تحدثنا في الجزء الأول على العناصر الغذائية التي يجب أن تركز عليها الحامل، وسنتحدث في هذا المقال عن أهمية التغذية للمرأة الحامل في الشهور الثلاثة الأولى، وخاصة في الأسابيع الأولى بين الأسبوع الرابع والسادس، إذ إنها تساعد على تكوين الجنين بشكل صحي وسليم، ومن الجدير ذكره أن بعض أنواع العناصر الغذائية تؤثر بشكل مباشر في بنية الجنين ومنها؛ الفوليك أسيد، والأوميجا ٣، وفيتامين أ. بالإضافة إلى مشكلة صحية تعاني منها الحوامل في بداية الحمل وهي الغثيان والتقيؤ.
| مصادر الفوليك أسد
تُنصح النساء، في عمر الإنجاب، الحصول بشكل يومي على حمض الفوليك ٤٠٠ ملغم، بالإضافة لتناول الأطعمة العالية بالفولات، مع الاستمرار في تناوله لمدة ٣ شهور من حدوث الحمل، وبعض النساء في حالات خاصة، وقليلة قد يحتجن جرعة أكبر، استشيري طبيبتك حول ذلك، إذ تكمن أهميته في منع حدوث تشوهات خلقية، والتي تنتج من خلل في تكوين دماغ الجنين anencephaly، وأخرى نتيجة خلل في النخاع الشوكي spina bifida.7.
وتحدث عادة هذه التشوهات في الأسابيع الأولى (٣-٤) أسابيع بعد حدوث الإخصاب، وفي هذه المرحلة عادة لا تعلم النساء أنهن حوامل، لذلك ينصح بتناوله قبل الحمل بشهرين على الأقل، ويستمر ل ٣ شهور بعد الحمل، ويفضل تناوله طوال فترة الإنجاب للحصول على هذه الفائدة حتى في حالات الحمل غير المخطط لها.
يتوفر الفوليك أسيد بالحبوب المدعمة، والبروكلي، والسبانخ، ونبات الهليون، والبازيلاء، والحمص، ومع ذلك فإن كميات الفوليك أسيد في هذه الأطعمة غير كافية للوقاية من التشوهات الخلقية، لذلك يجب تناوله أيضًا على شكل أقراص.
| الأوميجا 3
ويلي الفوليك أسيد أهمية، الأوميجا ٣، تعرّف الأوميجا ٣ OMG3 على أنها إحدى أنواع الدهون المتعددة غير المشبعة، والتي لا يمكن للجسم تصنيعها، وإنما الحصول عليها من المصادر الغذائية، وتدخل في العديد من الوظائف المتعددة، ومن ضمنها بناء خلايا الدماغ، وتعتبر جزءًا رئيسًا من الأغشية الخلوية في الجسم، ويتواجد الأوميجا ٣ في الأسماك والمأكولات البحرية، وخاصة؛ السلمون، والتونة والسردين. والمكسرات والبذور، مثل؛ بذور الكتان، والشيا، والجوز. والزيوت النباتية، مثل؛ زيت الكتان، وزيت الكانولا، وزيت فول الصويا. بعض الأطعمة المدعمة.
وتكمن أهميته في أنه يعمل على بناء الأعصاب والدماغ للجنين، وتوصي وزارة الصحة العالمية على تناول الأسماك مرتين بالأسبوع على الأقل، ولكن أكثر النساء لا يحصلن على هذه الحصص الموصى بها، لذلك يفضل تناول حبوب الأوميجا ٣ وخاصة في الشهور الأولى.
اقرأ أيضًا: الشهور الوسطى والأخيرة: التغذية والإرشادات الطبية
على العكس من ذلك، يُمنع تناول فيتامين أ على شكل حبوب، أو تناول الكبدة خلال الثلاث شهور الأولى لغناها بفيتامين أ، والذي يسبب تشوهات خلقية للجنين. صحيح أن فيتامين أ له فوائد كثيرة، وأهمها المحافظة على صحة النظر، ولكن يمكن الحصول على كميات مناسبة منه من البيض والأجبان والخضروات ذات اللون البرتقالي أو الأصفر، ولكن إذا تناولت السيدة الحامل الكبد مرة أسبوعيًا خلال الثلاث شهور الأولى، فإنها تحصل على كميات عالية جدًا من فيتامين أ المسببة لتشوهات خلقية للجنين، أو إذا تناولت حبوب تحتوي على فيتامين أ.
| حلول للغثيان
أما الآن، فسنتحدث عن الغثيان الذي يواجه الكثير من النساء في بداية حملهن، ويعرّف الغثيان على أنه إحساس بالضيق وعدم الراحة في الجزء العلوي من المعدة، مع الرغبة غير الإرادية في التقيؤ، ويليه عادة التقيؤ، وليس دائمًا، وإذا استمر لفترات طويلة فيصبح من الأعراض المنهكة للحامل، ولكن تجد الدارسات أن هذا العارض هو أمر جيد، بحيث وجدوا أن اللواتي عانين من الغثيان كن أقل عرضة للإجهاض في الشهور التالية، والسبب في ذلك ارتفاع هرمون الحمل الذي يرجح أنه المسبب لهذه الحالة الصحية المصاحبة للحمل، ويزداد عادة في فترات الصباح الباكر، وإليك الخطوات التالية لتقليل من حدوث هذه المشكلة:
| تناول النشويات الصلبة: تناولي عند استيقاظك القليل من النشويات الصلبة مثل القرشلة، الخبز المحمص، البسكويت، وغيرها.
| تقسيم الوجبات: قسمي وجباتك الكبيرة إلى وجبات صغيرة متتالية بدلًا من وجبة كاملة كبيرة، وخاصة وجبة الإفطار، وتناولي وجبات خفيفة مقسمة على مدار اليوم.
| الابتعاد عن الطعام الحار: ابتعدي عن المأكولات الحارة، واختاري طعامك بعناية ابتعدي عن المأكولات العالية في الدهون الضارة، وعليك بشرب الكثير من الماء.
| تناولي الفيتامينات ليلًا: إذا كانت الفيتامينات المرافقة للحمل تسبب لك شعور الغثيان، تناوليها ليلًا بدلًا من الصباح.
| استشارة الطبيب: في حالات شديدة ينصح باستشارة طبيبتك للحصول على بعض الأدوية والفيتامينات الخاصة.
