؤية الفكر، وطالبة في كلية علم الحاسوب بالجامعة الإسلامية في غزة، كما أنها ذهبية القلم، وتحمل رسائل التغيير عبر الكلمة، بطلة اختارت الانتصار في حربها مع مرض السرطان الذي تربع إلى جانب رقبتها مصيبًا الغدد الدرقية والليمفاوية.
 
أما منصة ""ناجون"، فهي فكرة أمل مستدامة تحمل قصص لمحاربي السرطان عبر مدونة إلكترونية على صفحات الفيسبوك، والإنستغرام، كما أنها تحمل رسالتهم المتمثلة بالنجاة وتعكس قوتهم، وسيحمل ناجون أيضا قصص الأطباء الذين عاصروا معارك مرضاهم وساعدوهم ومنحوهم الأمل.

وبعد اقتناص جمانة وميلاد "ناجون" يبقى السؤال من هي جمانة؟ وما هي "ناجون"؟ وما الهدف منها؟ جمانة الشوا فتاة عشرينية العمر، بستانية الروح، لؤلؤية الفكر، وطالبة في كلية علم الحاسوب بالجامعة الإسلامية في غزة، كما أنها ذهبية القلم، وتحمل رسائل التغيير عبر الكلمة، إضافة إلى أنها بطلة اختارت الانتصار في حربها مع مرض السرطان الذي تربع إلى جانب رقبتها مصيبًا الغدد الدرقية والليمفاوية.

 وحول ما هي "ناجون"، تجيب جمانة قائلة: ""ناجون"، هي فكرة أمل مستدامة تحمل قصص لمحاربي السرطان عبر مدونة إلكترونية على صفحات الفيسبوك، والإنستغرام، كما أنها تحمل رسالتهم المتمثلة بالنجاة وتعكس قوتهم". وتضيف: "سيحمل ناجون أيضا قصص الأطباء الذين عاصروا معارك مرضاهم وساعدوهم، ومنحوهم الأمل كون كل مريض سرطان يحتاج للدعم رغم أنه قد يحمل أمل يفتقره الكثير من الناس داخل آلام قصته وعيونه البائسة ".

| أهم الدوافع

جمانة5.jpg

وعن الدوافع  الحقيقية التي دفعت بجمانة للإقدام على هذه الخطوة، فقد أكدت على أن  شعورها بالمسؤولية تجاه محاربي السرطان وثقل الرسالة التي تحملها هو الدافع الأول، كما أن شعور التعافي المشترك بينها وبين المستمعين لقصتها التي تلامس قصصًا أخرى، كان دافعًا آخر، مشيرةً أنها وبعد مرحلة الشفاء تلقت تساؤلات عجيبة من أشخاص مصابين بنفس المرض الذي أصابها ملتمسين نصحها ودعمها، الأمر الذي جعلها تشعر بأنها تحدث تغييرًا في نفوسهم  عبر  نشرها للوعي بين المصابين، والعمل على إحياء نفوسهم، وتغيير تفكيرهم تجاه  المرض، مرشدة إياهم إلى طريقة التعايش التي قد تغنيهم، معتبرة أن المرض أسلوب حياة، وأن الخطر الحقيقي  يكمن في غياب المعرفة حول كيفية التعامل معه.

وأضافت: "من الدوافع أيضًا هي رسائل الدعم النفسي التي وصلتني في المواقف الصعبة أثناء رحلتي المرضية، وإدراكي من البداية لقوة الكلمة"، معتبرةً أن الكلمة هي الوسيلة الوحيدة لإدراك المشكلة النفسية التي يحدثها السرطان، كما أنها الوسيلة الوحيدة للتغيير كما أنها رسالتها الأولى لمساعدة المرضى.

وأمام هذا الإدراك ومع استمرار التساؤلات، وطلبات الإمداد بالطاقة، شعرت جمانة بحجم وثقل رسالتها التي يحب أن تؤديها، فبدأت الأفكار تدور في دماغها حول إمكانية إنتاج عمل أكبر يحمل رسالة هذه الفئة من المحاربين، عبر نقل القصص التي تسمعها والتي تحمل رسائل عدة، فكانت النتيجة ميلاد "ناجون".

المعركة الحقيقية التي يواجهها مريض السرطان هي "الحالة النفسية"، كون السرطان مرض يتعب النفسية بطريقة قاسية للحد الذي قد يوصل المريض لنسيان نفسه.

واعتبرت جمانة أن مريض السرطان لا يقدم رسالة بسيطة لأمثاله من المرضى فقط، بل إنها رسائل قد تفيد أي إنسان طبيعي مبتلى في أي جزء من حياته، أو لربما لشخص لديه حلم يدافع عنه، موضحة أن كل قصة تحمل رسالة وتنادي مرضى السرطان للمحاربة من خلال الموازنة بين رحلة العلاج وممارسة الحياة الطبيعية.

وحول الحالة النفسية للمصاب بمرض السرطان، فقد أكدت الشوا أن المعرك الحقيقية التي يواجهها مريض السرطان هي "النفسية"، كون السرطان مرض يتعب النفسية بطريقة قاسية للحد الذي قد يوصل المريض لنسيان نفسه. وأضافت "كيف نفسيتك؟ هو سؤال طبيعي وجه لي قبل العملية، كون النفسية تشكل (80%) من نسبة العلاج".

وأوضحت أن الجزء النفسي عامل بعيد عن العامل المرضي، كون الجزء النفسي له عوامل مختلفة بالتوكل على الله، ثم محاربة المرض، وتلقي الدعم من كل المحيطين بالمريض عبر كلماتهم وهداياهم، وبعض من تفكيرهم بشخصيته قبل السرطان، بعيدًا عن أي جهد يبذله المريض بنفسه".

| احتلال للجسد لا الروح

 

وعن رحلتها مع المرض تقول الشوا: "رحلتي مع المرض كأي رحلة مريض غزي، بدأ المحاولة في طريق العلاج، قابلها الاحتلال بالمنع والرفض عبر (٩) تصريحات مرفوضة تمنعني من السفر بعد فترة ليست بالوجيزة من معرفتي بأنه الورم المتربع إلى جانب رقبتي هو سرطان".

وأردفت: "ثم مررت بالعديد من العمليات إلى أن وصل تصريح السماح بالسفر ليفرج عني بعد (٩)، لأنتقل به إلى الجانب الأردني، حيث بدأت تجربتي الأصعب مع المرض، حيث العملية ومرحلة اليود المشع، والتي كانت بمثابة حرب من وجهة نظري، كون السرطان هو احتلال روح وليس احتلال جسد".

وعن رحلتها مع المرض تقول الشوا: "رحلتي مع المرض كأي رحلة مريض غزي، بدأ المحاولة في طريق العلاج، قابلها الاحتلال بالمنع والرفض عبر (٩) تصريحات مرفوضة تمنعني من السفر بعد فترة ليست بالوجيزة من معرفتي بأنه الورم المتربع إلى جانب رقبتي هو سرطان".

وأردفت: "ثم مررت بالعديد من العمليات إلى أن وصل تصريح السماح بالسفر ليفرج عني بعد (٩)، لأنتقل به إلى الجانب الأردني، حيث بدأت تجربتي الأصعب مع المرض، حيث العملية ومرحلة اليود المشع، والتي كانت بمثابة حرب من وجهة نظري، كون السرطان هو احتلال روح وليس احتلال جسد".

وأضافت: "أنا اخترت الانتصار على المرض ولم أسمح له باحتلال روحي"، معتبرة أن هذه هي نقطة قوتها، كونها أرادت المحافظة على روحها وكينونتها كجمانة"، مشيرة إلى أن الإنسان داخل حرب السرطان ليس هو ذاته الذي يخرج منها، لهذا السبب كانت الحرب أما هي أو هو، وكانت المعركة بمثابة حرب المحافظة على النفس.

وأمام هذه التجربة سألتُ جمانة بشيءٍ من الفضول: لماذا وقع الاختيار على "ناجون" دون غيرها لتكون اسما للمنصة، فردت قائلة: ""ناجون" ينبع مني بدايةً، وأحيانًا النجاة تكون باكتشاف ما هو المرض الذي بداخلك، والنجاة أيضًا تكون بالكلمة، والتي بالفعل كانت نجاتي في مراحل كثيرة من مرضي، وفي الكثير من الأحيان المساعدة تكون نجاة".

جمانة.jpg

 وأشارت الشوا أن تأثير "ناجون" في فرد واحد يعني نجاحه في نقل رسالة النجاة، كون "ناجون" يهدف لانتشال الأفراد من قعر مشكلة ما، عن طريق رسالة نحن نؤدي أمانتها، وعبر الأطباء الذين يحملون رسالة الطب الحقيقية، ويمدون يد العون والمساعدة للمريض، ويقفون إلى جانبه قلبًا وقالبًا، ويمنحوه الأمل.

أما عن تفاعل الناس مع "ناجون"، فقد أكدت الشوا على أن "ناجون" مازال في محطة البداية، وبالرغم من ذلك، هناك تفاعل ممتاز من أول قصة تم نشرها، مشيرة إلى وجود مراحل تطويرية بانتظار "ناجون". وعن ردة فعل أبطال السرطان وذويهم. أكدت الشوا على شعورهم  بالفرح  أمام دعوات الناس التي تصلهم كلما نشرت قصة أحدهم، وتخبرهم أنهم ليس وحدهم، كما أفصحت جمانة عن  شعورها أن القصص المنقولة من حياة المحاربين الخاصة تكسبهم طاقة منعكسة من الأمل الذي يبثونه للعالم. 

| قوة الكلمة

وحول الفعاليات التي اقتطعت الشوا من وقتها للمشاركة فيها، فقد أكدت على مشاركتها في الحدث الكبير في قطاع غزة. TEDx" " حيث أتيحت لها فرصة ذهبية لاعتلاء المنصة لتروي قصتها مع السرطان، وأثر قوة الكلمة عليها، والفرق الذي أحدثته في رحلتها المرضية تحت عنوان "قوة الكلمة"، إيمانًا منها بأن الكلمة وسيلة ورسالة تغيير.

وعن دافع المشاركة في هذا الحدث قالت الشوا: "شعرت أني قد أكون قشة الغريق إذا لزم الأمر، فنقلت تجربتي مع المرض والكلمة". مضيفة أنها تجربة سردية لأحداث وقعت تهدف لإيصال الرسالة للناس حول الكلمات القوية التي تخللت رحلتها المرضية، والتي بدأت في "واجهي مخاوفك" جملة أهداها إياها الطبيب، ثم رسالة ربانية على يد شقيقها: "أنا عند حسن ظني عبدي بي فأحسني الظن بالله"، لتتبعها كلمات صديقة والدتها "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وما كنت أظنها تفرج"، ليتكون لديها سلسة من الكلمات الداعمة التي احتفظت بها بعدما وصلتها في رحلة المرض والعلاج.

| رسائل للمحارب والناس

"أنت من تختار هل ستكون الضحية أم صاحب النصر والبطولة، وأنت من سيحدد نظرة الناس له أيضًا هل هي نظرة شفقة أم كبطل، وفعليًا أنت بطل".

ووجهت جمانة رسالتها لمحاربي السرطان بكلمات موجزة تجعلهم أكثر قوة وصلابة أمام المرض، حيث شددت في خطاب موجه للمريض على قولها "أنت من تختار"، وأضافت: "أنت من تختار هل ستكون الضحية أم صاحب النصر والبطولة، وأنت من سيحدد نظرة الناس له أيضًا هل هي نظرة شفقة أم كبطل، وفعليًا أنت بطل". مشيرة إلى أن السرطان يدفع الإنسان لاستخراج قوته الكامنة وإبرازها واستخدامها واستحداثها، داعية المحاربين الأبطال للنظر إلى الجانب الجميل من المرض، مؤكدة أن الخيار بيد المريض.

وختمت صاحبة الكلمة برسالة للناس أجمع تدعوهم فيها للإحساس بالنعم المتوفرة بين أيديهم، كما أوصتهم بالقوة وطالبتهم بصناعة حياة خاصة مفعمة بالتفاؤل، كما دعتهم إلى المرضى والإكثار من الدعاء لهم، ثم نوهت إلى أن المنقذ الحقيقي لكل إنسان هو نفسه.  ثم تركت العبارة الأجمل والأقوى، والتي جهتها لكل من يمضي في طريق الحياة، لتذكرهم عبرها بأنهم وسائل ورسائل التغيير. وأوضحت أن التغيير دائمًا يبدأ بالكلمات معتبرة أن الكلمة هي معجزة كما أنها رسالة.