بنفسج

"Birthcare Center": دراما كورية تحاكي تجربة الولادة وما بعدها

الثلاثاء 15 يونيو

شاهدت مؤخرًا دراما كورية بعنوان Birthcare Center أو مركز رعاية الأمومة، الدراما تتناول مرحلة ما بعد الولادة، ومرحلة تعافي الأم. في الحقيقة، ما شد انتباهي لها أنني لم أشاهد عملًا يتناول تلك المرحلة في حياة المرأة؛ ماذا يحدث لك بعد الولادة؟ بالتأكيد لم يعجبني كل ما جاء فيها، ولكن أعجبني المحور العام الذي تدور حوله.

تبدأ الدراما بالحمل وعملية الولادة المؤلمة، وانتقال الأم في مرحلة ما بعد الولادة إلى مركز مؤهل لرعايتها في الفترة الأولى، شعرت بالغيرة وأنا أشاهد مركز الرعاية، وتساءلت لماذا لم يتوفر مثل هذا المكان لي، مكان يعتني بطفلي ويعتني بي أيضًا في نفس الوقت؟ نعم، كنت أحتاج الرعاية أيضًا، لا أن أكون الراعية بمفردي.

| تمرد لدى أم!

 
مسلسل مركز رعاية الأمومة، تدور قصته حول الصورة النمطية للأم المثالية، تصطدم الأم الجديدة الناجحة للغاية في عملها بأنها في عالم الأمومة تصنف في المركز الأخير، لا تعرف كيف ترضع ابنها، لا يعجبها أن يناديها أحدهم باسم والدة فلان، كيف تتسابق الأمهات الأخريات لنيل رضا من يعتبرنها الأم المثالية حتى تساعدهن في معرفة ما عليهن فعله مع أبنائهن. وكيف انخرطت هي شخصيًا في سباق الأمومة المثالية المحموم.
 
حتى تأتي في يوم ما أم متمردة تقرر أن ترضع صغيرتها حليبًا صناعيًا، وأن يناديها الجميع باسمها هي. نلاحظ كيف بدأت بطلة الدراما في التأرجح بين الاثنتين، الأم الشابة الجديدة التي تريد أن تعيش حياتها، وكأن وجود طفل فيها لم ولن يغيرها، وما بين الأم المثالية التي تعيش من أجل أبنائها فقط حتى نست وتناست أن لديها حقوقا على نفسها.

تدور القصة حول الصورة النمطية للأم المثالية، تصطدم الأم الجديدة الناجحة للغاية في عملها بأنها في عالم الأمومة تصنف في المركز الأخير، لا تعرف كيف ترضع ابنها، لا يعجبها أن يناديها أحدهم باسم والدة فلان، كيف تتسابق الأمهات الأخريات لنيل رضا من يعتبرنها الأم المثالية حتى تساعدهن في معرفة ما عليهن فعله مع أبنائهن. وكيف انخرطت هي شخصيًا في سباق الأمومة المثالية المحموم.

حتى تأتي في يوم ما أم متمردة تقرر أن ترضع صغيرتها حليبًا صناعيًا، وأن يناديها الجميع باسمها هي. نلاحظ كيف بدأت بطلة الدراما في التأرجح بين الاثنتين، الأم الشابة الجديدة التي تريد أن تعيش حياتها، وكأن وجود طفل فيها لم ولن يغيرها، وما بين الأم المثالية التي تعيش من أجل أبنائها فقط حتى نست وتناست أن لديها حقوقًا على نفسها.

ربما أكون شعرت بكل ألم شعرت به كل أم في مركز رعاية ما بعد الولادة، كيف تتعلمين الرضاعة؟ وكيف تجدين بداية أن هذا أمر يتطلب منك تعلمه؟ وليس كما تتخيلين؛ يأتي بالفطرة البحتة. عشت مع البطلة تساؤلاتها؛ كيف لا تشعر بذلك الحب الأمومي يجتاح قبلها، وهي هي أم سيئة إن كانت تشعر كذلك؟ كيف تشعر بأن حياتها كلها قد أصبحت رأسًا على عقب، مضطربة لا تعرف كيف سيكون الأمر عندما تغادر ذلك المكان.

عشت مع تلك الأم التي فقدت صغيرها، وأعجبتني كلمة المديرة؛ أن رعاية الأم بعد الولادة لا يتطلب أن تكون الأم وابنها بخير، فالأم بحاجة لتلك الرعاية حتى وإن فقدت ابنها. وتلك الممثلة المشهورة التي اكتسبت الكثير من الوزن، وبالرعاية والتشجيع، وصلت لقناعة أن تلك المرحلة بالحمل والولادة وزيادة وزنها فيها ليست نهاية العالم، وأنها تستطيع العودة من جديد، ولكن ابنها يستحق بأن تكون سعيدة في فترة حملها بتناولها ما يشعرها بالشبع.

| لا يوجد أم مثالية!

فيلم1.jpg

تبدأ القصة بالأمومة المثالية، وتتطور إلى أن يعتبر الجميع ببعض المشاعر البائسة التي تنتابهن بعد حصولهن على طفل، وأن اعترافك أن هناك بعض المشاعر السلبية التي تجتاحك لا يعيبك كأم، بل لا بأس بالبوح بها عاليًا، فالأم في النهاية إنسان. "ينظر الجميع إلى أن الحمل والولادة أجمل ما في العالم، لكن الحمل منهك، والولادة قاسية، وفترة التعافي بائسة"، نعم، شعرت بتلك الجملة من أعماقي، لن يعرف معنى ذلك إلا من خاض التجربة بنفسه.

تنتهي الدراما بأم جديدة تنضم إلى المركز وتتساءل: "هل ستعود حياتي إلى سابق عهدي قبل الولادة؟". لتجيبها مديرة المركز: "لا، لن تعود حياتك إلى ما كانت عليه، فالولادة لم تكن نهاية المعاناة، بل بدايتها، وحياتك قد تغيرت إلى الأبد". نعم، تتغير حياة الأم والأب إلى الأبد بعد أن يرزقا بطفل، هناك أحلام كثيرة كانت في قلب كل أم قبل طفلها الأول، تخلّت عن الكثير منها، وتعلمت أنه لرعاية طفلها عليها التضحية بالكثير، حتى حياة الأب تتغير بعد الحصول على طفل، فأنتما لو تعودا بمفردكما، هناك كائن جديد يعتمد بالكامل على تواجدكما.

دراما كورية.png

شعرت بالغيرة من فكرة تواجد مثل ذلك المركز، وعدم حصولي على فرصة التواجد فيه، وتذكرت وجود امرأة كانت تأتينا كل يومين لتعلمني كيف أحمم الطفل، وكيف أرضعه، وتتابعه صحته وصحتي لمدة شهر، وشعرت بالشفقة على الأمهات في بلادنا، حيث لا تحصلن لا على المعلومة، ولا على المتابعة، ولا فرصة تعلم كيفية رعاية أبنائهن، وكأن الأمر فطري حتمي لا نقاش فيه، وكأن الأم لا تخوض حياة جديدة بمفردها، مرحلة مرت فيها بالكثير، تحتاج فيها إلى الرعاية والتدرج والتعلم حتى تستطيع أن تقدم الرعاية للآخرين.

"لا يوجد أم مثالية، ولكن يوجد أم سعيدة مع ابنها"، نعم، لا يوجد أم مثالية، يوجد أم تسعى لما في استطاعتها لتقدم حياة رائعة لأبنائها، فليس عليك مقارنة حياتك بالآخرين حتى تشعري بأنك أم رائعة، أنت رائعة بما تقدميه لأبنائك، ابحثي عما يسعدك، لأنك إن كنت سعيدة فسيكون أبناؤك أيضًا سعداء!